كشفت وثيقة أمريكية عالية السرية، سيناريو “صادما”سيناريو حول تفوق كمّي صيني قد يُلحق هزيمة عسكرية بالولايات المتحدة في حال اندلاع حرب حول تايوان.
وبحسب ما كشفته الصحيفة البريطانية “التلجراف”، فإن اعتماد بكين على تفوقها الكمّي الساحق ومنظومات صاروخية متقدمة، قد يمكنها من ضرب رموز القوة الأمريكية في دقائق معدودة.
ويرى الخبراء بحسب الصحيفة أن الوثيقة، وهي باسم “Overmatch Brief” التي أثارت “ذعر” مسؤولين اطّلعوا عليها، تضع واشنطن أمام اختبار وجودي يتعلق بقدرتها على الحفاظ على الردع في المحيط الهادئ.
وتُظهر التقييمات أن اعتماد الجيش الأمريكي على أسلحة باهظة الثمن ومعقدة تقنيًا يجعله عرضة لصواريخ باليستية وفرط صوتية تنتجها بكين بكميات ضخمة، فيما تتراجع قدرة الصناعة العسكرية الأمريكية عن مجاراة هذا الإيقاع.
وتشير المحاكاة الحربية بحسب الوثيقة إلى خسائر أمريكية “ثقيلة”، تشمل تدمير حاملات الطائرات مثل “يو إس إس جيرالد فورد”، وإسقاط عشرات المقاتلات من الجيل الخامس، وتحييد قدرات انتشار القوات قبل اقترابها من نطاق تايوان.
وفي المقابل، تُظهر الصين بنية هائلة من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، تتقدمها منظومات فرط صوتية، مع ترسانة تقدّر بنحو 600 صاروخ فرط صوتي، إضافة إلى قدرات بحرية وغواصات ديزل كهربائية تزيد من صعوبة أي تحرك أميركي.
ويعزز هذا المشهد تفوق الصين في الإنتاج العسكري منخفض التكلفة، مقارنة بالبطء البيروقراطي والتكاليف المرتفعة لدى الجانب الأمريكي.
وحذرت الوثيقة أيضًا من بُعد آخر للصراع، فالهجمات السيبرانية الصينية قد تتمكن من التغلغل في شبكات حيوية تغذي قواعد عسكرية أميركية بالطاقة والمياه والاتصالات، ما قد يشل القدرة اللوجستية للجيش إذا اندلعت الحرب، ويُضاف إلى ذلك تحذيرات من أن واشنطن قد تنفد منها الذخائر الأساسية خلال أسابيع، في ظل استنزاف المخزون عبر دعم حلفاء آخرين في صراعات موازية.
وفي ظل هذه التقييمات القاتمة، يعتقد مراقبون أن سياسة الردع الأمريكية تبدو أمام تحدٍ غير مسبوق، خصوصًا أن الصين تعتبر السيطرة على تايوان “حتمية تاريخية”، وإن كانت تنتظر تفوقًا ساحقًا يجعل العملية مضمونة لتجنب ارتداد استراتيجي قد يهدد قيادة
ورغم استمرار واشنطن في سياسة “الغموض الاستراتيجي”، إلَّا أن الوثيقة تكشف أن “التفوق العسكري الحاسم” الذي يفترض أن يمنع الحرب لم يعد مضمونًا؛ ما يضع المحيط الهادئ على عتبة سباق تسلح محموم، فيما يتحرك كلا الطرفين لإغلاق أي نافذة قد تمنح الآخر ميزة حاسمة بحسب التقرير.
وسلط التقرير أيضا الضوء على مخاوف أوسع نطاقا بشأن مستقبل الجيش الأمريكي واستمرار اعتماده على “أساليب عفا عليها الزمن”.
وحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد دُمرت سفن مثل حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جيرالد فورد” – التي تبلغ تكلفتها 13 مليار دولار – وهي أكبر حاملة طائرات في العالم – مرارا وتكرارا في سيناريوهات محاكاة للدفاع الأمريكي عن تايوان.
ويرى منتقدو الاستراتيجية العسكرية الأمريكية أن البنتاجون ما يزال عالقا في عقلية حروب الماضي، معتمدا على أسلحة تقليدية ضخمة ومكلفة.
المصدر: وكالات

