دعت تركيا حلفاءها في حلف شمال الأطلسي اليوم الخميس إلى تعزيز الدفاعات الصاورخية في أراضيها بهدف إسقاط الصواريخ السورية وقالت ألمانيا مرة أخرى إنها ستسحب بطاريات صواريخ باتريوت تابعة لها من تركيا ومن المتوقع أن تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه.
وينتظر حلف شمال الأطلسي الآن أن تسد بلدان أخرى تلك الفجوات.
وقال مصدران أحيطا علما بالمحادثات في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل إنه بعد مرور أيام على انتهاك طائرات روسية مجال تركيا الجوي قرب سوريا حث مبعوث أنقرة في حلف الأطلسي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على الاستمرار في نشر أنظمة الدفاع الجوي.
ومع أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج قال إنه مستعد لإرسال قوات برية للدفاع عن تركيا فإن الوضع أثار تساؤلات بشأن إستراتيجية الحلف في هذا البلد الذي يتاخم سوريا والعراق.
وقالت أورسولا فون در لاين وزيرة الدفاع الألمانية إن برلين ستمضي قدما في تنفيذ خطط لوقف تشغيل بطاريات صواريخ باتريوت التابعة لها في تركيا الأسبوع المقبل وسحب معظم جنودها الذين يقومون بتشغيلها قبل أعياد الميلاد. ومن المقرر سحب جميع الجنود والمعدات بنهاية يناير .
وأضافت عند وصولها لحضور الاجتماع “هذا القرار (الخاص بسحب بطاريات باتريوت) صائب.”
وأضافت قولها “السؤال هو ما الخطر الذي يمكن تفاديه وبأي طريقة.” وبدا أن هذه التصريحات تشير إلى أن القوات الجوية التركية قادرة على اعتراض الطائرات المقاتلة.
ومما يدعم هذا الفهم وفي إقرار بأنه جرت مناقشات بشأن سبل طمأنة تركيا وردع روسيا قال ستولتنبرج للصحفيين “ما نراه الآن أنواع أخرى من التحديات. ولكن مرة اخرى نحن نناقش مع مختلف الحلفاء ومع تركيا الكيفية والطريقة التي يمكننا بها مساندتهم.”
ومع تنفيذ طائرات روسية وأمريكية مهام قتالية فوق نفس البلد للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية يحرص حلف شمال الأطلسي على تفادي أي تصعيد دولي للصراع السوري الذي صرف انتباه الحلف على نحو غير متوقع عن أوكرانيا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إلى اراضيها العام الماضي.
ونشر حلف الأطلسي بطاريات صواريخ باتريوت في يناير 2013 في تركيا وتنصب اسبانيا حاليا بطاريات صواريخ لمواجهة الصواريخ البالستية التي يطلقها الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت مصادر قريبة من المناقشات إن الولايات المتحدة ستسحب بطارية صواريخ باتريوت التابعة لها في أي يوم من أجل التحديث. ومن المفهوم أن فرنسا وإيطاليا مستعدتان ان تحذوا حذوا إسبانيا لكن لم يتخذ بعد قرار بذلك.
ومنذ عام 2012 رصد حلف الأطلسي إطلاق بضع مئات من الصواريخ البالستية من سوريا وهو ما يؤكد ما يرى الحلف أنه الحاجة إلى نظام دفاع فعال عن تركيا.
ولا يزال مسؤولو الحلف الذي تقوده واشنطن يستشعرون وخز الألم بعد توغل روسيا في المجال الجوي التركي مطلع الأسبوع قرب شمال سوريا.
وقال الأمين العام للحلف ستولتنبرج للصحفيين لدى وصوله للاجتماع “حلف شمال الاطلسي مستعد وقادر على الدفاع عن كل الحلفاء بمن فيهم تركيا من اي تهديدات.”
وتابع بقوله “الحلف رد بالفعل بزيادة قدراتنا وقدرتنا واستعدادنا لنشر قوات بما في ذلك إلى الجنوب وبما في ذلك في تركيا” موضحا أن الضربات الجوية والصاروخية التي تنفذها روسيا “مبعث قلق”.
وكان توغل مقاتلتين روسيتين في المجال الجوي التركي يومي السبت والأحد قد جعل الصراع السوري يقترب من حدود الحلف ويختبر قدرته على ردع روسيا دون السعي لمواجهة مباشرة معها.
وطوال 40 عاما ظلت المهمة الرئيسية لحلف شمال الأطلسي هي ردع روسيا في الشرق أثناء الحرب الباردة لكن الحلف يواجه الآن وبعد تدخل دام عشر سنوات في أفغانستان اختبارا قرب حدوده مع وجود تهديدات عدة.
وقد تؤدي الانقسامات بين دول شرق الحلف التي تريد استمرار التركيز على أزمة أوكرانيا والدول الأخرى التي تخشى مقاتلي تنظيم داعش الى عرقلة صدور رد موحد للحلف المكون من 28 دولة.
وتبدي فرنسا وبريطانيا أكبر قوتين في الحلف استعدادا لاستخدام قوة الرد السريع الجديدة المكونة من خمسة آلاف جندي خارج حدود الحلف ربما للمساعدة على فرض الاستقرار في حكومات ما بعد الصراع في ليبيا أو سوريا.
وترغب دول أخرى من بينها بولندا ودول البلطيق في وجود دائم للحلف على أراضيها حتى يكون هناك رادع ذو مصداقية لأي مسعى جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكسب النفوذ في الدول السوفيتية سابقا.
المصدر: رويترز