دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل عن قرار الإدارة الفيدرالية بإرسال قوات من الحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلوس، في أعقاب الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها المدينة على خلفية سياسات الهجرة، منتقدين في الوقت ذاته ما وصفاه بـ”تقاعس” المسؤولين المحليين في كاليفورنيا عن فرض النظام.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن ترامب قال – في منشور عبر منصته “تروث سوشيال” اليوم /الاثنين/ – “إن الاحتجاجات الراديكالية اليسارية التي يقودها محرضون ومثيرو شغب مأجورون، لن يتم التساهل معها”، موجها انتقادات مباشرة لحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس، ووصفهما بأنهما “غير كفؤين”.
وتأتي تصريحات الرئيس الأمريكي في وقت وجه فيه مسؤولون محليون في كاليفورنيا اتهامات إلى البيت الأبيض بمحاولة تأجيج الأوضاع لتحقيق أهداف سياسية، لاسيما بعد أن تجاوز ترامب سلطات حاكم الولاية وأصدر أوامر مباشرة بنشر الحرس الوطني لقمع الاحتجاجات، رغم أن معظمها اتسم بالطابع السلمي.
وشهدت لوس أنجلوس، خلال عطلة نهاية الأسبوع، اشتباكات متفرقة بين المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون، أسفرت عن عشرات الاعتقالات وأضرار مادية وإغلاق عدد من الطرق، بينما ظلت مناطق واسعة من المدينة في حالة من الهدوء.. وأظهرت مقاطع مصورة أن قوات الحرس الوطني التزمت إلى حد كبير بضبط النفس وتجنبت الاحتكاك المباشر مع المتظاهرين.
وطالب حاكم ولاية كاليفورنيا بسحب قوات الحرس الوطني، واعتبر القرار الفيدرالي “تجاوزًا للصلاحيات”، متهما الرئيس ترامب بالسعي إلى “افتعال الفوضى والعنف”.
وتُعد هذه التصريحات أحدث حلقة في سلسلة من الانتقادات المتبادلة بين الطرفين، في ظل تزايد الحديث عن إمكانية ترشح نيوسوم للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكان ترامب قد أعاد التذكير بأداء مسؤولي كاليفورنيا إبان أزمة حرائق الغابات في يناير الماضي، قائلا: “انظروا فقط إلى كيفية تعاملهم مع الحرائق”، مضيفًا أن طريقة تعاطيهم مع احتجاجات الهجرة تمثل “كارثة في السماح بحدوثها”.
ومن جهته، صعّد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل من لهجة الانتقاد، قائلاً: “إن مدينة لوس أنجلوس تخضع لحصار من مجرمين متمردين”، وذلك رغم أن التقارير الإعلامية تشير إلى أن حجم الاضطرابات لايزال محدودًا، وأن غالبية المدينة تشهد حالة من الاستقرار.
كما استشهد ترامب بتصريحات لرئيس شرطة لوس أنجلوس جيم ماكدونيل، التي قال فيها “إنه لم يكن ليرحب بدايةً بدعم الحرس الوطني، إلا أنه يعيد النظر في موقفه بعد تصاعد حدة الاشتباكات”، واصفًا إياه بأنه “شخصية محترمة للغاية”، داعيًا إياه إلى “عدم السماح للمشاغبين بالإفلات من العقاب”.
المصدر : أ ش أ
