أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن حزب الله يقف عائقًا أمام تحقيق أحلام الشعب اللبناني، ويتحدى الدولة وشعب لبنان بأكمله من خلال جناحه الإرهابي ونشر الدمار وحملاته المسلحة التي تتناقض تماما مع مصالح الشعب اللبناني.
وقال بومبيو – في تصريح له من داخل وزارة الخارجية اللبنانية – : “كيف يمكن أن يكون صرف الموارد وإهدار الأرواح في سوريا واليمن والعراق، يساعد مواطني جنوبي لبنان أو بيروت أو البقاع ؟ .. كيف يمكن لتخزين آلاف الصواريخ في الأراضي اللبنانية بهدف استخدامها ضد إسرائيل يقوي هذه البلاد ؟”.
وشدد بومبيو على أن حزب الله يقوم بهذه “النشاطات الخبيثة” بالإنابة عن النظام الإيراني، وأن جنود الحزب يعملون تحت إمرة طهران وشبكاتها الإجرامية، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على لبنان.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن حزب الله يقوض سلامة وأمن لبنان وشعبه والمؤسسات الأمنية الشرعية، مشددا على أن الولايات المتحدة مستمرة في ما وصفه بـ “الضغط غير المسبوق” على إيران حتى تتوقف عن جميع أنشطتها الإجرامية والخبيثة، بما في ذلك النشاط الذي تضطلع به طهران من خلال حزب الله.
وأشار الوزير بومبيو إلى أن قاسم سليماني (قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني) وغير من الجهات الإيرانية التي تدعم حزب الله، يتسبب في زعزعة أمن واستقرار لبنان ويقوضه، مؤكدا أن دعم إيران لحزب الله يمثل خطرا على الدولة اللبنانية ككل، على نحو يقوض ازدهار الأجيال القادمة في لبنان، ويضعف فرص السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال بومبيو إنه خلال جميع اللقاءات التي عقدها اليوم مع الرئيس ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، نقل إليه هؤلاء القادة اللبنانيون آمالهم في مستقبل أفضل من السلام والأمن والازدهار لبلدهم وشعبهم.
وأضاف: “على جميع مواطني هذا البلد أن يعلموا أن الولايات المتحدة تشاطرهم هذه الآمال.. ولكن علينا أن نواجه الحقائق، فحزب الله يقف عائقا أمام أحلام الشعب اللبناني، وعلى مدى 34 عاما وضع حزب الله الشعب اللبناني في خطر بسبب قراراته الأحادية غير الخاضعة للمحاسبة، المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت”.
وتابع قائلا: “وسواء من خلال وعوده السياسية أو بالترهيب المباشر للناخبين، فإن حزب الله أصبح ممثلا في البرلمان وغيره من المؤسسات، ويتظاهر أنه يدعم الدولة في حين أنه في هذه الأثناء يتحدى الدولة وشعب لبنان من خلال جناحه الإرهابي الملتزم بنشر الدمار”.
وأكد أن حملات حزب الله المسلحة، تتنافى تماما مع مصالح الشعب اللبناني. مضيفا: “تأكدوا تماما أن حزب الله هو من وضع البلد في هذه الحملات التي تتزعمها إيران، وأن طهران لا تريد لهذا الوضع أن يتغير، ويرون أن تحقيق الاستقرار في لبنان يمثل تهديدا لطموحات إيران في الهيمنة، ولهذا يستخدمون حزب الله في تحقيق غاياتهم”.
ولفت إلى أن إيران لديها شبكات إجرامية على مستوى العالم، تعمل على تهريب المخدرات، وأن محاولاتها غسل الأموال من خلال نظامها الدولي تضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته، مشددا على أن حزب الله يسرق موارد الدولة اللبنانية التي هي ملك شرعي للشعب، وأنه يجب ألا يجبر شعب لبنان على المعاناة بسبب الطموحات السياسية والعسكرية لفئة غير قانونية لها روابطها الإرهابية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: “سيتطلب الأمر شجاعة من الشعب اللبناني للوقوف أمام إجرام حزب الله وإرهابه وتهديداته، كما سيتطلب الأمر بعض الجهود لضمان الاحترام والاستقلال الكامل، وهذا بعد آخر للعدو الإيراني”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم في أسرع وقت ممكن، وستستمر في دعم المؤسسات الشرعية اللبنانية وجميع أبناء شعب لبنان، لافتا إلى أنه في غضون العام الماضي (2018) قدمت بلاده أكثر من 800 مليون دولار في صورة مساعدات إلى لبنان.
وتساءل بومبيو: “ماذا قدم حزب الله وإيران إلى لبنان ؟.. قدموا توابيت الموت للشباب اللبنانيين العادئين من سوريا والمزيد من الأسلحة الإيرانية.. إن دعم إيران لحزب الله يشكل خطرا على الدولة اللبنانية، فالنظام في طهران يقدم لحزب الله ما يقارب 700 مليون دولار سنويا، وهو مبلغ مهول إذا ما رأينا أن 90 % من القوى العاملة في إيران تعيش دون خط الفقر”.
وأكد أن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية يستهدف في المقام الأول، قطع التمويل عن إيران، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات أثبتت فاعليتها، على نحو قام معه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، باستجداء مناصريه لتقديم المزيد من التبرعات لصالح الحزب.
وأضاف: “نحن نؤمن أن هذه العقوبات التي نفرضها تقيد قدرة حزب الله على تنفيذ أعماله، وسوف نستمر في استخدام جميع الأساليب السلمية المتاحة لتضييق الخناق على التمويل والتهريب وشبكات الإرهاب الإجرامية وإساءة استغلال المناصب والنفوذ الذي يغذي عمليات إيران وحزب الله الإرهابية، ولن نتوانى عن الإعلان عن تلك الجهات التي تدعم سلبا أو إيجابا تلك النشاطات”.
وتابع قائلا: “لقد سنحت الفرصة لمناقشة كل هذه الأمور مع القادة اللبنانيين، وأعربت عن أملى في أن تتمكن الحكومة اللبنانية في تلبية احتياجات شعبها، وشاركت الهواجس بخصوص الضغوطات الخارجية والداخلية، بما فيها تلك الآتية من أعضاء الحكومة الذين لا يخدمون مصالح استقرار لبنان”.
واختتم بومبيو تصريحه مؤكدا أن لبنان وشعبه، يواجهون خيار المضي قدما كشعب حر وأبي، أو أن يسمحوا للطموحات الخبيثة والإجرامية لإيران وحزب الله أن تسيطر وأن تهيمن عليهم علما انه سبق ودفع لبنان ثمنا باهظا من أجل تحقيق استقلاله. مضيفا: “قبل سنوات قام حزب الله بقتل قوات المارينز والدبلوماسيين الأمريكيين الذين كانوا يعملون في لبنان، ولكن الآن ينادينا مستقبل أفضل لبنان، ولا يجب أن يفرض حزب الله على شعب لبنان أن يعاني”.
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم المؤسسات الشرعية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني بوصفه العمود الفقري للدولة والمؤسسات، وكونه يمثل ضمانة الاستقرار في لبنان، معربا عن تقديره لهذه المساعدات الأمريكية للمؤسسات الأمنية والجيش.
وأشار باسيل إلى أن المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تناولت مسألة الحدود اللبنانية، لافتا إلى أن لبنان يبدي الإيجابية اللازمة في هذا الخصوص انطلاقا من الحرص على الحقوق بالأرض والسيادة، ومن دون التفريط في موارده من الغاز أو النفط، برا وبحر، مؤكدا انه سيعمل على بذل كل الجهود مع الأطراف اللبنانية الداخلية وصولا إلى اتفاق مشرف للبنان ويحفظ حقوقه.
ودعا باسيل الشركات الأمريكية للمشاركة في المناقصات الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز في لبنان على غرار مشاركة شركات أوروبية وروسية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يزيد من الاستقرار ويساهم في تحقيق الازدهار في لبنان.
وأكد التزام لبنان بقرار مجلس الأمن رقم 1701 (الصادر في أعقاب العدوان الإسرائيلي عام 2006) والالتزام بالحفاظ على الهدوء في جنوبي لبنان، داعيا إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، لافتا إلى أن عددها يبلغ نحو 1800 اعتداء وانتهاك في السنة الواحدة، فضلا عن “حق لبنان الطبيعي بالدفاع عن نفسه ومقاومة أي احتلال لأرضه وأي اعتداء على شعبه وهذا حق مقدس في القوانين والمواثيق الدولية”. على حد تعبيره.
ولفت إلى أن المناقشات تم خلالها طرح مسألة النازحين السوريين الذين يتواجدون داخل الأراضي اللبنانية، موضحا أنه استعرض مع بومبيو “الخطر الذي تمثله أزمة النزوح السوري على وجود لبنان والنموذج اللبناني الفريد”.
وشدد على أن لبنان لم يعد يتحمل أعباء النازحين السوريين، وأنه طلب دعم بلاده في العودة الآمنة والكريمة للنازحين، ودون أن تكون عودة طوعية، لأن شروط العودة واستكمال متطلباتها لا تعطي النازح حق الخيار بالبقاء، وأنه يجب أن يعودوا إلى وطنهم، مشيرا إلى أن لبنان لم يتحدث قط عن عودة قسرية وجماعية للنازحين “ونحن نستقبل، ولكن حان وقت العودة لمصلحة لبنان وكافة الأشقاء”.
وقال وزير الخارجية اللبناني إن الحل الذي ترغب بلاده في التوصل إليه في سوريا، هو حل سياسي يؤدي إلى إجراء انتخابات حرة وديمقراطية تعطي الشعب السوري الحق في اختيار ممثليه. مضيفا: “وعلى هذا الأساس ينأى لبنان بنفسه عن شئون الآخرين لكي لا يتدخل الآخرون في شئونه”.
وأشار إلى أنه تطرق مع نظيره الأمريكي للموقف من حزب الله. مضيفا: “من جهتنا أكدت أن حزب الله هو حزب لبناني غير إرهابي، ونوابه منتخبون من الشعب اللبناني وبتأييد شعبي كبير، وتصنيفه بالإرهاب هو أمر يعود للدولة التي تصنفه على هذا الأساس، ولكننا من جهتنا نتمسك بوحدتنا الوطنية”.
وشدد على أن لبنان لا يريد أن تتأثر علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، معربا عن رغبته في العمل سويا لحل هذه المشاكل، ومن ضمنها موضوع حزب الله. وقال: “نعتبر أن استقرار لبنان والحفاظ على وحدته الوطنية، مصلحة لبنانية وأمريكية وإقليمية ودولية، لأن هناك مصلحة لبقاء نموذج لبنان في مواجهة الإرهاب”.
المصدر : النيل للأخبار