على مدى عقود، لم تتوقف صناعة السينما الهوليوودية يوما عن صناعة عدد لا يحصى من الأفلام التى تنبأ بعضها بحوادث وكوارث قد حدثت بالواقع بالفعل، ولم نسمع يوما عن إلغاء مهرجان سينمائى دولى بعينه، لكن فى الوقت الذى يتصارع فيه العالم مع أزمة الفيروس التاجى، أو ما يُعرف باسم فيروس «كورونا – كوفيد19»، المستجد، رضخت «هوليوود» لأوامر الفيروس الذى أجبر المواطنين من مختلف أنحاء العالم على الالتزام بمنازلهم، بعد أن رأوا أن الواقع بالفعل مقلق للغاية. بحسب تقرير نشرته صحيفة «التايمز الأمريكية».
فى المشهد الفنى لم يكن السيناريو مغايرا، عن باقى القطاعات الأخرى الاقتصادية والسياحية والرياضية، حيثُ أعلنت استديوهات الإنتاج السينمائى، حالة الطوارئ، وكشفت عن تغييرات فى تواريخ إصدار بعض أكبر أفلامها القادمة، ويشمل ذلك الفيلم المُنتظر (F9)، الذى تم تأجيله حتى أبريل 2021، وفيلم (مولان) الذى تم تأجيله إلى أجل غير مسمى، وفيلم للنجم الأميركى جيمس بوند، بعنوان (لا وقت للموت)، والذى تحول موعد عرضه من أبريل إلى نوفمبر القادم.
ولم تسلم قنوات البث الحى من عواقب الفيروس، إذ أعلنت شبكة أمازون عن توقف تصوير مسلسلها الجديد Lord Of The Rings، وشبكة قنوات نتفليكس وApple TV+ كذلك، والذين أعلنوا عن إلغاء استكمال تصوير جميع الأعمال الدرامية التى يتم تصويرها الفترة الحالية على أن تطرح الشهور المقبلة بسبب تفشى الوباء.
ألقت عواقب كورونا الذى أدى إلى إصابة ما يقرب من 234000 شخص فى أكثر من 160 دولة وأقليما، ووفاة 9840 شخصا حتى الآن وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بظلالها على المهرجانات السينمائية العالمية، إذ تسببت فى إلغاء عدد من الفعاليات الكبرى، لعل أهمها مهرجان كان السينمائى الذى كان على وشك صنع التاريخ فى دورته هذا العالم حسبما أكد المخرج العالمى سبايك لى، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بالمهرجان. والذى كان من المقرر انطلاقه فى الفترة من 12-23 مايو، ليتم تأجيله حتى نهاية يونيو وحتى بداية يوليو.
يأتى قرار التأجيل، فى الوقت الذى لا تزال فيه فرنسا مغلقة فى معركتها ضد جائحة الفيروس التاجى، بعد أسابيع من التكهنات حول مصير نسخة هذا العام. حسبما أوضحت مجلة «فارايتي» الأميركية.
يعد قرار تأجيل مهرجان كان السينمائى 2020، الأول من نوعه، منذ طبعته الأولى بعد الحرب العالمية الثانية عام 1946. حيثُ تم إلغاؤه مرة واحدة فقط فى
عام 1968 خلال أعمال الشغب الطلابية على مستوى البلاد التى كانت مدعومة برموز الموجة الفرنسية الجديدة فرانسوا تروفو وجان لوك جودار.
ولم يقف الأمر عند مهرجان كان، حيثُ أعلن عدد من المنظمين لمهرجانات كبرى عن توقف الفعاليات بسبب جائحة الفيروسات التاجية، التى شلت معظم أوروبا فى غضون شهر واحد فقط.
وعلقت السينما الأمريكية جميع العروض والفعاليات العامة فى المسرح الأمريكى فى هوليوود ومسرح ايرو فى سانتا مونيكا. وتم تأجيل مهرجان نانتوكيت السينمائى لعام 2020، المقرر عقده فى الفترة من 23 إلى 29 يونيو، إلى وقت لاحق فى الصيف. كما تم إلغاء مهرجان سياتل السينمائى الدولى السادس والأربعين، المقرر عقده فى الفترة من 14 إلى 7 يونيو.
وأرجأ مهرجان أدنبرة السينمائى الدولى، وهو أقدم مهرجان فى المملكة المتحدة، نسخته الرابعة والسبعين المقرر عقدها يومى 17 و28 يونيو لحين إشعار آخر. كما تم تأجيل مهرجان كان ليونز للإبداع من 22-26 يونيو إلى 26-30 أكتوبر.
وتم إلغاء مهرجان سيدنى السينمائى 2020، المقرر عقده فى الفترة 3-14 يونيو. وألغيت النسخة الخمسون من مهرجان جلاستنبرى للموسيقى، المقرر عقده فى الفترة من 24 إلى 28 يونيو. كما تم تأجيل مهرجان نيوبورت الشاطئى للسينما الحادى والعشرين، المقرر عقده فى الفترة من 23 إلى 30 أبريل.
وأصدر منظمو مهرجان Doc10 السينمائى السنوى الخامس، المقرر عقده فى 16-19 أبريل فى شيكاغو، ترحيله للصيف القادم. وأنهى مهرجان ميامى للأفلام فى Miami Dade نسخته السابعة قبل الأوان فى 12 مارس بعد ستة أيام من الفعاليات.
وأرجأ مهرجان DTLA السينمائى دورته الثانية عشرة لهذا العام. كما تم إلغاء مهرجان سان فرانسيسكو السينمائى الدولى، المزمع عقده فى الفترة من 8 إلى 21 أبريل.
ومن المهرجانات التى وجدت فى عالم الفضاء الإلكترونى متنفسا لفعالياتها، مهرجان Garden State Film Festival، الذى تم تعيينه فى 25-29 مارس فى Asbury Park، NJ، والذى قرر أن يقيم فعالياته عبر الإنترنت.
كما تم إلغاء مهرجان سونوما الدولى للفيلم، المقرر عقده فى 25 و29 مارس فى سونوما، كاليفورنيا. وإلغاء مهرجان الفيلم
المصدر:وكالات