يعتزم قادة دول الاتحاد الأوروبي عقد قمة مهمة في العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الخميس والجمعة، لمناقشة عدد من الملفات الاستراتيجية البارزة، في مقدمتها سبل تمويل الاحتياجات المالية والدفاعية لأوكرانيا خلال العامين المقبلين، إلى جانب تعزيز حماية السيادة الرقمية للاتحاد في ظل التحديات التكنولوجية المتسارعة.
وذكرت مصادر أوروبية أن القمة ستتناول آليات توفير الدعم المالي المستدام لكييف، بما يشمل المساعدات الاقتصادية والعسكرية، في إطار التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تمر بها، مع بحث خيارات تمويل جديدة تضمن الاستقرار المالي على المدى المتوسط.
ومن المتوقع أن يناقش القادة الأوروبيون الخلافات القائمة بين بعض الدول الأعضاء بشأن حجم وطبيعة الدعم المقدم لأوكرانيا، إضافة إلى سبل تجاوز العقبات السياسية والقانونية التي تعرقل اعتماد حزم تمويل طويلة الأجل، بما يضمن وحدة الموقف الأوروبي واستمرارية الدعم.
كما تتصدر مسألة السيادة الرقمية جدول أعمال القمة، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز قدرته على حماية بياناته وبنيته التحتية الرقمية، وتقليل الاعتماد على التقنيات الخارجية، في ظل تصاعد التنافس العالمي في مجالات الذكاء الاصطناعي وأمن المعلومات والاتصالات.
وتشمل المناقشات أيضًا قضايا تتعلق بتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية، والأمن الطاقي، والتحديات الاقتصادية، فضلًا عن ملفات الهجرة والتوسع المستقبلي للاتحاد، في سياق مساعي بروكسل لتعزيز تماسكها الداخلي ودورها على الساحة الدولية.
وتكتسب هذه القمة أهمية خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق توازن بين دعم أوكرانيا، وحماية مصالحه الاستراتيجية، وتعزيز استقلاله الاقتصادي والرقمي، بما يرسخ مكانته كفاعل دولي مؤثر في المرحلة المقبلة.
المصدر: وكالات أنباء

