يجري زعيما الجزئين اليوناني والتركي من جزيرة قبرص المقسمة مفاوضات في جنيف بوساطة الامم المتحدة تهدف الى اعادة توحيد الجزيرة.
ويشارك في المفاوضات التي انطلقت في منتجع مون بيليرين القريب من جنيف الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون. ويأمل بان في ان تنجح وساطته ويتم ابرام اتفاق للسلام قبل انتهاء فترة ولايته نهاية العام الحالي.
وكان القبارصة اليونانيون رفضوا خطة دولية للسلام طرحتها الامم المتحدة في عام 2004.
وسيناقش الرئيس القبرصي (اليوناني) نيكوس اناستاسياديس طيلة 5 ايام مواضيع امنية واقليمية معقدة مع زعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينتشي.
وتقول تقارير إن جولة المفاوضات هذه – وهي الاخيرة في سلسلة طويلة من الجولات جرت في السنوات الـ 42 الاخيرة – ستتركز على تبادل محتمل للاراضي بين الطرفين للاستجابة لمطالبات القبارصة الذين نزحوا من مساكنهم واراضيهم في عام 1974 عندما غزا الجيش التركي الجزيرة.
وقال بان كي مون لدى افتتاحه المفاوضات الاثنين إن الزعيمين بلغا لحظة مفصلية مضيفا ان “امل التوصل الى حل للمشكلة القبرصية بات في متناولهما.”
يذكر ان قبرص انقسمت عام 1974 عندما غزتها القوات التركية عقب انقلاب في العاصمة نيقوسيا قام بها قبارصة يونانيون يسعون الى الاتحاد مع اليونان.
ومنذ ذلك الحين والجزيرة مقسمة الى جزئين، ثلث شمالي يسيطر عليه القبارصة الاتراك وثلثين جنوبيين تحت سيطرة القبارصة اليونانيين.
وتحرس قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة الخط الاخضر الفاصل بين الجزئين.
وانضمت قبرص الى الاتحاد الاوروبي في عام 2004، ولكن القوانين واللوائح الاوروبية لا تسري في الجزء التركي الذي اتخذ اسم الجمهورية التركية لشمالي قبرص التي لا تعترف بها الا تركيا.
واعتمدت قبرص اليورو عملة لها في عام 2008، ولكن الجزء الشمالي ما زال يستخدم الليرة التركية.
ويشارك دبلوماسيون اوروبيون في مفاوضات اعادة التوحيد. وسيكون للتوصل الى اتفاق مصدر ارتياح كبير للاتحاد الاوروبي خصوصا وان الازمة القبرصية استغرقت عدة عقود في وقت تشهد فيه العديد من بلدان الشرق الاوسط اضطرابات وحروب اثنية ودينية.
كما سيكون من شأن التوصل الى اتفاق ازالة عقبة رئيسية عن طريق طلب تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، رغم بقاء عدد آخر من العقبات الجدية.