بدء العام الدراسى الجديد فى عدد من المحافظات .. واستعدادات شاملة لإطلاق نظام البكالوريا لأول مرة
تنطلق اليوم السبت الدراسة فى عدد من المحافظات المصرية، على أن يبدأ العام الدراسى الجديد 2025 / 2026 رسميًا فى جميع المدارس غدا الأحد ، حيث يستقبل أكثر من 25 مليون طالب وطالبة ، عامًا دراسيًا يُتوقع أن يشهد نقلة نوعية فى بنية العملية التعليمية، مع بدء تطبيق نظام البكالوريا المصرية لأول مرة كمسار اختيارى موازٍ للثانوية العامة.
حيث انطلقت الدراسة فى محافظات الإسماعيليلة، الفيوم، المنيا، أسيوط، بني سويف، سوهاج، أسوان، الأقصر، البحيرة، البحر الأحمر، كفر الشيخ، وشمال سيناء، بالإضافة إلى عدد محدود من مدارس محافظتي القاهرة والجيزة، وأبرزها المدارس التابعة للكنائس، ومدارس الإدارات التى تعمل 6 أيام أسبوعيًا.
وقد أنهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى استعداداتها لانطلاقة العام الجديد بخطة شاملة شملت أعمال الصيانة ورفع كفاءة المبانى فى أكثر من 10 آلاف مدرسة على مستوى الجمهورية، إلى جانب تشجير الفناء وتجديد الدهانات وتوفير بيئة تعليمية آمنة وجاذبة للطلاب. وأكدت الوزارة التزامها بخفض الكثافة داخل الفصول إلى ما لا يتجاوز 50 طالبًا، بما يضمن جودة العملية التعليمية.
كما تم التنسيق مع الهيئة العامة للأبنية التعليمية لتنفيذ استراتيجية التوسع فى إنشاء الفصول الجديدة وفق احتياجات كل منطقة تعليمية، مع خطة مرحلية لإنهاء نظام الفترات المسائية بالمدارس الابتدائية بحلول 2027.
وتولى الوزارة اهتمامًا خاصًا بجودة التعليم داخل الفصول، حيث تم تأسيس وحدة متخصصة للجودة والقياس تضم 2800 قيادة تعليمية من ذوي الخبرة، لتقوم بزيارات دورية للمدارس بهدف مراجعة الأداء التعليمي ومتابعة تحصيل الطلاب. كما وضعت خطة وطنية للقضاء على ضعف القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بحلول عام 2027.
وخلال العام الجديد، تم الانتهاء من تطوير 94 منهجًا دراسيًا وفق أحدث المعايير العالمية، مع إتاحة نسخ رقمية كاملة عبر موقع الوزارة الرسمي، إلى جانب توفير كتب مطبوعة للتقييمات الموحدة على مستوى الجمهورية. كما يشهد العام إدماج مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي في المناهج للصف الاول الثانوي ، في إطار تعاون مع الجانب الياباني لتقديم محتوى حديث يواكب متطلبات العصر الرقمي.
واستعدادًا لانطلاق المناهج الجديدة، نفذت الوزارة برامج تدريبية متخصصة للمعلمين لتمكينهم من تطبيق أساليب التدريس الحديثة. كما تقرر صرف حافز شهري بقيمة ألف جنيه للمعلمين بدءًا من نوفمبر المقبل حتى نهاية العام الدراسي، بالإضافة إلى دعم مديري المدارس بمبالغ مخصصة لأعمال النظافة والأمن.
ويُعد العام الدراسي الحالى نقطة تحول بارزة مع تطبيق نظام البكالوريا المصرية كمسار اختياري موازٍ لشهادة الثانوية العامة، دون أي إلزام على الطلاب أو أولياء أمورهم. ويستهدف النظام الجديد تخفيف الضغوط المرتبطة بامتحان “الفرصة الواحدة” للثانوية العامة، وتقديم بدائل أوسع وأكثر مرونة للطلاب.
ومن المقرر أن تحظى شهادة البكالوريا باعتراف دولى خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، بما يتيح للطلاب فرصًا أوسع للالتحاق بالجامعات الدولية.
كما يشمل النظام آليات تقييم حديثة متعددة على مدار العام الدراسي، ما يساهم في بناء قدرات الطلاب بشكل متكامل ويرسخ قيم التفكير النقدي والإبداع.
وفي موازاة ذلك، تواصل الوزارة خطتها لتطوير التعليم الفني عبر شراكات مع إيطاليا واليابان وفرنسا وسنغافورة، تستهدف إنشاء مدارس متخصصة في مجالات الكهرباء والدواء والزراعة والصناعة، بما يواكب احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
ويعكس العام الدراسي الجديد ملامح استراتيجية الوزارة لتطوير التعليم قبل الجامعي، التي تقوم على تنويع المسارات التعليمية، رفع جودة العملية التعليمية، دعم المعلم، وتوسيع الشراكات الدولية، بما يؤسس لبيئة تعليمية حديثة قادرة على إعداد أجيال مؤهلة للمستقبل وقادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.
المصدر: أ ش أ

