بالفيديو.. وزيرا خارجية مصر والإمارات يؤكدان تعزيز التعاون بين البلدين في ضوء تطابق الرؤى حول التحديات
أكد وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، اليوم الأحد، عمق العلاقات التي تربط بين البلدين في شتى المجالات.
وقال شكري، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإماراتي اليوم في ختام جلسة المباحثات الموسعة بين الجانبين، “إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل اليوم وزير الخارجية الإماراتي حيث تم التأكيد على حرص القيادتين على المزيد من تعزيز التعاون بين البلدين في ضوء تطابق الرؤى حول التحديات، وأيضا الدعم الذي قدمته الإمارات لمصر في مرحلة فارقة”.
وأضاف أنه عقد ونظيره الإماراتي مباحثات منفردة ثم أعقبها اجتماع موسع تم التطرق خلاله إلى العلاقات الثنائية واللجنة الاقتصادية، فضلا عن التأكيد علي حرص البلدين على إيجاد المزيد من التعاون الاقتصادي والقضايا الإقليمية، وفى مقدمتها الحفاظ على الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات العديدة في كل من اليمن وسوريا وليبيا، بالإضافة إلي استمرار العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي.
ومن جانبه، نوه وزير الخارجية الإماراتي بالحفاوة والتقدير الذي يحظى به أهل الإمارات عندما يزورون بلدهم الثاني مصر، موضحا أنه تم خلال اللقاء مع الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري التأكيد على أهمية تدعيم العلاقات وتطوير العمل بين البلدين لمواجهة التحديات.
وقال “إننا مثلما نواجه اليوم تحديات مشتركة، فلدينا أيضا الفرص في إطار العلاقات المتينة بين الإمارات ومصر والسعودية.. وهذه العلاقات ستزداد قوة وتوفر حياة أكثر تنوعا وإمكانيات لشعوب هذه الدول والمنطقة”.
وأضاف “لقد تعافت مصر من محنة وأزمة لم تكن صعبة فقط على مصر بل علي كل محبي مصر، ومنها الإمارات.. ونرى اليوم في مصر البلد الشامخ والأصيل الذي يحب الخير والاستقرار في محيطه العربي”.
وأوضح أنه تم اليوم، خلال المباحثات، مناقشة التحديات ليس فقط في الدول العربية، ولكن أيضا في المحيط العربي من إسرائيل وإيران وتركيا، والاعتداء علي الأراضي العربية أو التدخل في الشئون العربية.
وردا على سؤال حول وجود تحركات لتوحيد الجيش الليبي، قال وزير الخارجية سامح شكري، خلال المؤتمر، “إن مصر تعمل على نطاق واسع لاستعادة استقرار ليبيا بما يمكن المؤسسات الليبية من الاضطلاع بمسئوليتها وتوفير الخدمات الضرورية للشعب الليبي”.
وشدد على أهمية العمل لتوحيد الجيش الليبي والعمل على التفاهم حول خطط التوحيد بما يؤثر في محاربة الإرهاب واستعادة استقرار ليبيا لتنفيذ الاتفاق السياسي وتوفير المناخ الملائم لإجراء الانتخابات في القريب العاجل.
وأضاف شكري “هذا الأمر يقترن بالجهود والاتصالات المصرية مع القوى الفاعلة عربيا، وعلي كافة المستويات حول مستقبل ليبيا.. لافتا إلي أن هذا الأمر يخص الشعب الليبي ليصيغ مستقبله بما يحمى مقدراتهم.. وأن ما تقوم به مصر هو جمع كل الأطراف بالقاهرة لخدمة مصالح الشعب الليبي”.
وفيما يخص قطاع غزة والدعم الإماراتي له وتدخل تركيا في الشأن السوري واحتلالها عفرين، قال وزير الخارجية الإماراتي “إن ما نراه اليوم في سوريا هو أمر بالغ الأهمية والخطورة.. وهناك مسئولية عربية ومسئولية على عاتق الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن كى تقوم بدور أكبر لحماية الشعب السوري وتوفير الامكانيات اللازمة لإعادة الاستقرار السياسي”.
وشدد علي أنه لن يكون هناك حل في سوريا من قبل أي طرف يحاول حسم الأمر بشكل عسكري، مضيفا “لابد أن نترك الأمر للسوريين، وأن تختفى كل الميلشيات التي دخلت سوريا عبر دول وأطراف أخري”.
أما فيما يخص غزة، فأكد وزير الخارجية الإماراتي إدانة الإمارات لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامى الحمد الله، قائلا “والإمارات تؤكد بنفس القوة أن هذا لن يمنعها بأى شكل من الأشكال من مواصلة جهودها لدعم إخواننا في غزة.. وهو الأمر الذي يتطلب مزيدا من الجهد الدولي لإعطاء فرصة للسلام، كما يتطلب جهدا أكبر لإعادة المصالحة الفلسطينية لمسارها الصحيح”.
ونوه بإشادة الإمارات بدور الأشقاء في مصر والجهود التي تبذلها في هذا الإطار، لافتا إلي أن الإمارات تعمل بكل امكانياتها لإنجاح الجهود المصرية وتشجيع الأطراف الفلسطينية للوصول لمصالحة حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة التحديات بشكل أكبر ويصل لنتائج ويستفيد من المبادرة العربية.
وردا علي أسئلة الصحفيين، أوضح شكري أن الوضع في سوريا معقد ويزداد تعقيدا، كما يعاني الشعب السوري من تدخلات في المشهد العسكري سواء من تركيا أو إيران.. مؤكدا أن مصر والإمارات والسعودية يعملون علي دعم الجهود الدولية الممثلة في المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، بالإضافة إلي دفع السلام في سوريا مع الدول المؤثرة.
وشدد شكري على ضرورة إيجاد حل سياسي للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا، مؤكدا الاستمرار في دعم الشعب السوري للسير قدما في وضع المستقبل الذي يحقق طموحاته ويستعيد الدولة.. منوها بأن سوريا دولة رئيسية بما لها من ثراء ثقافي عربي ومكون لا غني عنه.
وفيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال شكري “إن الجامعة العربية نهضت للدفاع عن القدس في ضوء القرارات التي اتخذت بالنسبة للقدس.. ونستمر في الوقت نفسه في تشجيع المسار التفاوضي بما يؤدى إلي إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. وستظل الجامعة العربية تؤكد أهمية المبادرة العربية”.
ومن ناحيته، قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد “إن ما يهمنا هو أن نستعيد كل ثقل عربي ممكن.. وإن كنا اليوم نري فراغا في سوريا وليبيا ولبنان واليمن، إلا أننا أكثر تفاؤلا فيما يخص تطور الوضع في العراق، كما نأمل أن يستعيد الصومال عافيته”.. مشددا علي أن مصر والإمارات والسعودية أمامهم مهمة تاريخية ومسئولية في هذا الصدد.
وردا على سؤال حول الأزمة مع قطر في ضوء تعيين الولايات المتحدة لمبعوث خاص لهذا الشأن، قال شكري “إن المبعوث الأمريكي الخاص بالأزمة القطرية لم يعين حديثا، وربما تم تكليفه في شهر يوليو أو أغسطس الماضيين.. وجولته الأخيرة في المنطقة كانت في إطار تناول هذه المشكلة”.
وأضاف “الأمر لم يتغير.. والدول الأربع موقفهم واضح ويتمسكون بالمشاغل والقضايا الـ13 التي يجب التعامل معها لعدم التدخل في شئونهم الداخلية وحماية الأمن القومي العربي.. وليس هناك ما نضيفه لذلك إلا أن تنتهج حكومة قطر السياسات التي تتعامل بجدية مع هذه المشاغل”، لافتا إلي أنه ليس هناك أي تحديد لأي اجتماعات في القريب العاجل بهذا الشأن.
وبدوره، قال وزير الخارجية الإماراتي “إننا أمام تحديات وأمام فرص.. وما يهمنا أن نستغل بقدر الإمكان الفرص والعزيمة ونواجه التحديات، التي تأتي الكراهية والإرهاب في المقدمة منها.. وللأسف أحد منصات ذلك قطر.. وإذا كانت الدوحة تريد أن تغير نهجها فكلنا سنرحب بعودتها للصف العربي”.. مشددا علي ضرورة حماية شعوبنا من خطاب العنف والكراهية والتحريض.
المصدر: وكالات