بالفيديو .. من جاكرتا.. شيخ الأزهر يؤكد ضرورة وحدة الأمة لإزاحة كل العوائق والأشواك التي تعترضها
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، اليوم الثلاثاء، ضرورة وحدة الأمة؛ لإزاحة كل العوائق والأشواك التي تبذر على طريقها من شرق ومن غرب؛ كي تبقى هذه الأمة في حالة مرض دائم، لا هي ميتة فتريح وتستريح ولا هي صحيحة معافاة من علل الفقر والمرض والجهل والتخلف.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، اليوم، خلال الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري العالمي للعلماء والمثقفين حول وسطية الإسلام، بحضور الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ولفيف من كبار الشخصيات الدينية في العالم بقصر الرئاسة في مدينة بوجور الإندونيسية.
وناشد الإمام الأكبر الأمة أن تتيقظ لما يدبر لها من مكائد ومؤامرات، وأن تعتمد على عقول أبنائها وسواعدهم، واستغلال ما حباها الله به من ثروات بشرية وطبيعية، وأن تقطع الطريق على العابثين والطامعين والمستهترين بإرادات الشعوب ومصائرها.
كما أعرب عن أمله في أن يعافي الله الأمة من أمراضها وأن يعيد إليها مجدها وقوتها، وأن يكف عنها أذى أهل البغي والكبر والغطرسة، وأن يرد القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إلى أهله، ويدرأ عنه مكرَ الماكرين، وأن يعم السلام فلسطين وأهلها وأمتنا العربية والإسلامية، والعالم شرقا وغربا، وأن يرفع الله عن الشعب الروهينجي المظلوم ما نزل به من قتل وتشريد وإجرام في صمت مريب، سوف يسجله التاريخ في صحائف الخزي والعار.
كما أكد الإمام الأكبر وسطية أمة الإسلام، محذرا من أن أي انحراف عن مجال الوسطية إلى طرف من طرفيها المتقابلين، يصيب ديننا العظيم في مقتل وأن كلمة «الوسطية» تَرِد دائمًا مقرونة بالإسلام، فهي مظهر من مظاهرِ رحمة الله بخلقه وتتجلى بأبهى حللها في يسر الإسلام.
وأضاف أنه “ورغم وضوح معنى «الوسط» في القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة، وارتباطِه بمعنى العدل والخيريَّة، إلَّا أنَّ هذا المفهوم تعرض لما تعرضت له مفاهيم أخرى من اختلافٍ وتنازعٍ، مثل مفهوم أهل السُّنَّة والجماعة، ومفهوم السُّنَّة والبِدعة، بل مفهومِ التَّوحيد الذي هو أصل الأصول وعمودُ خَيمةِ الدِّين، وليس من المبالغة أن أقول: إنَّ اختلافَ المسلمين في القرنين الماضيين حول هذه المفاهيم؛ كان من وراء ما أصاب الأُمَّة من فُرقة واختلافٍ وضَعْفٍ وغَرَقٍ في بحورٍ من الدِّماء”.
وتابع “علينا أن نَفهمَ من فلسفة الوسطية أنَّ طرَفَ التزيُّدِ لا يقلُّ إفسادا للدِّين عن طَرَفِ التنقُّصِ منه، فكلاهما مذمومٌ وقبيحٌ ومرفوضٌ، وعلينا أن نعلمَ أيضا أن الذي يَتشدَّد ويُغالي ويحرِّم الحلال في الدين ليس أقلَّ جُرمًا، ولا أنجى مآلا من الذي يُحِلُّ ما حرم الله، كلاهُما معتدٍ على حُرمة الإسلام، وكلاهما خارج على حدوده وتعاليمه، وكلاهما كاذبٌ يزعُمُ لنَفسِه حقَّ التشريع في الدين بما لم يأذن به الله”.
وأكد أن “الوسطية مظهر من مظاهرِ رحمة الله بخَلْقِه، تتجلى بأبهى حُلَلِها في يُسرٍ هذا الدين ورفعِ الحرج عن عباده المؤمنين به”.
المصدر: صفحة المشيخة على فيس بوك