بالفيديو والصور.. الرئيسان السيسي والبشير يؤكدان قوة العلاقات بين مصر والسودان في مختلف المجالات
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، أن الجهود المشتركة مع السودان طوال العام الماضي تكللت بانعقاد اللجنة العليا المشتركة في أكتوبر الماضي بالخرطوم، وشهدت التوقيع على 12 اتفاقية، فضلا عن تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال الرئيس السيسي، خلال مؤتمر الصحفي المشترك عقب مباحثاته مع الرئيس السوداني عمر البشير اليوم ، “تناولنا خلال المباحثات سبل تعزيز التعاون التجاري والتقدم في المشروعات المشتركة والخاصة بالربط الكهربائية ودراسات ربط السكك الحديدة وتدريب الكوادر في العديد من القطاعات، بالإضافة إلى تطورات المفاوضات حول سد النهضة وأهمية التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب وقت في هذا الشأن”.
وأضاف “كما تطرقت المباحثات إلى سبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، وجهود السودان لحل الأزمة في أفريقيا الوسطي، لافتا إلى أن لقاءه اليوم بالبشير هو الثامن الذي يجمع بينهما، كما شهد العام الماضي زيارات متبادلة بين البلدين تعكس التوجه والتنسيق الكامل والسعي لدعم المصالح المشتركة في كل المجالات بما يتناسب مع حجم المصالح والروابط المشتركة التي يندر أن تتكرر في تاريخ بين أي بلدين آخرين في العالم”.
وشدد الرئيس السيسي على أن زيارة الرئيس السوداني والوفد المرافق له وما جرى خلالها من مباحثات يأتي تتويجها لجهود تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تحقيقا لمصالح الشعبين، وتأسيسا على المصالح المترابطة التي تجمع البلدين.
من جهته، أكد الرئيس السوداني عمر البشير، خلال المؤتمر الصحفي، رضاه التام عن مستوى العلاقات بين البلدين في شتي المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية، منوها بتطابق وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وقال البشير “تحدثنا عن مشروعات ربط الطرق البرية القائم، وقريبا مشروع الربط الكهربائي، وكذلك دراسات ربط السكك الحديدية التي ستجمع بين مصر والسودان على أن تمتد إلي إريتريا وإثيوبيا وتشاد وداكار وجيبوتي.. مشيرا إلى أن هناك تنسيقا كاملا حول القضايا المشتركة، وخاصة أمن البحر الأحمر وحماية شواطئه، حيث يعد ممرا مائيا دوليا يربط بين شرق وغرب العالم، لافتا إلى أن هناك اتفاقيات في هذا الشأن ستكلل بالنجاح”.
وأضاف “سد النهضة قضية حيوية لمصر والسودان، حيث أن مصر لها مصلحة كبيرة في مياه النيل، وما يجري حاليا من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر.. وعلينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع إثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها”.
وشدد البشير على أهمية التعاون الثنائي الأمني بين مصر والسودان، لافتا إلي أن هناك منظمات سالبة تعمل على زعزعة الأمن في المنطقة، موضحا أنه أطلع الرئيس السيسي على تطورات الأوضاع في السودان بعيدا عما يثار في الإعلام، وأن الشعب السوداني واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة استقرار بلاده.
وأعرب، في هذا الصدد، عن التقدير لمصر على إرسال وفد رفيع المستوى للخرطوم منذ بدء الأزمة، حرصا منها على استقرار السودان، وأشار إلى دور السودان في تحقيق السلام بجنوب السودان، فضلا عن إرساء السلام بأفريقيا الوسطي.
كما أعرب البشير عن تطلع السودان لرئاسة مصر للاتحاد الفريقي وإعطاء دفعة قوية للتعاون الأفريقي والعمل المشترك.
وكان الرئيس السيسي قد استقبل، ظهر اليوم، بقصر الاتحادية الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين، واستعراض حرس الشرف، وأعقب ذلك عقد لقاء قمة ثنائي تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
قال بيان للرئاسة، اليوم، إن لقاء الرئيس السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير اليوم تناول استعراض مسار العلاقات الثنائية اتصالاً بنتائج الدورة الثانية للجنة الرئاسية السودانية المصرية المشتركة، حيث تم التوافق حول مواصلة دفع التعاون المشترك لصالح البلدين والشعبين الشقيقين عن طريق الاستغلال الأمثل للفرص والآليات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي، في البيان، أن اللقاء تطرق أيضاً إلى تقييم التقدم الذي تشهده المشروعات التنموية الكبرى المشتركة بين البلدين، في مقدمتها الربط الكهربائي، والربط بين السكك الحديدية، وكذلك التعاون القائم في مجال بناء ودعم القدرات والتدريب في كافة القطاعات، وسبل تعزيز الشراكة الثنائية على الصعيد الاقتصادي.
كما رحب الجانبان بانعقاد الهيئة الفنية الدائمة لمياه النيل في القاهرة في ديسمبر الماضي، مؤكدين حرصهما على تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مجالات مياه النيل في إطار التزاماتهما الموقعة، بما في ذلك اتفاقية 1959.
وأضاف المتحدث أن اللقاء شهد كذلك التباحث بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث ثمن الرئيس السيسي في هذا الصدد جهود السودان لإحلال السلام في عدد من الدول بمحيطه الجغرافي كجنوب السودان وإفريقيا الوسطى، كما اتفق الجانبان على استمرار التنسيق المشترك في كافة المحافل الإقليمية والدولية، فضلاً عن توافق وجهات النظر بخصوص تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في البحر الأحمر من خلال توحيد الرؤى بين الدول المشاطئة لهذا المجرى المائي المهم.
وصرح المتحدث بأن الرئيس السيسي رحب بنظيره السوداني في بلده الثاني، مشيداً بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، والتي تأتي تعزيزاً لما يجمع البلدين من علاقات تاريخية طويلة وروابط أخوية وثيقة، منوها بالجهود المصرية الحثيثة نحو استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين لتطوير التعاون المشترك بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.
كما أكد الرئيس السيسي في ذات السياق حرص مصر على الحفاظ على الصلات الراسخة بين شعبي وادي النيل، وموقفنا الداعم لأمن واستقرار السودان، والذي يُعد امتداداً للأمن القومي المصري.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس عمر البشير أعرب عن حرصه للقاء الرئيس السيسي في إطار سلسلة المشاورات والمباحثات المتواصلة بين الزعيمين، وارتياحه التام لمستوى التنسيق القائم بين القيادات الحكومية بالدولتين، والذي يعكس روابط الجغرافيا والتاريخ والحاضر والمستقبل بين البلدين الشقيقين، وكذلك الإرادة السياسية المتبادلة لمزيد من الانخراط في الجهود الدؤوبة لتدعيم التعاون المشترك وتعزيز أواصر العلاقات الثنائية، والتي ستعود بالمنفعة على المنطقة بالكامل.
المصدر: بيان من الرئاسة