بالصور.. السيسي: مصر تتطلع للانتهاء قريبا من تدشين مفاوضات إقامة منطقة التجارة الحرة الأفريقية
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي وزعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية مساء الأحد في الجلسة الافتتاحية الرسمية للقمة الأفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها العاصمة الرواندية كيجالي يومي 17 و18 يوليو الجاري.
وفي بداية الجلسة التقط الزعماء الصور التذكارية وأنشدت إحدى الفرق الافريقية أغنية حول التكامل الافريقي وسط تصفيق حاد من الحضور.
ووقفت وفود الدول المشاركة بالقمة في بداية الجلسة للاستماع إلى نشيد الاتحاد الأفريقي بينما دقت الطبول لتعلن بدء الجلسة الافتتاحية الرسمية.
وألقت احدى الفتيات الروانديات كلمة مؤثرة في بداية الجلسة الافتتاحية تناولت التحديات التي تواجهها أفريقيا وضرورة تعزيز قيم التعاون والاخاء والسلام لدعم التنمية والرخاء بأفريقيا.
وبدأت الجلسة الافتتاحية الرسمية عقب الجلسة المغلقة التي عقدها الزعماء الأفارقة وشارك فيها الرئيس السيسي اليوم وركزت على عدد من القضايا من بينها خطط التكامل والاندماج الافريقي والعمل على الانتهاء من المفاوضات الخاصة باتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، فضلاً عن موضوعي إصلاح مجلس الأمن وانتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقي، وتمكين المرأة الأفريقية والعمل على النهوض بأحوالها، لاسيما وأن قمة كيجالي تُعقد تحت شعار “العام الافريقي لحقوق الإنسان مع التركيز بصفة خاصة على حقوق المرأة”.
وناقشت الجلسة المغلقة ثلاثة موضوعات رئيسية شملت خطط التكامل والاندماج الافريقي بما في ذلك سبل الانتهاء من المفاوضات حول إنشاء منطقة تجارة حرة أفريقية، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية بالأمم المتحدة حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والموقف الأفريقي إزاء هذا الموضوع، فضلاً عن موضوع انتخاب رئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الافريقي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة علاء يوسف إن الرئيس الرئيس ألقى مداخلة في الجلسة المغلقة خلال مناقشة موضوع التكامل والاندماج الافريقي، حيث أوضح سيادته أن التجارب التى خاضتها العديد من الدول تؤكد أنه لا بديل عن الأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمى فى أفريقيا، مشيراً إلى أن ذلك لا يرجع للاعتبارات التاريخية والصلات الإنسانية التى تجمع بين الشعوب الافريقية فحسب، ولكن لضرورات عملية أبرزها أن تنمية الاقتصادات الأفريقية تحتاج إلى تنسيق الجهود على المستويين الإقليمى والقارى لتنفيذ خطط محددة تتأسس على تقسيم العمل بين الدول الافريقية والبناء على الميزات النسبية التى تتوافر فى كل دولة، بحيث ينعكس بالإيجاب على جاذبية الأسواق الأفريقية للاستثمارات ويؤدى الى تعزيز معدلات النمو الاقتصادى.
وفيما يتعلق بتدشين مفاوضات إقامة منطقة التجارة الحرة الأفريقية، أكد الرئيس على أن مصر تتطلع للانتهاء منها قريبا، والبناء على نجاح القمة الثالثة للتجمعات الاقتصادية الثلاثة [الكوميسا – السادك – تجمع شرق أفريقيا] التى عقدت بشرم الشيخ فى يونيو 2015 بمشاركة 26 دولة أفريقية، حيث تم التوقيع على الاتفاق النهائى لإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين التكتلات الثلاثة، والذى من شأنه تحرير التجارة بين الدول الأعضاء بما يسمح بتدفق السلع والمنتجات والاستثمارات بينها.
واكد السيد الرئيس عزم مصر على بذل اقصى جهد بالتعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة للاسراع بخطوات التكامل الاقليمى وصولاً لإقامة الجماعة الاقتصادية لأفريقيا وتلبية لتطلعات الشعوب الأفريقية فى تحقيق الوحدة والنهضة الأفريقية المنشودة.
وفى ختام النقاش حول هذا الموضوع، اتفق الرؤساء الأفارقة على قيام المفوضية والتكتلات الاقليمية الأفريقية باعداد خارطة طريق لمتابعة المفاوضات الخاصة بالتكامل الأفريقى بحيث يتم عرضها على القمة القادمة فى أديس أبابا خلال شهر يناير 2017، كما كلف الرؤساء الأفارقة المفوضية باعداد رؤية لإنشاء منطقة للتجارة الحرة وفقاً لما تم إقراره خلال القمة الثالثة للتجمعات الاقتصادية الثلاثة التى عقدت بشرم الشيخ فى يونيو 2015.
وذكر المتحدث أن الرئيس ألقى مداخلة كذلك حول موضوع اصلاح وتوسيع مجلس الأمن، حيث أكد السيسيعلى إيمان مصر بمحورية الإصلاح الشامل والجوهرى لأجهزة الأمم المتحدة لجعلها أكثر تمثيلاً وتعبيراً عن حقائق العصر وكأساس لتحقيق ديمقراطية العلاقات الدولية وتعزيز حوكمة النظام الدولى، وبما يستجيب لتطلعات وطموحات أفريقيا فى إزالة الظلم التاريخى الواقع عليها والحصول على التمثيل العادل الذى تستحقه بفئتى العضويــة الدائمـة وغيـر الدائمـة بمجلس الأمــن، مع تمتع الدول التى ستنضم كأعضاء دائمين جدد لمجلس الأمن الموسع بكافة الحقوق وفقا للموقف الأفريقى الموحد بكافة عناصره الواردة فى “توافق إزولوينى” و”إعلان سرت”، والذى لا زال يُمثل الخيار الذى يعبر عن مصالح وتطلعات القارة الافريقية فى الحصول على التمثيل الذى تستحقه فى مجلس الأمن الموسع.
وفى ختام النقاش حول هذا الموضوع، أكد الرؤساء الأفارقة على أهمية الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة مع تأكيد حق أفريقيا فى تمثيل جغرافى عادل. كما أكد الرؤساء على أهمية استمرار الموقف الأفريقى الموحد فيما يتعلق بإصلاح وتوسيع عضوية مجلس الأمن، مع مطالبة الدول الأفريقية بإدماج هذا الموضوع فى أولويات سياستها الخارجية أثناء تفاعلها مع الشركاء غير الأفارقة من أجل تصحيح الظلم التاريخى الذى لا تزال القارة الأفريقية تعانى منه.
وبالنسبة لمقترح تأجيل انتخابات اعضاء المفوضية الافريقية، اتفق الرؤساء الأفارقة على إجرائها فى موعدها المقرر خلال القمة وعدم تأجيلها، لمساعدة المفوضية على الاضطلاع بالمهام الجسيمة الملقاة على عاتقها خاصة فيما يتعلق بتنفيذ البرامج والمشروعات الطموحة التى أقرتها قمم الاتحاد المتعاقبة، فضلاً عن اعطاء دفعة لآليـــات العمل الأفـريقى المشترك.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)