افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، مصنع ٣٠٠ الحربي بشركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة في ذخائر الأسلحة المتعددة الصغيرة والمتوسطة والقذائف، وقام الرئيس بتفقد عدد من خطوط الإنتاج والحديث مع المهندسين المشرفين على الصناعة.
كما افتتح الرئيس عددا آخر من المشروعات الجديدة للإنتاج الحربي عبر الفيديو كونفرنس بالمصانع الحربية ١٤٤ ببنها، و٢٧٠ بقها، و٩٩٩ بحلوان.
حضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة الفريق اول محمد زكي، ووزير الإنتاج الحربي محمد العصار، والفريق محمد فريد رئيس أركان القوات المسلحة، وكذلك عدد من السادة الوزراء.
وأكد اللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، أن الهدف الرئيسي لمؤسسة الإنتاج الحربي هو توفير احتياجات القوات المسلحة من الأسلحة والذخائر والمعدات؛ ومن أجل ذلك عملنا جميعًا بكل جد واجتهاد آملين أن نكون أحد قصص النجاح التي تتحقق في كافة ربوع الوطن.
وقال العصار إن الطريق الذي رسمه لنا الرئيس السيسي، كان واضحًا تمامًا في ضرورة امتلاك كل جديد في تكنولوجيا التسليح في العالم؛ مستهدفين أن نصنع سلاحنا بأيدينا مدركين أن الطريق صعب ومليء بالتحديات ولكن متابعتكم المستمرة وتشجيعكم الدائم خير دافع لنا للمضي قدمًا لتحقيق هذا الهدف المنشود.
واستعرض اللواء العصار، إنجازات الوزارة منذ 2014، والمتمثلة في رؤية الإنتاج الحربي، كمؤسسة صناعية متطورة تعمل كمصدر رئيسي لتسليح قواتنا المسلحة، وتنتج قيمة مضافة للاقتصاد المصري والمشاركة في المشروعات القومية والتنموية في إطار “رؤية مصر 2030″، وكذلك ما تحقق من انجاز في هيكل وزارة الإنتاج الحربي.
وأضاف أن وزارة الإنتاج الحربي تضم الهيئة القومية للإنتاج الحربي، والتي تشمل 17 مصنعًا تنتج الدبابات والعربات المدرعة والأسلحة والذخائر، وبها مركز نظم معلومات ومركز تميز عملي وشركة للمشروعات والإنشاء ونادي الإنتاج الحربي، بالإضافة إلى قطاعات حكومية للتدريب والمركز الطبي التخصصي والأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا.
كما أوضح أن محاور العمل الرئيسية للمؤسسة تتمثل في ثلاثة محاور، أولها تلبية احتياجات القوات المسلحة؛ حيث تم العمل على إعداد خطط لتطوير الأسلحة والذخائر والمعدات، مشيرًا إلي أنه تم العمل على المركبة “إس تي 100″، و”إس تي 500″، والتي تم عرضها في معرض “إيديكس”، وشاركت في اختبارات شديدة في الإمارات والسعودية واجتازتها، وأن هذه المركبات تناظر أفضل مركبات القتال في العالم.
وأضاف أن العربة المدرعة “سيناء 200” التي تم الانتهاء من تصميمها وتنفيذها، تعد أحد قصص النجاح، والتي جاءت بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي بتصنيع عربة أصغر من العربة “البي أم بي”، بالإضافة إلي إلي تصنيع الرشاش المتعدد 7.62 × 51 مم.
وتابع أن ثاني محاور عمل المؤسسة هو المشروعات القومية والتنموية، طبقًا لـ”استراتيجية مصر 2030″، مؤكدًا أن هذا العمل يتم لاستغلال كافة الطاقات الفائضة ولا يعطل العمل في مجال المنتجات الحربية، مشيرًا إلى التعاون مع 65 شركة قطاع خاص مصرية، وأنه خلال الخمس سنوات الماضية تم الانتهاء من 237 مشروعًا مع 20 وزارة و10 محافظات و27 هيئة و12 جامعة بقيمة إجمالية بلغت 25 مليار جنيه.
ولفت العصار إلى أن المحور الثالث يتمثل في أن تكون منظومة الإنتاج الحربي ذات قيمة مضافة، وذلك بإنشاء خطوط إنتاج وشركات صناعية جديدة بالتعاون مع الشركات العالمية الكبرى التي تمتلك تكنولوجيات متقدمة، حيث يتم العمل معها على مشروع مشترك ينتج منتجات عالية الجودة وتكون لديها قدرة تنافسية تطرح في الأسواق المصرية.
وأشار وزير الدولة للإنتاج الحربي، إلى أن خطوط الإنتاج التي تم إنشائها، تمثلت في الشاحنات “الماز” مع الجانب البيلاروسي، وإنتاج موانع التسريب في مصنع 81، وإنتاج البوابات الأمنية والإلكترونية، والعدادات الذكية للكهرباء بالتعاون مع شركة هواوي وشركة زد تي إي، وعدادات المياه مسبوقة الدفع، عدادات الغاز مسبوقة الدفع.
ونوه اللواء محمد العصار، بتأسيس 6 شركات بالتعاون مع الشركات العالمية، بالإضافة إلى وجود 11 شركة تحت التأسيس حاليًا، منها شركة لإنتاج المواسير البولي إيثلين عالي الكثافة بالتعاون مع شركة إماراتية، ومصنع لإنتاج إطارات السيارات ومن المستهدف أن ينتج 3 مليون إطار في العام، وشركة لإنتاج سيارات النقل الخفيفة التي تعمل بالكهرباء، وشركة لإنتاج الأسطوانات المتطورة للغاز الطبيعي، ومصنع لإنتاج الشحن الخاصة بالعربات الكهرباء، ومصنع لإنتاج أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية، وشركة لإنتاج النجيل الصناعي، ومصنع لإنتاج محطات تنقية المياه، ومصنع لإنتاج فلاتر الكهرباء.
وعن تطوير الأداء، قال اللواء العصار إن التطوير نابع من رؤية الإنتاج الحربي في أن تكون مؤسسة متطورة، ولذلك يجب تطوير الأداء في كافة المجالات؛ حيث بدأنا في إعادة الهيكلة مع وزارة التخطيط، وإعادة هيكلة شركات وإعادة هيكلة الوزارة والهيئة القومية للإنتاج الحربي مع خبير خاص بالاستراتيجية، كما تم وضع استراتيجية الوزارة والهيئة والشركات وكل الجهات الموجودة في الإنتاج الحربي لتعمل طبقا لاستراتيجية محددة.
وأضاف أنه تم تطوير خطة التدريب الحالية بإضافة برامج جديدة بأسلوب اختيار المتدربين أو أنظمة جديدة لنقل الخبرات، وتم زيادة نسبة المتدربين من 25 إلى 30% من إجمالي العاملين، وتم عمل خطة تدريب موجهة، منها استهداف تدريب رؤساء الشركات والقطاعات والقيادات على مفاهيم مثل (الحوكمة والتمويل والاستثمار والتخطيط الاستراتيجي والمراجعة الداخلية وإدارة المخاطر والأزمات)، بالإضافة للتركيز على تمكين الشباب بتوجيه من الرئيس السيسي، لافتًا إلى أن هناك 3 مساعدين لوزير الإنتاج الحربي، و4 مساعدين لكل رئيس مجلس إدارة شركة، ويتم تنفيذ برامج للتطوير في الشركات بواسطة الشباب وفرق العمل، فضلًا عن 244 مشروعًا لتحسين الأداء ما يسهم في خفض التكلفة وزيادة العائد من الإنتاج.
وعن الجودة، أوضح العصار أن الشركات حاصلة على الاعتمادات الدولية في مختلف المجالات، كما تم تطوير الأداء بواسطة تطوير منظومة الجودة في شركات الإنتاج الحربي، فضلًا عن تطوير منظومة التسويق، والاستعانة بأكاديمية العلوم والتكنولوجيا، مشيرًا إلى فريق عمل مقيم في الإنتاج الحربي من أجل عمل تغيير شامل لهيكلة قطاع التسويق والاستعانة بالمفاهيم الجديدة في هذا المجال.
وعن التحول الرقمي، قال العصار “لنا تمثيل في اللجنة القومية الخاصة للتحول الرقمي، وننفذ مشروعات تمس المواطن باستخدام التحول الرقمي وتم الاتفاق مع شركة ألمانية من أجل عمل خط مطابق لمفاهيم الثورة الصناعية الرابعة”، لافتًا إلى التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للانتقال من البحوث الخاصة التي تنتجها أكاديميات البحث العلمي إلى منتج صناعي.
وعقب كلمة وزير الدولة للإنتاج الحربي، تم عرض فيلم تسجيلي من إنتاج الشئون المعنوية بعنوان “صناعة واعدة”، تناول المصانع الجديدة التي شيدتها الوزارة من خلال شركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة “مصنع 300 الحربي”، والذي تم أنشئ كمجمع للصناعات الدفاعية بسواعد وعقول مصرية لتلبية كافة احتياجات القوات المسلحة من أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى مصنع صناعة بطاريات السيارات بشركة قها للصناعات الكيماوية، بهدف توفير احتياجات القوات المسلحة والشرطة ومصانع إنتاج السيارات في السوق المحلي بطاقة إنتاجية تبلغ 120 ألف بطارية سنوية وفق المواصفات العالمية، ومصنع لإنشاء الألواح الشمسية بطاقة إنتاجية بلغت 50 ميجاوات سنويًا، بهدف تعظيم الاستفادة من التصنيع المحلي وتقليل الواردات من الخارج وحصلت اللألواح التي تم إنتاجها على أعلى شهادات الجودة العالمية.
من جهته، أكد المهندس طارق عزت رئيس مجلس إدارة مصنع 300 الحربي بشركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة،أن خطوط الإنتاج من أسلحة صغيرة ومتوسطة، يتم بأحدث طرق التصنيع وطبقًا لأصول الصناعة ومعايير الإنتاج العالمية.
وقال المهندس عزت إن الشركة تضم أربعة مصانع لإنتاج الأسلحة الصغيرة والمتوسطة وذخائرها والبنادق والمتفجرات، موضحًا أن الشركة مقامة على مساحة 371 فدانًا وقام بإنشائها شركة المقاولون العرب المصرية بالتعاون مع كبرى المكاتب الاستشارية المتخصصة.
وأشار إلى أنه تم تطبيق المعايير القياسية وأحدث ما توصل إليه علم الإنشاءات في تشييد المصانع الحربية، فضلًا عن وضع التصميمات اللازمة للتوسعات المستقبلية، فيما راعى أثناء التصميم وضع المعايير اللازمة للأمان الصناعي والسلامة والصحة المهنية.
وفي مجال التطوير والتحديث، أكد المهندس طارق عزت، أن الشركة تضم قطاع للبحوث والتصميم يضم مهندسين ذوي خبرات متميزة في تطوير وتحديث المنتجات لوضع الحلول اللازمة لمشكلات التصنيع؛ بهدف مواكبة أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيات التصنيع العالمية في مجال تصنيع الأسلحة والذخائر.
وأضاف، أنه وزارة الإنتاج الحربي، وقعت بروتوكول تعاون مع كبرى الشركات العالمية بهدف تطبيق منظومة الثورة الصناعية الرابعة من خلال الدمج التكاملي بين عملية التصميم القائمة على النماذج الرقمية للمنتج ومحاكاته مع الماكينات المتواجدة على خطوط الإنتاج؛ بغرض الخروج بالمنتج النهائي بكافأة عالية مع تقليل التكلفة الفعلية للمنتجات.
وتابع رئيس مجلس إدارة مصنع 300 الحربي: “يسجل التاريخ اليوم توطين الصناعة المصرية بعقول وسواعد أبناءها لتصنيع الأسلحة والذخائر الصغيرة والمتوسطة لتلبية مطالب قواتنا المسلحة الباسلة الحامية لوطننا الغالي ضد من تسول له نفسه المساس بها”، وكذلك تلبية مطالب وزارة الداخلية المصرية المشاركة في الدفاع عنه ضد الخارجين عن القانون.
المصدر: أ ش أ