انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وجوتيريش يؤكد أنّ ما يجرى فى غزة يشكل “تحديا لأبسط القواعد الإنسانية”
انطلقت اليوم الثلاثاء، بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك أعمال المناقشة العامة رفيعة المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة .
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمته خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ ركائز السلام في العالم تتداعى نتيجة استمرار سياسة الإفلات من العقاب، محذراً من أنّ هذا المسار يهدد الاستقرار الدولي على المدى الطويل .
وقال جوتيريش إنّ الجمعية العامة تمثل “بوصلة أخلاقية” للحوار والسلام، مضيفاً أنّ على المجتمع الدولي أن يختار ما بين بناء عالم يسوده الاستقرار والسلام أو الانزلاق إلى عالم من الفوضى. وشدد على أنّ السلام يجب أن يبقى التزاماً أولاً وأساسياً، غير أنّ الحروب ما زالت تستعر “بكل وحشية”.
وأشار الأمين العام إلى أنّ غياب مؤسسات متعددة الأطراف فعالة، يعني أنّ العالم سيعاني من الفوضى، لافتاً إلى أنّ بعض الدول تتصرف وكأنها لا تعرف القانون الدولي مشيرا إلى أنّ المجتمع الدولي مطالب بتجديد التزامه بالقانون الدولي ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان باعتبارها الركيزة الأساسية للنظام العالمي.
وبشأن ملف أوكرانيا، أكد جوتيريش أنّ العنف المتواصل هناك يهدد الأمن والسلم العالميين، محذراً من تداعيات الصراع على الاستقرار الدولي بأسره.
وحول الشرق الأوسط، شدد جوتيريش على أنّه “لا شيء يبرر هجوم حماس في السابع من أكتوبر عام ألفين وثلاثة وعشرين، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي المفروض على سكان غزة”.
وأضاف أنّ ما يجري في القطاع يشكل “تحدياً لأبسط القواعد الإنسانية”، حيث تتواصل المجاعة والإبادة .
وأعلن جوتيريش دعم الأمم المتحدة لمبدأ حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، داعياً في الوقت نفسه إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وأكد أنّ الأمم المتحدة تسعى من أجل بناء عالم يلبي حقوق جميع الشعوب، ويكون أكثر عدلاً وتنوعاً، مؤكداً أنّ هذا هو الطريق الوحيد لمستقبل مستقر يضمن الأمن والسلام العالميين.
عن الأزمات الإقليمية، أشار جوتيريش إلى أنّ المدنيين في السودان يواجهون المذابح، مشدداً على أنّه لا وجود لحل عسكري للأزمة هناك، وأنّ الطريق الوحيد للخروج من المأزق هو عبر تسوية سياسية شاملة.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد دعا جوتيريش إلى اختيار نموذج اقتصادي عالمي يعمل لصالح الجميع، وليس لمصلحة قلة من الدول أو الأفراد.
وقال إنّ “خفض التمويل المخصص لأهداف التنمية المستدامة يُعدّ سرقة للمستقبل”، مؤكداً أنّ هذه الأهداف تمثل خارطة طريق أساسية لكنها بحاجة إلى تمويل كافٍ كي تتحقق .
وفي محور التطورات التكنولوجية، وصف الأمين العام للأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي بأنه “يعيد كتابة البشرية”، مؤكداً أنّ على العالم أن يوجّه هذه التقنيات نحو الصالح العام لا أن تتحول إلى أداة للسيطرة أو التدمير.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)

