احتفظ الليبراليون في كندا بزعامة رئيس الوزراء مارك كارني بالسلطة فى الانتخابات العامة التي جرت هذا الأسبوع، فيما توقعت شبكة CTV News فشلهم فى تشكيل حكومة أغلبية تساعد في التفاوض على الرسوم الجمركية مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وكان الليبراليون بحاجة إلى الفوز بـ 172 مقعداً في مجلس العموم (البرلمان) من أصل 343 للحصول على أغلبية تُمكنهم من الحكم دون دعم حزب أصغر. وذكر التلفزيون الكندي أن الليبراليين حصلوا على 156 مقعداً حتى الآن، بينما حصد المحافظون 145 مقعداً.
وقد تُحدد مقاطعة كولومبيا البريطانية، الواقعة في أقصى غرب البلاد، والتى أُغلقت فيها صناديق الاقتراع، ما إذا كان الليبراليون سينجحون فى تشكيل حكومة أغلبية.
وبدورها، توقعت “هيئة الإذاعة الكندية” فوز الليبراليين، لكنها لم توضح بعد ما إذا كانت تتوقع حكومة أقلية أم أغلبية، لكن النتيجة تتوج عودة ملحوظة لليبراليين، الذين كانوا متأخرين بـ20 نقطة في استطلاعات الرأي يناير الماضي، قبل إعلان رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو استقالته، وشروع ترامب فى تهديداته بفرض رسوم جمركية، وضم كندا.
ووعد كارني باتباع نهج صارم مع واشنطن بشأن رسومها الجمركية، قائلاً إن كندا “ستحتاج إلى إنفاق مليارات الدولارات لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة”.
لكن المحافظين من يمين الوسط، الذين دعوا إلى التغيير بعد أكثر من تسع سنوات من حكم الليبراليين، أظهروا قوة غير متوقعة، إذ نادراً ما تدوم حكومات الأقلية في كندا لأكثر من عامين ونصف العام.
وأشعلت تهديدات ترامب فيضا من الشعور الوطني وعززت الدعم لكارني، الوافد الجديد على الساحة السياسية، الذي سبق له قيادة بنكين مركزيين بدول مجموعة السبع.
وبرز ترامب مجددا كعامل مؤثر في الحملة الانتخابية بكندا الأسبوع الماضي، عندما أعلن أنه قد يرفع الرسوم الجمركية البالغ قيمتها 25% على السيارات كندية الصنع، لأن الولايات المتحدة لا تريد هذه السيارات. وقال قبل ذلك إنه قد يستخدم “القوة الاقتصادية” لجعل كندا الولاية الأميركية الـ51.
وقال الرئيس الأمريكى “بالتوفيق لشعب كندا العظيم.. انتخبوا الرجل الذي يمتلك القوة والحكمة لخفض ضرائبكم إلى النصف، وزيادة قوتكم العسكرية، مجاناً، إلى أعلى مستوى في العالم”.
وأضاف “ارفعوا حجم أعمالكم في السيارات والصلب والألومنيوم والأخشاب والطاقة وجميع أعمالكم الأخرى أربعة أضعاف، بدون أي رسوم أو ضرائب، إذا أصبحت كندا الولاية الـ51 العزيزة على قلوبنا في الولايات المتحدة الأمريكية. لن نعود إلى الحدود المرسومة بشكل مصطنع كما كانت قبل سنوات طويلة”.
وشهد الاقتصاد الكندى، انتعاشاً بطيئاً حتى فرضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية.
وركز كارني على أن خبرته في التعامل مع القضايا الاقتصادية تجعله أفضل زعيم للتعامل مع ترمب، فيما جدد الأخير في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي دعوته لضم كندا وإعلانها الولاية الأمريكية الـ51.
وبحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”، فإن النتيجة تُمثل انتعاشاً مذهلاً لليبراليين، الذين كانوا في طريقهم إلى فقدان السلطة حتى استقال جاستن ترودو، رئيس الوزراء لما يقرب من عقد من الزمان، من زعامة الحزب هذا العام وحل محله كارنى فى مارس الماضي.
وأدار كارني “البنك المركزي الكندي” خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، و”بنك إنجلترا” خلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستشهد بخبرته نحو التعامل مع الاضطرابات الاقتصادية التي تسبب بها الرئيس الأمريكى.
ويتعين على كارني، الذي دخل معترك السياسة الانتخابية لأول مرة في يناير الماضي، إدارة مفاوضات حاسمة مع أكبر شريك تجاري لكندا، وحشد الجهود العالمية للحد من أضرار سياسة ترامب التجارية.
المصدر: وكالات