أسدل الستار على الدورة 41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، التى انطلقت فعالياتها بحفل افتتاح متميز الأربعاء 20 نوفمبر، واستمرت على مدى ثمانية أفلام، عرض خلالها 153 فيلما عربيا وعالميا، وشهدت العروض إقبالا ملحوظا من قبل الجمهور الذى تعرض لخيبات أمل كثيرة سواء بعدم قدرتهم على الحصول على تذاكر العروض التى يرغبون فى حضورها، أو مستوى بعض الأفلام الذى لم يكن على قدر التوقعات.
على الرغم من حصول إدارة مهرجان القاهرة على حق العروض العالمية والدولية الأولى لمعظم الأفلام، إلا أنها لم تلق إعجاب بعض الجمهور خاصة الأفلام العربية، والمصرية التى تعرضت لانتقادات تتعلق بملل القصص أو زوايا التصوير، فى الوقت الذى حصدت فيه بعض الأفلام إشادات متفق عليها مثل فيلم «إن شئت كما فى السماء» للمخرج إيليا سليمان الذى تهافت الكثيرون على مشاهدته فى عرضيه الأول والثانى، وفيلم «من أجل القضية» للمخرج المغربى حسن بنجلون، الذى أثنى عليه من قبل الحاضرين لندوة أقيمت عقب عرضه مع المخرج والمنتجة.
الأفلام الأجنبية أيضا تفاوتت ردود الفعل عنها، خاصة الأفلام المشاركة فى المسابقة الدولية، ولكن الأفلام المشاركة فى القسم الرسمى خارج المسابقة نالت استحسانا، مثل فيلم «عن الأبدية» للمخرج روى أندرسون، و«حياة خفية» للمخرج تيرنس ماليك، و«الفنار» للمخرج روبرت إيجرز.
غلبت على أفلام المهرجان هذا العام، سمة واضحة وهى الانتصار لقضايا المرأة فى كل مكان، سواء فى العالم العربى، أو الدول الأجنبية، وتسليط الضوء على الظلم الواقع عليهن فى كل مكان، مثلما ظهر فى فيلم «نساء الجناح ج»، و«سيدة البحر»، و«الإله موجود واسمه بترونيا».
ينتظر الجميع الإعلان عن الأعمال الفائزة بجوائز المهرجان التى تنقسم بين 4 أقسام رسمية، أولها أفلام المسابقة الدولية التى يتنافس بها 15 فيلما منها الفيلم المصرى «احكيلى» للمخرجة ماريان خورى على جوائز (الهرم الذهبى التى تذهب لأحسن فيلم وتمنح للمنتج ولا تمنح مناصفة، وجائزة الهرم الفضى وهى جائزة لجنة التحكيم الخاصة التى تمنح لأحسن مخرج، والهرم البرونزى التى تمنح لأفضل عمل أول أو ثان للمخرج، وجائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، وجائزة أحسن ممثل، وجائزة أحسن ممثلة، وجائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى).
أما مسابقة آفاق السينما العربية، يتنافس 12 فيلما على جوائز (سعدالدين وهبة لأحسن فيلم عربى وتمنح للمخرج، وجائزة صلاح أبوسيف جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أحسن فيلم غير روائى، وجائزة أحسن أداء تمثيلى).
أما مسابقة أسبوع النقاد التى خلت من المشاركة المصرية، فيتنافس فيها 7 أفلام دولية، على كل من (جائزة شادى عبدالسلام لأحسن فيلم وتمنح للمخرج، وجائزة فتحى فرج لأحسن إسهام فنى)، وفى مسابقة سينما الغد يتنافس 20 فيلما على (جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة).
إلى جانب المسابقات الأربعة الرسمية، يشهد حفل الختام الإعلان عن جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولى لنقاد السينما (الفيبريسى)، التى تمنح لفيلم من الأعمال المشاركة فى المسابقة الدولية.
خصصت إدارة المهرجان جائرة لأفضل فيلم عربى وقدرها 15000 دولار، تمنح لمنتج الفيلم الذى تختاره لجنة تحكيم خاصة لأفضل فيلم عربى مشارك فى أى من مسابقات المهرجان الثلاث (المسابقة الدولية، آفاق السينما العربية أو أسبوع النقاد).
الحفل الذى يخرجه هشام فتحى، وتقدمه الإعلامية جاسمين طه زكى، ويشهد تكريم مدير التصوير الإيطالى العالمى فيتوريو ستورارو، الحائز على أكثر من 50 جائزة دولية، منها 3 أوسكار، قبل أن تبدأ مراسم تسليم جوائز مسابقات المهرجان المختلفة، بحضور لجان التحكيم، ونخبة من النجوم وصناع الأفلام، يسبق ذلك عرض فيديو قصير يستعرض ما حدث خلال الدورة 41.
فيتوريو ستورارو الذى ولد فى روما عام 1940، تعاون خلال مشواره الفنى، مع عدد من أبرز المخرجين منهم؛ وودى آلان، وبرناردو برتولوتشى، وفرانسيس كوبولا، وارن بيتى، وكارلوس ساورا، وفاز بأكثر من 50 جائزة دولية، من بينها ثلاث جوائز أوسكار، عن فيلم «القيامة الآن» عام 1979، وفيلم «الحمر» عام 1982، وفيلم «الإمبراطور الأخير» عام 1988، كما حصل «ستورارو» على جائزة البافيتا لأحسن مصور سينمائى من الأكاديمية البريطانية للأفلام عن فيلم «السماء الواقية» عام 1991، وجائزة إيمى برايم تايم عن فيلم Dune عام 2001، وجائزة Technical Grand Prize من مهرجان كان عن فيلم تانجو عام 1998، وجائزة التميز من مهرجان لوكارنو والجائزة الفخرية من مهرجان IBAFF، كما فاز بكثير من الجوائز عن مجمل أعماله، وإلى جانب الجوائز التى فاز بها فيتوريو ستورارو ترشح لأكثر من 36 جائزة أخرى، من بينها الأوسكار أيضا.
وقال مخرج الختام هشام فتحى: إن الحفل سيتسم بالبساطة والسرعة، ولا يحتوى على فقرات فنية كما كان فى الافتتاح، ومن المقرر أن يقتصر على تسليم الجوائز للفائزين، مع الاحتفاء بلجان التحكيم؛ حيث يتولى أعضاؤها تسليم الجوائز، على أن يعلن المحكمون أسباب الفوز بكل جائزة، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن ناتالى إيمانويل نجمة المسلسل الشهير «صراع العروش» سيكون لها ظهور خاص خلال الحفل.
تستمر عروض الأفلام الخاصة بالمهرجان، لليوم الجمعة، بدور العرض الخارجية فى الزمالك وسينما كريم، بينما تتوقف عروض دار الأوبرا لوضع اللمسات النهائية لحفل الختام.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط