النظام العالمي الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يختبر الدولار حيث أن ترامب أطلق تحديا غير مسبوق لنظام جيوسياسي ساد لعقود ومن بين الضحايا المحتملين لهذا النظام الدولار الأمريكي.
وجدير بالذكر أنه في غضون أسابيع قليلة، أثارت الزيادة الحادة في الرسوم الجمركية وحالة عدم اليقين بشأن التجارة مخاوف من تباطؤ النمو الأمريكي .
وفي الوقت نفسه،أدت التحولات الكبرى في السياسة الخارجية الأمريكية إلى زيادة التفاؤل بشأن الاقتصاد الأوروبي، مما أدى إلى انخفاض حاد في قيمة الدولار مقابل اليورو، ودفع الأسهم في أوروبا إلى مستويات قياسية، وحفز أكبر قفزة في عائدات السندات الألمانية منذ سقوط جدار برلين.
و قد تبنى القادة السياسيون الأمريكيون بشكل عام لأجيال أولوية الدولار في النظام المالي العالمي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه أدى إلى انخفاض تكلفة الاقتراض الحكومي. وساهم إنفاق الدولة على الدفاع في تعزيز هذا الوضع من خلال رفع عجز الموازنة، الذي يُموله إلى حد كبير مستثمرون أجانب، يمتلكون حوالي ثلث الدين الأمريكي .
أما الآن، فيُوضح ترامب وبعض مستشاريه رغبتهم في إنفاق موارد أقل لحماية حلفائهم ويقولون إنهم يرغبون في عملة أضعف لتعزيز التصنيع المحلي، من خلال جعل السلع أرخص للمشترين الأجانب .
و لا يعتقد الكثيرون أن انخفاضا كبيرا في قيمة الدولار وشيك، ويعود ذلك جزئيا إلى أن أسعار الفائدة الأمريكية أعلى من أي مكان آخر تقريبا في العالم المتقدم، مما يُبشر باستمرار الاستثمار الأجنبي .
ومع ذلك، قالت كاتي نيكسون، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة نورثرن ترست لإدارة الثروات: “ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية يُمكن أن يُحدث تغييرا جذريا”.
وفي غضون ذلك، انتعشت الآمال في أوروبا ، ويعزى ذلك جزئيا إلى سلسلة من البيانات الأفضل، ولكنه ينبع أيضا من تحرك أوروبا لزيادة الإنفاق العسكري بعد المشادة العلنية بين ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض أواخر الشهر الماضي.
وشهد اليورو ارتفاعا مؤقتا مقابل الدولار في فترات أخرى خلال العقود الأخيرة. لكن هذه المرة، قد يكون هذا التحرك مستداما، لأن ما تعد به أوروبا “ليس مجرد أمر عابر، مثل حزمة التحفيز الاقتصادي لكوفيد”
المصدر : أ ش أ

