أجرى حلف شمال الأطلسي (الناتو) مناورات للدفاع الجوى والصاروخى متعددة الجنسيات بجزيرة كريت اليونانية في إطار جهوده لتعزيز منظومات الدفاع الجوي الأرضي للحلف؛ في ظل ما يشهده المجال الجوي الأوروبي من انتهاكات متزايدة واستطلاع للبنى التحتية الحيوية، إلى جانب حوادث تخريب طالت أراضٍ تابعة للحلف؛ ما يعكس بيئة أمنية أكثر تعقيداً.
وخلال المناورات، أجرى الممثلون الدائمون في مجلس شمال الأطلسي زيارة ميدانية إلى منشأة الناتو لإطلاق الصواريخ (NAMFI) بجزيرة كريت اليونانية، وذلك بعد اجتماعات مع شركات الصناعات الدفاعية في ألمانيا.
واستعرضت الزيارة القدرات التشغيلية لوحدات الصواريخ أرض–جو التابعة للقوات الجوية الألمانية، ضمن جهود تعزيز منظومة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للحلف.
وأكد السفير الألماني لدى الناتو ديتليف فيختر، خلال الزيارة، أن قوة الصناعة الدفاعية والقدرات اللوجستية وجاهزية العمليات تشكل عناصر أساسية في منظومة الردع والدفاع، قائلاً إن ألمانيا مستعدة للاضطلاع بدور قيادي أوروبي في الدفاع الجوي المتكامل.
من جانبها، شددت السفيرة اليونانية فاسيليكي غوناري على الأهمية الجيوستراتيجية لكريت، مؤكدة أنها “ركيزة لجهود الناتو الأمنية وتضم بنية تحتية حيوية تشكل منظومة متكاملة لعمليات الحلف”، بحسب بيان نشره اليوم ،الاربعاء، القيادة العليا للقوات المتحالفة في أوروبا (شاب) ومقرها بمدينة كاستو البلجيكية.
وأكد الفريق لوتس كولهاوس، نائب مفتش القوات الجوية الألمانية، أهمية التدريب الواقعي في ضوء التوترات الأمنية الراهنة في أوروبا، موضحاً أن التدريبات في كريت تتيح اختبار منظومات الدفاع الجوي المتكامل عملياً وتحت ظروف مشابهة لبيئة العمليات الحقيقية.
وتركزت الأنشطة على دمج هياكل القيادة والسيطرة متعددة الجنسيات، ومنها مركز عمليات الصواريخ أرض–جو (SAMOC)، مع نظام باتريوت، بما يدعم التشغيل البيني بين الدول الأعضاء ويعزز وحدة منظومات الدفاع الجوي.
وأشار العميد أرنت كيوبارت، قائد الدفاع الجوي الأرضي الألماني، إلى أن دول الناتو توسع استثماراتها في هذا المجال، لكنه اعتبر أن الاحتياجات ما تزال كبيرة، مضيفاً أن السويد ستنضم إلى تدريبات NAMFI العام المقبل، وأن ألمانيا ستجري أول رماية حية لمنظومة IRIS-T على الجزيرة خلال العام نفسه.
تأتي هذه التحركات فى إطار جهود الناتو لتعزيز جاهزية الردع والدفاع على الجبهة الأوروبية، مع استمرار تطوير الأنظمة المتقدمة للتعامل مع التهديدات الجوية والصاروخية المتزايدة.
وتعد جزيرة كريت موقعاً محورياً لعمليات الناتو، لوقوعها عند تقاطع أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ما يجعلها ركناً أساسياً في الجناح الجنوبي للحلف. وتستخدم منشأة NAMFI منذ عام 1968 كمنصة للتدريبات الحية بجميع أنظمة الدفاع الجوي.
المصدر: أ ش أ

