قالت صحيفة اللواء اللبنانية اليوم إنه في وقت يتعلق فيه اللبنانيون بحبال الهواء، كما يُقال، للخروج من عقدة انتظار «دوامة تأليف حكومة جديدة برئاسة نواف سلام»، والآمال المعلَّقة على مثل هكذا حكومة تتمكن من مواكبة وممارسة الضغط على الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء احتلاله لأجزاء من أراضي القرى الأمامية الجنوبية، ووقف عدوانه المستمر على لبنان واتفاق وقف النار، في هذا الوقت، كادت تصريحات نائبة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الاوسط مورجان اورتاجوس من قصر بعبدا، أن تتسبب بأزمة سياسية داخلية، لا تضغط فقط على تأليف الحكومة بل ايضا على الوضع السياسي اللبناني، وتعمق مأزقه وتداعياته، لولا الاستدراك العاجل من قصر بعبدا، حيث، اكدت الرئاسة الأولى، بأنها غير معنية مما صدر عن اورتاجوس من بعبدا، وهو تعبير عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به.
والأبرز في تدارك الوضع، والإسراع بالخروج من «دوامة» الأخذ والردّ حول الحكومة، زيارة الرئيس المكلف نواف سلام الى بعبدا للتداول في الاسماء المرشحة لملء مركز «الشيعي الخامس» في ضوء استبعاد لمياء مبيض، وعدم حماسة وزيرالاقتصاد السابق ناصر السعيدي للدخول الى الوزارة بالحقيبة المعروضة عليه (البيئة).
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن عدم حل عقدة تمثيل الوزير الخامس من الحصة الشيعية في التشكيلة الحكومية لا يعني أن الأفق مقفل أو أن الأمور وصلت إلى حائط مسدود، وأشارت إلى أن اللقاء بين الرئيس عون والرئيس سلام اندرج في إطار التشاور، ولم يكن مقررا أن يشهد ولادة الحكومة إذ أن الرئيس المكلف وضع الرئيس عون في أجواء التواصل الذي تم بينه وبين الرئيس بري بعد جو متشنج أول من أمس.
ولفتت الى ان سلام وبري توافقا على اسم الوزير السابق ناصر السعيدي ليكون الوزير الخامس إلا ان الأخير اعتذر عن تولي أية حقيبة وزارية، ما أعاد البحث إلى العقدة الأساسية.
وعلى الرغم من ذلك فإن لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تناول عدة اسماء بديلة في حين كانت خطوط التواصل مع رئيس مجلس النواب خلال اللقاء مفتوحة لكن للبحث تتمة. وفُهم أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أعادا التأكيد على ضرورة التنسيق واستكمال التشاور في الساعات المقبلة من أجل قيام الحكومة.
وعُلم أن الرئيس سلام كان ميالا إلى اختيار شخصيات أمثال الوزير السابق السعيدي.
وبعيدا عن الحكومة، كانت اجواء زيارة المسؤولة الأميركية مورغان اورتاغوس حاضرة في اجتماع الرئيسين عون وسلام. وعلمت اللواء أن ما ذكرته اورتاغوس في تصريحها من القصر الجمهوري كان مغايرا لجو مباحثاتها مع رئيس الجمهورية.
وقالت إن خطوة مكتب الاعلام بالاشارة إلى أن ما صدر عنها يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية به موفقة. وكانت اورتاجوس قد أكدت رفض تمثل حزب الله في الحكومة.
وعُلم أن رئيس الجمهورية تمسك بموقف لبنان الثابت بشأن تطبيق القرار ١٧٠١ قائلا ان الاستقرار الدائم في الجنوب رهنٌ بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي، مبديا ثقته الكاملة بانتشار الجيش.
وما كانت اشارت اليه «اللواء» من معارضة أمريكية قوية لتوزير حزب الله وصل أمريكياً برسالة شديدة اللهجة برفض توزير من يمثل حزب الله عبر كلام اورتاجوس ومن القصر الجمهوري، ما أثار مخاوف من تأخير اضافي في تشكيل الحكومة بسبب الضغط الامريكي الاستفزازي، وردود فعل عنيفة ابرزها من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وعدد من نواب الحزب ومن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان وعدد من الاحزاب والقوى السياسية.
ما دفع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الى إصدار بيان اوضح فيه: أن بعض ما صدر عن أورتاجوس من قصر بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به.
وستلتقي اورتاجوس اليوم الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام، وافادت معلومات ان بري سيرد امامها على اي موقف امريكي بما يناسب وسيشرح لها تفاصيل الانتهاكات لإتفاق وقف اطلاق النار، وأن مهمة الامريكي فقط هي إلزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف الانتهاكات والانسحاب من القرى التي يحتلها.