لاشك أن أوروبا تواجه أكبر أزمة إنسانية لتدفق لاجئين إلى أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية، قادمين من سوريا وإريتريا والصومال وأفغانستان وليبيا وأماكن أخرى غير عابئين بحياتهم لإيجاد ملجأ آمن خارج منطقة الحرب.
و لا شك أيضا أن العالم استيقظ على صورة الطفل السوري الغريق التي حطمت القلوب ليوقظ أوروبا على فظائع الحرب السورية المستعرة لأكثر من 4 سنوات، صورة واحدة أغنت عن آلاف الصور التي لم يروها أو يسمعوا عنها، أخبرتهم عن العار الذي لحق بالعالم والإنسانية، كما أرغمت زعماء أوروبا على الوقوف المائدة واحترام حق اللاجئين والواجب الأخلاقي تجاههم، وقادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الطريق للتعامل مع الأزمة وطالبت بالفعل قبول 800 ألف لاجيء هذا العام، كما طالبت المفوضية الأوروبية بتبني 120 ألف لاجيء.
و هذه ليست مسألة قدرة أو تنظيم فضلًا عن كونها أزمة سياسة وضمير، لأنه من المعروف أن أوروبا تتمتع بأقوى اقتصاد بالعالم أليست قادرة على إدارة أزمة لاجئين، بينما استطاعت تركيا استضافة 2 مليون لاجيء سوري في أسبوع واحد، ما عجزت أوروبا كلها عن إجرائه في شهور، حيث يوجد بأوروبا 200 ألف لاجيء فقط حتى الآن.
و السؤال هنا .. هل تفقد أوروبا قيمها وحضارتها باستضافة اللاجئين المسلمين ؟؟ حيث أبرزت تصريحات “ميركل” التي حذًرت الأوروبيون من أنهم لو فشلوا في اختبار أزمة اللاجئين، فهي ستقطع بذلك مع مباديء حقوق الإنسان والحريات وستتغير إلى الأبد.
المصدر: وكالات