تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدم توقف القتال الذي تخوضه أوكرانيا لاستعادة أراضيها، في الوقت الذي قالت فيه كييف إن قواتها عبرت نهرا رئيسيا مما يمهد الطريق لهجوم على قوات الاحتلال الروسي في منطقة دونباس بشرق البلاد.
وفيما يعكس التغير الكبير في قوة الدفع في الحرب منذ أن دحرت القوات الأوكرانية، نظيرتها الروسية في وقت سابق من الشهر الجاري في شمال شرق أوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في أقوى توقع له حتى الآن إن أوكرانيا ستكسب الحرب.
وقال بايدن في حديث لبرنامج “60 دقيقة” على قناة سي.بي.إس التلفزيونية “إنهم سيهزمون روسيا”.
وأضاف بايدن أن النصر لن يتحقق إلا بعد طرد القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية وإن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا “طالما تطلب الأمر”.
ومضى قائلا “يتضح أن روسيا ليست بالكفاءة والقدرة اللتين ظن كثير من الناس أنها ستكون عليهما”.
ويعد عبور نهر أوسكيل منعطفا مهما آخر في هجوم أوكرانيا المضاد في منطقة خاركيف الواقعة في شمال شرق البلاد، ويتدفق النهر جنوبا ليلتقي مع نهر سيفرسكي دونيتس الذي يمر عبر منطقة دونباس وهي الهدف الرئيسي للغزو الروسي.
وعلى مسافة أبعد يقع إقليم لوغانسك وهو قاعدة أتباع روسيا الانفصاليين منذ عام 2014 والذي تسيطر عليه روسيا بالكامل منذ يوليو تموز بعد بعض أكثر معارك الحرب دموية.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية على تلغرام في وقت متأخر أمس الأحد “اندفعت القوات الأوكرانية عبر أوسكيل. منذ أمس الأحد تسيطر أوكرانيا على الضفة الشرقية (للنهر)”.
وكتب سيرغي غايداي الحاكم الأوكراني لإقليم لوغانسك على تلغرام “لوغانسك هي المنطقة المجاورة مباشرة. إنهاء الاحتلال ليس ببعيد”.
واجتاحت القوات الأوكرانية منطقة خاركيف هذا الشهر بعد اقتحام خط الجبهة مما جعل آلاف الجنود الروس يفرون تاركين دباباتهم وذخائرهم. وفي الأيام القليلة الماضية تباطأت وتيرة تقدم القوات الأوكرانية مرة أخرى، لكن زيلينسكي قال إن السبب الوحيد لذلك هو أن القوات تعزز مواقعها وتستعد للمزيد من الهجمات.
وأمس الأحد قال زيلينسكي في الخطاب الذي اعتاد إلقاءه ليلا “ربما يبدو للبعض منكم أننا الآن في حالة توقف من نوع ما بعد سلسلة من الانتصارات.. لكن لن يكون هناك توقف. هناك تجهيز للسلسة التالية (من الهجمات)… لأن أوكرانيا لا بد أن تكون حرة. كلها”.
هذا واتهمت أوكرانيا، القوات الروسية اليوم الاثنين بشن قصف بالقرب من محطة بيفدينوكراينسك للطاقة النووية في منطقة ميكولايف في جنوب أوكرانيا.
وقالت شركة إنرجو أتوم التي تشغل محطات الطاقة النووية الأوكرانية في بيان إن انفجارا وقع على بعد 300 متر من المفاعلات وألحق أضرارا بمباني المحطة بعد وقت قصير من منتصف الليل.
وأضافت أن المفاعلات لم تلحق بها أضرار وأن أيا من العاملين لم يُصب بأذى. ونشرت صورا لحفرة كبيرة قالت إنها نتجت عن الانفجار.
وقال زيلينسكي في منشور على موقع للتواصل الاجتماعي إن “روسيا تعرض العالم كله للخطر. يتعين أن نوقفها قبل فوات الأوان”.
ويمكن أن تتسبب الضربات في إثارة المزيد من القلق العالمي من وقوع كارثة ذرية بينما هناك قلق سابق بالفعل بسبب مصير محطة أخرى للطاقة النووية وهي محطة زابوريجيا التي سيطرت عليها القوات الروسية قرب خطوط القتال في مارس.
وتجاهلت روسيا نداءات دولية لسحب قواتها من محطة زابوريجيا وإخلاء المنطقة حولها من السلاح.
وأدت الخسائر الروسية السريعة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى زعزعة حملة العلاقات العامة للكرملين التي لم تنحرف أبدا عن القول السائد بأن “العملية العسكرية الخاصة” تسير “وفق المخطط”.
وأعلنت روسيا رسميا أنها ستنقل بعض القوات من منطقة خاركيف وتمركزها في منطقة أخرى، لكن معلقين اعترفوا بالخسائر علنا في التلفزيون الرسمي وطالبوا بالتصعيد.
هذا ورفض الكرملين اليوم الاثنين تحميل روسيا مسؤولية ارتكاب الفظائع التي تقول أوكرانيا إنها اكتشفتها في أراض استعادت السيطرة عليها من القوات الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “إنها كذبة، وبالطبع سندافع عن الحقيقة في هذه القصة”، وقارن هذه المزاعم بأحداث سابقة في الحرب حيث اتهمت روسيا، الأوكرانيين بارتكاب فظائع.
وأرسلت أوكرانيا خبراء من الطب الشرعي إلى موقع مقبرة جماعية ضخمة في غابة بالقرب من مدينة إيزيوم، وقالت إن بعض الجثث ظهر عليها ما يدل على أن القوات الروسية مارست التعذيب على أصحابها.
المصدر: وكالات