أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، مواصلة معركة الإصلاح دونما هوادة أو تراجع لتشمل روح الدولة ومؤسساتها رغم تحديات الوضع الاقتصادي الخانق وصراع الوجود الذي يخوضه العراق ضد الإرهاب ، مشددا على مواصلة نهج الاصلاح مهما بلغت الصعوبات بوصف الإصلاح ضرورة وليس خياراً ولا يمكن كسب معركة الدولة ضد الفوضى والفساد والمحاصصة والإرهاب دون إجراء اصلاحلات جوهرية ببنية الدولة .
وقال العبادي- في كلمة وجهها للشعب العراقي مساء اليوم الخميس- إنني على يقين بنجاح المشروع الإصلاحي بمساندة الشعب الذي عبّر عن مطالبه بتظاهرات حضارية سلمية هي نموذج مشرق في تاريخ العراق والمنطقة بأسرها ، وبدعم من المرجعية الدينية العليا التي حددت البوصلة وساندت وتساند معركة الإصلاح الحكومية ، ومساندة الفعاليات السياسية والإعلامية والثقافية التي تشكّل معا جبهة الإصلاح في مواجهة جبهات المحاصصة والفساد والإرهاب .
وأضاف “أتوجه إليكَم في هذه اللحظات التاريخية ، لحظات الإصلاح ومقارعة الإرهاب والانتصارات التي يحققها أبطالنا في جبهات القتال واستعادة هيبة الدولة ، لأؤكد لكم : أننا انطلقنا بنهجنا الإصلاحي من قناعتنا الراسخة بأنَّ الإصلاح الشامل والجذري وعلى قاعدة الدولة الوطنية المدنية دولة المؤسسات هو السبيل المفضي للإستقرار والتنمية والإعمار وتحقيق العدالة واستعادة كيان الدولة الذي استباحته قوى الشر والإرهاب والفساد، تلك القوى التي مانعت وعرقلت مهام الإصلاح كونه يضرب بالصميم كيانها وامتيازاتها وبالأخص نظام المحاصصة وبنية الفساد اللذان ينخران جسد الدولة .
وتابع : أن حزم الإصلاح تستهدف معالجة الخلل في بنية الدولة بجوانبها السياسية والإقتصادية والمالية والإدارية والخدمية ومكافحة الفساد ، وهي وإن لم تصل لطموحات الشعب إلاّ أنها حزم رائدة ومرسخة لمسار الإصلاح وفاتحة لعهد جديد في نمط التعاطي مع الدولة ومسؤولياتها .
وحيا الشعب العراقي والمرجعية الدينية والقوات المسلحة والأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة الذين يدافعون عن الأرض العراقية، منوها بالمتظاهرين السلميين رواد العدالة ومن يحميهم من الأجهزة الأمنية .
ويتظاهر العراقيون يوم/الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية ، والتي تطالب بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان ، وتدعمها المرجعية الشيعية العليا بالعراق والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح .
وانتقد المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني مماطلة مجلس النواب العراقي في تنفيذ برنامج الاصلاحات، وطالب البرلمان بالتعاون مع الحكومة في تنفيذ الاصلاحات ومكافحة الفساد .. وقال : إنه تم التأكيد منذ البداية على ضرورة أن تسير تلك الاصلاحات بمسارات لا تخرج بها عن الأطر الدستورية والقانونية، ولكن لا ينبغي أن تتخذ السلطة التشريعية ذلك وسيلة للالتفاف على الخطوات الاصلاحية أو المماطلة للقيام بها استغلالاً لتراجع الضغط الشعبي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)