نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا اليوم للكاتب عبد الرحمن الراشد أكد فيه أن إسرائيلُ تفضّل المعاركَ العسكرية، وتخشى من المواجهات السياسية لأنَّها قادرة على الانتصار، ولا أحد يشكك في تفوّقها. الحروب هي ملعبُها المفضل. أما العمل السياسي فهو أكثرُ ما يقلقها ويزعجُها لسببين رئيسيين. فهي حتَّى مع دعم الإدارة الأمريكيةِ لا تستطيع ضمانَ تأييدها في مواجهاتٍ دبلوماسية مدروسة، وتنسجمُ مع تصورات هذه الدول.
الثَّاني، أنَّ الإسرائيليين شبهُ مجمعين على تأييد الأعمال العسكريةِ الانتقامية، حتى الهجومُ على الدوحة غيرُ المبرّر حظي بأغلبيةٍ ساحقة وفق آخر استبيان، وتجاهل الرأيُ العامّ الإسرائيلي حقيقة أنَّ قطر كانت تعمل للتوصل إلى حلّ سلمي أيضاً يعيد الرهائن الذين فشلت الحربُ في إطلاق سراحهم.
وبحسب المقال فإن الطروحاتُ السياسية، مثل حلّ الدولتين، ستجدُ قبولاً عند فئة من الشّعب الإسرائيلي وستكسب شرائحَ أكثر مع الوقت. لأنَّ الحلَّ سيقدم الضمانات بدلاً من حروب نتنياهو، أي تأمين أمن الإسرائيليين ومنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر.
تفوّق نتنياهو العسكري عجز عن ترجمة انتصاراته إلى نجاح سياسي. من غزةَ إلى لبنان إلى إيران، والآن استهداف الدوحة حقَّق له أهدافه العسكرية، لكن من دون حلّ سياسي ستظلُّ المخاطر باقية.
إنَّ تكتل الدول العربية وراء مشروع واحد مستفيدين من قدراتهم المختلفة سيعزز فرصة الحلّ السياسي الذي يحقق للفلسطينيين دولتهم، وللإسرائيليين السلام، واعتراف معظم الدول العربية والإسلامية بهم، ويفوّت على المتطرفين مبررات العنف.
نحن على مشارفِ مرحلة لم يسبق أن رأينا مثلها. ما فعله نتنياهو أنَّه نجح في تدمير خصومه، وفي الوقت نفسه ينزع بذلك دعوى الاحتلال المكرّس باسم الأمن والاستقرار.
المصدر : الشرق الاوسط

