أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن خطورة التهديدات والتحديات الإرهابية التي تواجه دول العالم تتطلب تنسيقاً أكبر للجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات، وتعاوناً شاملاً لفهم طبيعتها واستكشاف سُبل مواجهتها بنجاح من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على المعالجة الأمنية.
لافتا إلى ضرورة أن تمتد تلك المقاربة لتشمل الأبعاد الثقافية والفكرية لدحض الأفكار المتطرفة والهدامة التي يستند إليها الإرهابيون في أنشطتهم.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر تصدت بقوة لمواجهة التيارات المتطرفة، إدراكاً منها لما تحمله أفكارها من دعاوى للفوضى تهدف إلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح، لافتا إلى أن ذلك يتطلب مواجهتها ومكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها ووقف أنشطة تجنيد عناصر جديدة للانضمام لها.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي بالمؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيس سنغافورة توني تان كينج .
ورحب “السيسي” في بداية المؤتمر الصحفي بالدكتور “تونى تان” رئيس جمهورية سنغافورة في القاهرة ضيفاً عزيزاً على مصر في فترة تشهد فيها العلاقات الثنائية تطوراً ونمواً ملحوظاً في جميع المجالات، بما يعكس الإرادة المشتركة للبلدين للارتقاء بتعاونهما إلى آفاق أرحب.
وأضاف الرئيس أن زيارة ” تان ” في هذا التوقيت تضيف خطوة جديدة إلى ما شهدته زيارته إلى سنغافورة في أغسطس 2015 من انطلاقة حقيقية للعلاقات المصرية السنغافورية، ورغبة في تعزيز أواصر التعاون على مختلف الأصعدة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن زيارة نظيره السنغافوري لمصر تتزامن مع مرور خمسين عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يعكس عمق روابط الصداقة الممتدة التي تجمع بين البلدين.
وتابع السيسي: لقد استعرضت مع رئيس سنغافورة خلال مباحثاتنا البناءة مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين بلدينا، حيث أعدنا التأكيد على تمسكنا بثوابت العلاقات الوطيدة القائمة بين مصر وسنغافورة، وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى، ومواصلة التشاور الوثيق حول سبل تطوير التعاون الثنائي.
وقال الرئيس إنه من هذا المنطلق، فقد اتفقنا على تنشيط التبادل التجاري بين الدولتين، واستعرضنا الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار في مصر بالمشروعات الكبرى التي تنفذها مصر، وخاصة محور التنمية بمنطقة قناة السويس، بالإضافة إلى قطاعات الموانئ، والطاقة، وتحلية المياه، فضلاً عن اهتمامنا بالاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالي النقل والتعليم، وذلك في إطار خطط مصر الطموحة لتحقيق التنمية.
وأضاف السيسي أن لقائه مع نظيره السنعافوري يكتسب أهمية خاصة في ظل خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجهنا جميعاً، موضحاً أنه من هنا جاءت دعوة مصر لضرورة إعادة العمل على تأكيد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، ومواجهة تلك الادعاءات الباطلة التي تتعارض مع وسطية الإسلام.
وأشاد السيسي بالنموذج الفريد الذي تقدمه سنغافورة في قدرة الشعوب على التعايش وتحقيق الوئام والتجانس في مجتمع متعدد الأعراق والأديان، مما ساهم في تدعيم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه سنغافورة، وكان سبباً رئيسياً في تحقيق نهضتها وانجازاتها.
وأضاف السيسي أنه تطرق في مباحثاته مع نظيره السنغافوري للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى أنه تم مناقشة الجهود المبذولة لتسوية الأزمات في المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة.
وأشار الرئيس إلى أنه تم التأكيد على أهمية بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى تسويات سياسية تحافظ على كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، وتضمن سيادتها ووحدة أراضيها، وتنهى معاناة شعوبها.
وأوضح الرئيس السيسي أنه تم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
واختتم السيسي كلمته قائلا ” أرحب مجدداً بفخامة الرئيس “توني تان” والوفد المرافق له في القاهرة، متمنياً لكم ولبلدكم الصديق مزيد من النجاح والازدهار والاستقرار ” .
