قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن رجال الشرطة أبناءٌ أوفياءٌ لشعب مصر الأبيّ. أبناءٌ يخرجون من جنبات الأسرة المصرية، يحملون داخلهم قيم هذه الأسرة ومبادئها، يحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم، مِن كل مَن تسوّل له نفسه، المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة، يتصدون، جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة الباسلة، للإرهاب وعناصره الآثمة، يسقط منهم الشهداء والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصرارا على صون الوطن وحماية المواطنين.
هذا وقد كرم الرئيس السيسي أسماء شهداء الشرطة الذين سقطوا خلال أداء الواجب، وذلك خلال الاحتفال بعيد الشرطة الـ67 بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة .
وصدق الرئيس السيسي على منح وسام الاستحقاق من (الطبقة الثانية) لاسم الشهيد عميد ساطع عبدالعزيز النعماني تسلمته زوجته شيرين محمد يحيي.
كما صدق الرئيس على منح وسام الجمهورية من (الطبقة الثالثة) لاسم الشهيد مقدم علاء الدين أحمد السمديسي تسلمته والدته سامية عبدالمنعم محمد، والمقدم شريف طلعت عبدالرحمن تسلمته زوجته غادة السيد أحمد موسي، والمقدم مصطفي علي أبوالعلا تسلمته زوجته مريم طارق أحمد.
وصدق الرئيس السيسي على منح وسام الاستحقاق من (الطبقة الثالثة ) لاسم الشهيد الرائد ياسر حسن جنينة تسلمته زوجته منة الله محمد كمال، والرائد عبدالمجيب مصطفى أحمد الماحي تسلمته زوجته رضوى عاطف السعيد، والرائد عبدالرحمن مهدي الصرفي تسلمته زوجته مشيرة سامية غريب، والرائد محمود عبدالعظيم أبو طالب تسلمته زوجته ياسمين محمد إبراهيم.
كما تم منح وسام الاستحقاق من (الطبقة الثالثة) لاسم الشهيد الرائد اشرف ابراهيم محمد تسلمه والده، والرائد جمال صلاح سيد تسلمته زوجته شيماء محمد إبراهيم، والنقيب محمد إسماعيل محمد جاد تسلمته زوجته سماح محمد العربي، والنقيب محمدي رجب الحسيني تسلمه والده، والنقيب محمود مجدي محمد تسلمته والدته ميرفت محمود رزق، والنقيب عمرو مجدي صبحي تسلمته والدته ماجدة أحمد عبدالمقصود.
كما صدق الرئيس السيسي على منح وسام الاستحقاق من (الطبقة الخامسة) لاسم الشهيد أمين شرطة ممتاز محمد أبو زيد منصور تسلمته زوجته أسماء عبد الله معوض ، مساعد ممتاز رمضان محمد يوسف تسلمه نجله أسامة رمضان محمد ، رقيب أول خطاب الحسيني محمد تسلمه نجله الحسيني خطاب الحسيني ، والمجند إسلام ناصر جابر تسلمه والده، والمجند رزيقي عزت موسي تسلمه والده.
وفيما يلي نص الكلمة:
“السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
نحتفل اليوم بالذكرى السابعة والستين لعيد الشرطة. فلم يكن يوم 25 يناير، من عام 1952، يوما عاديا كباقي أيام مصر أثناء الاحتلال، وكان مقدرا له أن يُخلّد في تاريخ هذا الوطن، وأن يظل رمزا لبطولة وفداء رجال الشرطة، الذين رفضوا تسليم أسلحتهم، لقوةٍ تفوقهم عددا وعتادا، فلم يحنوا رءوسهم، وقاوموا حتى آخر طلقة لديهم، بكل بسالة وتضحية، حتى سقط المئات منهم، بين شهداء ومصابين، حافظين جميعا لشرف الوطن.. وكرامته.
إن ذلك الموقف من رجال الشرطة، يعبر بكل صدق، عن الشخصية الوطنية للشعب المصري العظيم. تلك الشخصية التي تنشد السلام، ولكنها قادرة على القتال بكفاءة، إذا تطلب الأمر وحان الوقت. شخصيةٌ تتميز بالصبر، ولكنها تفيض كذلك بالإصرار في الحق، والصمود في وجه الأزمات. شخصيةٌ صنعتها أحداث الدهر الطويلة، وصاغتها تجارب التاريخ المتعددة، وصقلها تمسُّكٌ المصريين الأبديٌ، بتراب وطنهم.. وكبريائه وكرامته.
إن رجال الشرطة أبناءٌ أوفياءٌ لشعب مصر الأبيّ. أبناءٌ يخرجون من جنبات الأسرة المصرية، يحملون داخلهم قيم هذه الأسرة ومبادئها، يحفظون عهد حماية أسرهم وأخواتهم ومواطنيهم، مِن كل مَن تسوّل له نفسه، المساس بأمن واستقرار المجتمع والدولة، يتصدون، جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة الباسلة، للإرهاب وعناصره الآثمة، يسقط منهم الشهداء والمصابون، فلا يزيدهم ذلك إلا إصرارا، على صون الوطن.. وحماية المواطنين.
شعب مصر العظيم،
أيها الشعب الأبي الكريم،
إن التحديات التي واجهتها مصر خلال السنوات الماضية، سيكتب التاريخ أنها كانت مِن أصعب ما واجه هذا الوطن، على مدار تاريخه الحديث، وسيكتب التاريخ أيضا، بحروف من نور، أسماء وبطولات كل من ساهم خلال تلك الفترة القاسية، في حماية وطنه، والدفاع عن مقدارت شعبه، فلم يُرهبه الخوفُ من عدو، ولم تر عيناه سوى مصلحة الوطن.. وأمنه واستقراره.
وخلال تلك السنوات الماضية، واجهتنا، ومازالت تواجهنا، صعوبات وتحديات جسام، لعل أخطرها محاولات جماعات الظلام والشر إعاقة طريقنا، ونشر الإرهاب بغرض ترويع مجتمعنا الآمن، ظنا واهما منهم، أنهم يستطيعون بالإرهاب تحقيق أهدافهم الخبيثة، وتقديرا خاطئا، لقوة وصلابة هذا الشعب، وأبنائه في القوات المسلحة والشرطة.
ولهؤلاء أقول، ولكل من يعتقد أنه بمقدوره هزيمة إرادة مصر وشعبها: إن هذا الشعب كريم الأصل، يمتلك بداخله حكمةً تكونت عبر آلاف السنين، ولديه بصيرة نافذة، تمكنه من التمييز بين الحق والباطل، وهو قادرُ، بمشيئة الله، وبقوة الحق، وبكفاءة جيشه وشرطته، على التصدي لكل مخططاتكم، والمضيّ قدما بثبات، في معركته الكبرى للتنمية والإصلاح، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأمل في المستقبل، ولا شيء يعطّل جهود التنمية والبناء والتقدم.
شعب مصر الكريم،
لا يفوتني في هذا اليوم أن أوجه لكم التحية، بمناسبة ثورة 25 يناير عام 2011، تلك الثورة التي عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن، ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بالحياة الكريمة.
إننا ننتقل بثبات، بعد سنوات عاصفة ومضطربة، من مرحلة تثبيت أركان الدولة وترسيخ الاستقرار، إلى مرحلة البناء والتعمير، نستكمل بجدية واجتهاد، ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت في جميع أنحاء البلاد، لتغيّر الواقع المصري إلى ما نطمح إليه، من تنمية شاملة ومستدامة، وتسير خطوات إصلاح الاقتصاد، طبقا للبرامج المدروسة بدقة وعناية، وبمنهج علمي متكامل، ونحصد ثمار هذا العمل الدءوب، في مؤشراتٍ تتحسن باضطراد، سواء فيما يتعلق بزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي، ونصيب الفرد منه، واحتياطي النقد الأجنبي، وتحسّن معدلات التشغيل، وتضييق عجز الموازنة.
وسنستمر بإذن الله تعالى وتوفيقه، شعبا وحكومة، في تأدية واجبنا الوطني على جميع المسارات: التصدي للإرهاب وكسر شوكته، وتحقيق التنمية الشاملة، وترسيخ بنيان الدولة المؤسسي والقانوني، ومواصلة الحرب الحاسمة على الفساد أينما وجد، ونشر الوعي والتنوير وثقافة التسامح ومبادئ المواطنة، ليخرج من مصر في قلب الليل نورٌ، يضيء المنطقة، ويقدم للعالم نموذجا ملهما، في التعايش.. والسلام الاجتماعي.
السيدات والسادة،
أعضاء هيئة الشرطة الكرام،
في الختام، أتوجه لكم بتحية من القلب في يوم عيدكم، تحيةٌ لمَن مازال يواصل عطاءه ومَن تقاعد، نقول لكم: إن تضحياتكم محل تقدير من شعبنا الأصيل، الذي يحفظ العهد ويدرك قيمة جهود أبنائه من رجال الشرطة، وتحية تقدير وعرفان لأرواح شهداء الشرطة الأبرار، وللمصابين وعائلاتهم، نقول لهم: إن مصر لن تنسى أبدا تضحيات ذويكم، وستظل بارة بأبنائها الأبطال، الذين يضحون من أجلها، ويسهرون على حمايتها وسلامة شعبها.
حفظ الله بكم جميعا هذا الوطن الغالي، ليحيا دائما في أمن وسلام، ماضيا في مسيرته نحو المستقبل الأفضل، بعزم وثقة، وإيمان لا يتزعزع بقيمة هذا الوطن العزيز.. الذي يعلو ولا يعلى عليه.
وأخيرا، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
المصدر: بيان من الرئاسة