قال الرئيس عبدالفتاح السيسي ، الإثنين، إن الدولار تحول خلال الخمس سنوات الماضية إلى سلعة تجارية، مشيرًا إلى أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية باعتبار الدولار ليس سلعة تجارية.
وأضاف السيسي، في كلمته اليوم الاثنين خلال مشاركته في جلسة برنامج محاكاة الحكومة المصرية، الذي يعقد في إطار البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، أن أحد أسباب أزمة الدولار هو انخفاض معدلات السياحة خلال الخمس سنوات الماضية.
وأشار إلى أن «زيادة الوعي وتوصيل الرسالة من أهداف الدولة، كما أن تحسب المسؤولين من رد فعل الناس يؤجل التنفيذ»، مؤكدًا حل مشكلة الدولار في أقرب وقت.
ولفت الرئيس إلى أن الطلاب طرحوا التحديات بشكل دقيق وشامل، مشيرًا إلى أن الإشكالية ليست في الحل ولكن في قبول الناس للحل.
وتحدث طلاب وطالبات البرنامج الرئاسي حول رؤيتهم للتغلب على أزمة الدولار وكيفية التوزيع العادل للدعم على المواطنين والأفكار المقترحة.
وتابع «هناك أجيال تطلب توفير فرص حياة أفضل لها من خلال إيجاد حلول بحجم التحديات التي سيتحملها الجميع، وخلاصة الشغل هو الترتيب لأجندة العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة»، مضيفًا «أنا صريح وواضح، وهدفنا أن البلد دي تعيش وتكبر، وبكره تشوفوا البلد دي هتعيش وتكبر إزاي».
وذكر السيسي، خلال اللقاء، أن إنتاج أي سلعة استراتجية عليها عرض وطلب، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تدخلت كطرف في السوق للعمل على كبح الأسعار، مشددًا على أن الدولة تتدخل لضبط الأسعار.
وعلى صعيد آخر، دعا الرئيس، الشباب إلى المشاركة في الانتخابات المحلية والمساهمة في تنمية مصر، مؤكدًا أن الشباب المصري حريص على أداء دوره.
وقام السيسي بتدوين الأطروحات التي عرضها شباب البرنامج الرئاسي خلال نموذج محاكاة للتحديات التي تواجه الدولة المصرية، حيث حضر الجلسة عدد من الوزراء بالحكومة الحالية ووزراء ونواب برلمان من طلاب البرنامج الرئاسي كنموذج محاكاة لكل وزير مسؤول عن الموضوع الذي تمت مناقشته وتعقيب نواب البرلمان، بجانب ورشة عمل الاقتصاد.
وقال الرئيس إن المحافظ هو رئيس الجمهورية في محافظته .
وقال الرئيس، إن هناك إشكالية كبيرة في القرارات التي تم اتخاذها خلال السنوات الخمس الماضية، التي زادت العبء على الدولة، مؤكدًا أن المرتبات ارتفعت بقيمة 150 مليار جنيه.
وأكد، خلال كلمته بورشة عمل نموذج محاكاة للدولة المصرية، المنعقد بفندق الماسة بمدينة نصر، أن الأجور الحكومية ستصل لـ600 مليار جنيه خلال السنوات الأربع المقبلة، وهو ما سيضاف للدين الداخلي.
وأشار الرئيس إلى أن الأنظمة السابقة أخطأت عندما قدمت الدعم لغير مستحقيه، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على تشكيل قاعدة بيانات لتصحيح مسار الدعم.
وقال السيسي إن الرواتب ارتفعت بشكل كبير بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهو ما أثر على الاقتصاد بشكل ملحوظ، إضافة إلى الوقفات الاحتجاجية التي يجب التعامل معها بشكل من المنطق ـ على حد قوله.
وقال الرئيس، إنه يسعى لبناء كتلة شبابية ضخمة تتبوأ مكانة كبيرة في المجتمع مستقبلًا، مؤكدًا أن نظام محاكاة الحكومة الشبابية الذي ينظمه البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة هو من أدق الأساليب التي تلعب دور المؤسسات بشكل عملي وليس نظري.
ووجه السيسي، الشكر لشباب البرنامج، مؤكدًا أن الشعب المصري ينتظر منهم دورًا فعالًا في المستقبل.
وأشار الرئيس إلى أنه تابع خلال عرض حكومة الشباب أننا بحاجة لتنفيذ هذا المشروع بشكل أكبر، نظرًا لوجود إشكالية في الوعي المجتمعي، مؤكدًا على ضرورة توصيل رسائل مؤسسات الدولة بشكل جيد للمجتمع والرأي العام، موضحًا أن إشكالية قضايا الدولة كافة في مدى قبول الشارع للحلول التي تتخذها الدولة.
وأكد الرئيس أن التحدي الحقيقي الذى يواجهنا حاليا يكمن في تعزيز جسر الثقة بين الحكومة والرأي العام، منوها بأن المصريين الذين يحبون وطنهم قادرون على تحدى الصعاب.
وقال الرئيس السيسي “إن الدولة لن يمكنها تحقيق الأهداف المرجوة دون العمل مع الرأي العام، مشددا على أن الإشكالية لا تكمن في طرح الحل، ولكن في قبول الرأي العام لذلك الحل”.
وأوضح أن التحدي الرئيسى الذى يجابه مصر ليس الإجراءات، ولكن مدى قبول المجتمع والرأى العام له، لافتا إلى أن دولا كثيرة وضعت حلولا للمشكلات الاقتصادية كالدعم.
وأضاف أن الإشكالية تكمن في إذا ما كان الرأي العام لديه الاستعداد أو قدر من المعرفة لقبول الإجراءات التي قد تكون صعبة أو قاسية، مؤكدا أن المصريين محبون لوطنهم وقادرن على تحدى الصعاب، إلا أنهم مشغولون بحياتهم اليومية، ولذلك يجب أن تتاح لهم قدرا من المعرفة بشأن الإجراءات المطلوب اتخاذها لتجاوز الصعاب.
المصدر: وكالات
