غادر الرئيس عبدالفتاح السيسى العاصمة الإندونيسية، جاكرتا عائدا إلى البلاد، مختتما جولته الآسيوية، التى استغرقت أسبوعا، وشملت سنغافورة والصين وإندونيسيا، التى أجرى خلالها مباحثات مهمة مع زعماء تلك الدول حول سبل تعزيز التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية.
وتناولت مباحثات السيسى مع نظيره الإندونيسى جوكو ويدودو، دعم التنسيق المشترك لمواجهة التطرف والإرهاب وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وزيادة الاستثمارات ومواجهة المشكلات التى تعصف بالعديد من دول منطقة الشرق الأوسط، ووجه السيسى دعوة لنظيره الإندونيسى لزيارة مصر.
وأجرى الرئيس قبل مغادرته للعاصمة الإندونيسية محادثات مع سكرتير عام رابطة جنوب شرق أسيا «آسيان»، لى لونج مينه قبل مغادرته جاكرتا.
وتناولت المباحثات بين الرئيس وسكرتير عام «آسيان» سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والدول الأعضاء فى الرابطة التى تأسست فى أغسطس 1967 وتتخذ من جاكرتا مقرا لها.
وتضم الرابطة إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وبروناى والفلبين وكمبوديا وميانمار وفيتنام ولاوس، وتسعى الرابطة، التى أنشأت آلية لفض المنازعات سلميا بين أعضائها إلى تدعيم التعاون السياسى والاقتصادى مع الكيانات والقوى الاقتصادية الأخرى، مثل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة والصين والهند.
واستوعبت دول الرابطة التجربة الناجمة عن الأزمة المالية الآسيوية عام 1998، حيث سعت تلك الدول إلى تعزيز النمو الاقتصادى المرتكز على معدلات الطلب القوى بدرجة أكبر من الصادرات لتفادى التأثيرات السلبية الناجمة عن الأزمات المالية الدولية وإقامة منطقة حرة للتجارة مع الصين – ثانى أكبر اقتصاد فى العالم – والتى تعد الأكبر على المستوى العالمى لأنها تضم نحو 1.9 مليار مستهلك، وقوى اقتصادية كبرى مثل إندونيسيا والصين وماليزيا وغيرها.
ووضع الرئيس إكليلا من الزهور على المقبرة الوطنية لأبطال كاليباتا العسكرية بجنوب جاكرتا، قبيل اختتام جولته الآسيوية. وتضم المقبرة جثامين أكثر من 7 آلاف جندى وضابط إندونيسى قتلوا خلال حرب الاستقلال عن الاحتلال الهولندى لإندونيسيا الذى استمر 350 عاما.
وتضم المقبرة أيضا جثامين عسكريين يابانيين مكثوا بمحض إرادتهم بإندونيسيا عقب الحرب العالمية الثانية وشاركوا إلى جانب الإندونيسيين فى حرب الاستقلال ودفنوا على الأراضى الإندونيسية.
وأبرزت وسائل الإعلام الإندونيسية مباحثات السيسى مع نظيره الإندونيسى التى تناولت سبل تعزيز التعاون فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية ومكافحة الإرهاب والتطرف.
وذكرت صحيفة «جاكرتا بوست» أن زيارة السيسى إلى جاكرتا ستعزز التقارب المصرى الإندونيسى لمواجهة التطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ونقلت عن السيسى قوله إن مصر توفر الحماية لجميع الرعايا المقيمين على أراضيها.
وقالت صحيفة «كومباس» الإندونيسية: «زيارة السيسى التى تعد أول زيارة لرئيس مصرى منذ عام 1983 ستدعم التنسيق المصرى الإندونيسى فى المحافل الدولية، ومصر وإندونيسيا ترتبطان بعلاقات وثيقة فى جميع المجالات وساهمتا بفاعلية فى دفع العمل المشترك داخل حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامى والأمم المتحدة».
وذكرت صحيفة «كوران تيمبو» أن المباحثات التى أجراها السيسى ونظيره الإندونيسى تشكل بداية قوية لاستئناف التعاون والمشاورات المصرية على أعلى المستويات.
وقالت قناة «ميترو تى فى»، الإندونيسية: «زيارة السيسى إلى إندونيسيا تجسد حرص البلدين على تعزيز التعاون لخدمة القضايا الإقليمية والإسلامية».
وأضافت: «مصر تلعب دورا مهما على الساحتين العربية والأفريقية، والزيارة ستسهم فى تعزيز التوجه الإندونيسى بشأن دعم العلاقات مع العالم العربى والقارة الأفريقية».
المصدر: وكالات
