عرب الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الخميس عن تقديره العميق للجهود التي تبذلها القوات المسلحة وأجهزتها الاستخباراتية في مواجهة الإرهاب سواء من حيث التضحيات في الأنفس أو حجم الجهود المبذولة في الرصد والتتبع أو من خلال الأموال التي تنفق لتأمين مصر وحدودها وتوفير حياة آمنة كريمة للشعب المصري.
وجاءت تصريحات الرئيس خلال مشاركته اليوم فى الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التى تنظمها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية تحت عنوان “مجابهة الإرهاب – إرادة أمة”، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، والسادة وزراء الدفاع والإنتاج الحربي والداخلية وعدد من الوزراء، بالإضافة إلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى العديد من الاعلاميين والشخصيات العامة.
وقد تحدث الرئيس فى عدة مناسبات خلال الندوة، حيث أكد أهمية تفهم المصريين لخطورة ما يمثله الإرهاب من وسيلة لتدمير للدول، مشيراً إلى الأضرار التي لحقت بعدة دول في المنطقة بسبب انتشار التنظيمات الإرهابية، كما أكد الرئيس في هذا الإطار على قدسية المهمة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة في التصدي للإرهاب، لافتاً إلى دورهم في حماية الشعب والدولة من التشرذم وانتشار الفكر المتطرف، وأضاف سيادته أن مصر تحارب الإرهاب منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أن يشعر بها أحد، منوهاً إلى حرص الدولة على المضي قدماً في مسيرة التنمية بالتوازى مع جهود مكافحة الإرهاب، وهو ما يعد بمثابة الحرب على جبهتين؛ واحدة من أجل البناء والتعمير، والثانية من أجل حماية الوطن والقضاء على الإرهاب.
وقد وجه الرئيس حديثه إلى رجال القوات المسلحة والشرطة مشيداً بما يقومون به من دور مقدس ومشرف في حماية شعب مصر وعدم السماح بترويع أبنائه، وأكد سيادته أن ولاء أبناء القوات المسلحة والشرطة لمصر وشعبها فقط بدون أي ولاءات أو انتماءات أخرى.
وقال السيسي “إن القوات المسلحة بما فيها القوات الجوية تتابع على مدار 24 ساعة تأمين 1200 كم على طول الحدود الغربية مع ليبيا ومساحات شاسعة على الحدود الجنوبية والوضع في سيناء”..مؤكدا على أن الجيش المصري يتعامل مع هذه المهمة الجسيمة بكفاءة وشرف لأنها معركة شريفة يدفع ثمنها أبناء مصر من رجال الجيش والشرطة.
وأضاف “إن كل هذه الجهود والتضحيات لتأمين مصر وتوفير الأمن لشعبها داخل حدود أمنة مستقرة لا يعرف أحد شيء عنها .. وضرب مثالا في ذلك بعمليات الرصد الالكتروني مبرزا حجم الجهود التي تبذل في هذا المجال التكنولوجي فائق التطور لرصد الإرهابيين واستهدافهم قبل قيامهم بإزهاق أرواح المصريين دون سقوط ضحايا أبرياء”.
وكشف الرئيس عن أنه “طُلب منه منذ أكثر من أربع سنوات السماح بدخول فئات بتوجهات معينة إلى الكليات العسكرية، مؤكداً على أنه واجه هذا الطلب بالرفض التام، ومضيفاً أنه لن يسمح لأحد بالالتحاق بالقوات المسلحة إلا إذا كان انتماؤه خالصاً لمصر، لا سيما وأن الحاق أشخاص بانتماءات معينة في مؤسسات الدولة سيؤثر سلباً على منظورهم للمصلحة الوطنية”.
كما ذكر السيد أن مصر ملتزمة على مدار الثلاثة عقود الماضية بمبدأ استبعاد كل من يثبت انتماؤه لتوجه معين، مشيراً إلى أن هذه العقيدة هي التي ساهمت في الحفاظ على جيش مصر وقدرته على الدفاع عنها وعن الشعب المصرى. وتناول السيد الرئيس كذلك خلال مداخلاته المخططات التي يسعى إلى تنفيذها أهل الشر للنيل من مصر وتدمير الدولة، حيث استعرض سيادته الجهود المصرية خلال السنوات الماضية للتصدى للإرهاب وتدعيم أركان الدولة.
ونبه إلى أن الدول التي تقع في براثن الإرهاب لا تعرف متى ستعود دولة مرة ثانية..منوها بأن القوات المسلحة تمكنت من تأمين حدود الدولة المصرية الشاسعة دون تحميل ميزانية الدولة أية نفقات إضافية كما أنها استوعبت جيدا درس حرب 67 بالاعتماد على نفسها.
وقال السيسي “إن القوات المسلحة لن تعود مجددا لفترة توفير الدعم والمساعدات من خلال الجولات الخارجية”..معربا في الوقت ذاته عن تقديره للجهود التي بذلت في هذا الإطار وخلال هذه المرحلة من تاريخ مصر.
وقال السيسي “إن اعتماد الجيش على نفسه جعله قادرا على إنفاق أموال ضخمة لتأمين الدولة المصرية وهو ما جعل العالم يتعجب ويتساءل كيف يحارب المصريون الإرهاب بكل هذه القوة ويبنبون بلدهم في نفس التوقيت؟”..محذرا من أن هذا الإعجاز الذي يحدث على أرض مصر هو الذي سيضعها دائما في بؤرة الاستهداف.
وأضاف “نحن مستعدون لمواجهة أي تحد مهما عظم شأنه طالما حافظ المصريون على أهم تحد وهو الحفاظ على وحدتهم وظلوا على قلب رجل واحد” معتبرا كل شهيد هو ابن له.
ونوه السيسي بأن الشعب المصري اختار أن يحمي بلده بمقتضى ثورة 30 يونيو .. وأن رجال القوات المسلحة والشرطة يتلقون النار والرصاص بصدورهم بكل شجاعة وجسارة لتحقيق خيار الشعب.
وأكد الرئيس السيسي على الدور الهام الذى تقوم به وسائل الإعلام والإعلاميين في معركة الدفاع عن مصر، وأشار كذلك إلى أن التطورات السياسة التي مرت بها مصر على مدار السنوات الست الماضية كان لها تأثير كبير على مؤسسات الدولة، مشدداً على ضرورة تعزيز الوحدة والتكاتف وعدم الالتفات إلى مزاعم التشكيك وزعزعة الصف حتى يمكن التغلب ما تواجهه الدولة من تحديات، لا سيما وأن تلك التحديات تعد أكبر من قدرة اى من مؤسسات الدولة على مواجهتها، في حين أن إرادة الشعب المصرى هي فقط الوحيدة القادرة على التصدي لها، فوعى الشعب المصرى هو الأمل في تخطى ما تواجهه مصر من صعوبات، ودعا السيد الرئيس إلى أهمية الحفاظ على الدولة مثمناً ما تحلى به المصريون من وعى وإدراك للصعوبات القائمة، ومستشهداً بقدرة الشعب المصرى على تحمل نتائج القرارات الاقتصادية الأخيرة رغم ما صاحبها من صعوبات، إدراكاً منه بأنها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر.
وقد وجه الرئيس الشكر والتقدير والتحية إلى كل ضابط وصف ضابط وجندى يقوم بمهمة وطنية، مؤكداً على أن الشعب المصرى لا يعلم حجم جهود القوات المسلحة في محاربة الإرهاب، وأشار السيد الرئيس إلى أن معركة كمين الرفاعى في شمال سيناء التي وقعت خلال شهر يوليو 2015 كانت فاصلة في الحرب ضد الإرهاب، حيث أحبطت محاولة إعلان ولاية سيناء من جانب التنظيمات الإرهابية، وأشار سيادته إلى أن حجم الخسائر والقتلى بين صفوف الإرهابيين والتدمير الذى صاحب تلك المعركة عكسوا بوضوح محورية وأهمية تلك المعركة، وشدد سيادته على أن الدولة ستواصل جهودها في التصدي للإرهاب واقتلاع جذوره، موجهاً في هذا الصدد كل التحية والتقدير والاحترام لأمهات الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأنفسهم وأجسادهم للزود عن باقى الشعب المصرى.
وتابع “إن تعامل الأجهزة في مجال الرصد والتتبع والاستهداف يتسم بمنتهى الدقة والحرص فعندما يتم على سيبل المثال رصد سيارة الكترونيا يوجد بها إرهابيون – خاصة إذا ما كانت هذه السيارة تقف أو تسير بجوار مجمع سيارات يتواجد به مواطنون أبرياء – فإن التعامل معها واستهدافها يكون بحرص شديد حتى لا ينزل الضرر بأي مواطن مصري يسير بالقرب منها”.
وقال السيسي “لولا كل هذه الجهود وتوفير البنية التحتية واللوجيستية وأجهزة الرصد اللازمة وخاصة الرجال المؤهلين القائمين على ذلك ؛ لتحولت مصر مثل أفغانستان التي تعاني منذ 40 سنة من الإرهاب أو الصومال الشقيق الذي يدور في فلك الإرهاب منذ 25 عاما”.
وكاند الرئيس قد شاهد خلال الندوة فيلماً تسجيلياً بعنوان “حرب وجود” حول الجهود المبذولة من القوات المسلحة والشرطة لمواجهة الإرهاب فى سيناء، كما استمع سيادته إلى مداخلات من كل من الداعية الإسلامي/ الحبيب على الجعفرى والدكتور/ عبد المنعم السعيد، فضلاً عن الرائد/ كريم بدر أحد أبطال معركة كمين “الرفاعى” بالشيخ زويد، ووالدة احد شهداء المعركة الملازم أول/ محمد أحمد عبده. كما استمع السيد الرئيس الى عرض قدمه اللواء محمد فرج الشحات مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع حول الجهود المبذولة لمكافحة الاٍرهاب على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)