دخلت هدنة وقف إطلاق النار في السودان لمدة 7 أيام حيز التنفيذ، بهدف السماح بتوصيل المساعدات.
وفي وقت سابق، أفاد شهود بأن الجيش السوداني شن ضربات جوية في العاصمة الخرطوم، فيما يسعى لتحقيق مكاسب أمام قوات الدعم السريع قبل ساعات من بدء سريان وقف لإطلاق النار.
وأفاد شهود بأن الجيش نفذ أيضًا ضربات جوية، مساء الأحد، استهدفت مركبات من وحدات متنقلة تابعة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية المنتشرة في مناطق سكنية بالعاصمة منذ اندلاع الصراع بين الطرفين في 15 أبريل.
وقال الجانبان إنهما سيلتزمان بوقف إطلاق النار الذي بدأ الساعة 21:45 بالتوقيت المحلي «19:45 بتوقيت جرينتش».
ورغم استمرار القتال خلال اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار، فهذه هي الهدنة الأولى التي يجري الاتفاق عليها رسميًا بعد إجراء مفاوضات.
يشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع بالإضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة.
وأحيا الاتفاق الآمال في توقف الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألفًا فروا إلى الدول المجاورة، مما يهدد بزعزعة استقرار المنطقة المضطربة بالفعل.
من ناحيته، قال قائد قوات الدعم السريع بالسودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن قواته لن تتراجع حتى تنهي «انقلاب» الجيش، حسب تعبيره.
وفي بداية رسالة صوتيه، نشرها عبر حسابه على تويتر، وصفحته على فيسبوك، توجه دقلو بالتحية للشعب السوداني، وقال: «نعجب على حال البلد الذي وصلت إليه بسبب من صفهم بـ”الانقلابيين” و”الإرهابيين”».
وأضاف: «تحية للملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، لجهودهما من أجل الشعب السوداني، والشكر لجميع الدول الشقيقة والصديقة على تضامنها مع الشعب السوداني، ونهنئ المملكة السعودية على نجاح قمة جدة ونشيد بمخرجاتها، والتحية لجميع القادة العرب للاهتمام بالشعب السوداني، كما أشيد بالدول الإفريقية الشقيقة والاتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيقاد، التحية لأشاوس قوات الدعم السريع على صبرهم وتضحياتهم في القتال».
وتابع: «نهنئ جميع أفراد قوات الدعم السريع والشعب السوداني على انتصاراته الأخيرة»، وقال: «نوجه جميع قواتنا الباسلة لمضاعفة الجهود في محاربة المتفلتين وضبط الأمن».
وأكد دقلو الحرص على سلامة السودان وشعبه، وأن الحرب الحالية فرضت عليهم، كما أكد أن «قادة النظام البائد المتطرف» مع «قادة الانقلاب» خططوا لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي، حسب قوله.
وقال إن «قوات الدعم السريع ليس لديها عداء مع القوات المسلحة، وأن المشكلة الأساسية مع الذين اختطفوا قرار القوات المسلحة».
ودعا دقلو «الشعب السوداني للوحدة ونبذ الخلافات وعدم الاستجابة لدعوات “المتطرفين” و”الإرهابيين”».
وشدد على «تمسك قوات الدعم السريع باستعادة التحول الديمقراطي وإنهاء الحلقة الشريرة التي دمرت السودان»، منوها بأن «”الانقلابيين” يريدون تكرار تجربة الـ30 عاما الماضية، ونحن ندين قصف المدنيين والمستشفيات والمصانع وباقي البنية التحتية بالطائرات والمدافع الثقيلة ونترحم على الأرواح البريئة التي فقدناها، وندعو الشعب السوداني إلى الانتباه إلى مخططات الفلول وحملات التضليل التي تهدف إلى توسيع دائرة الحرب».
وقال دقلو: «لن نتراجع إلا بإنهاء هذا “الانقلاب”، ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، والعودة إلى المسار الديمقراطي»، مضيفا: «نؤكد احترامنا لكل القوانين الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان، لذلك نعامل أسرى “الانقلابيين” بشكل يليق بالإنسانية».
وواصل بالقول: «نبذل جهدا كبيرا لصيانة وإعادة تشغيل جميع المؤسسات الخدمية مثل الكهرباء والمياه والمستشفيات»، مضيفا: «نؤكد احترامنا لجميع الأديان السماوية، وندين التعدي على الكنائس من قبل “الانقلابيين” ومحاولة تلفيق التهمة لقواتنا الباسلة.. نحترم حرية الإعلام وندعو جميع وسائل الإعلام إلى تحري المصداقية والشفافية في نقل المعلومات».
وأكد دقلو أن «الفوضى العارمة هي من ضمن مخطط “الانقلابيين” ومثال على ذلك إطلاق سراح المساجين في جميع سجون ولاية الخرطوم بمن فيهم قادة النظام البائد».
المصدر: وكالات
