بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية جوزيف عون بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم فرنسا لبنان، وكان فى استقباله بالمطار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى، والسفير الفرنسي فى لبنان هيرفيه ماجرو، في زيارة هى الأولى منذ 2020.
وعقد ماكرون وميقاتى اجتماعاً ثنائياً استمر نحو 45 دقيقة، وقال ماكرون فى نهايته للصحفيين “أنا سعيد لوجودي فى لبنان الذي دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن امتنانى وتقديرى للرئيس ميقاتى وللمهمة التى قام بها على مدى أعوام لخدمة الجميع فى لبنان، لا سيما خلال المرحلة الصعبة جداً بسبب الحرب الأخيرة. وجهت إليه رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضوى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار”.
ومنذ الهدنة التى توسطت فيها فرنسا والولايات المتحدة فى نوفمبر الماضي، بين إسرائيل وجماعة “حزب الله”، لعبت باريس دوراً فى المساعدة فى كسر الجمود السياسى فى لبنان.
وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية في إفادة للصحفيين قبل الرحلة إن الهدف هو “التأكيد على أهمية سيادة لبنان، ومساعدته على تحقيق إصلاحات اقتصادية هيكلية من شأنها استعادة الثقة الدولية وضمان وجود حكومة موحدة قادرة على تحقيق التغيير”.
وبدوره، قال ميقاتي بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي في المطار “تحدثنا عن الأوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، اقتصادياً وفي مجال إعادة الإعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس (ماكرون) متفهماً للأوضاع اللبنانية، واعداً بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة”، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
ورداً على سؤال عن النية الفرنسية لتأمين الدعم للبنان، قال ميقاتي “الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي عُقد في باريس لدعم الجيش وإغاثة النازحين. الرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة إعمار الجنوب، ويمكن للجنوب المساهمة فيه”.
وعما إذا كان البحث تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، قال ميقاتي “الاجتماع الأول الذي سيعقده ماكرون هو مع الضابطين الأميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف إطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا ماكرون في اجتماع بعبدا (القصر الرئاسي) عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء. وأعتقد أن الأمور تسير باتجاه اتمام الانسحاب في الوقت المحدد”.
وتابع “موضوع الخروق الإسرائيلية تتم متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بأن تنتهي الخروقات مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً نهاية الشهر الحالي. نتمنى أن يحصل ذلك وأن تكون الوعود في مكانها الصحيح”.
وبشأن ما إذا كان الجانب الفرنسي يمكن أن يضمن الانسحاب الإسرائيلي، أجاب ميقاتي “لم نتحدث في هذا الموضوع مع الرئيس ماكرون، والجانبان الفرنسي والأميركي يتابعان هذا الملف. أؤكد مجدداً أن الرئيس ماكرون يشدد على أهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه”.
جدول زيارة ماكرون
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي يزور لبنان مع ماكرون، في البرلمان خلال مناقشة حول السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط: “خلال ثلاثة أشهر، ساعدنا لبنان على الانتقال من التصعيد إلى التعافي، وفتح صفحة جديدة من الأمل”.
وأضاف: “بفضل الدعم الشعبي والإجماع الداخلي الواسع والدعم الدولي، يمكن للسلطة التنفيذية اللبنانية الجديدة أن تعمل بشكل حاسم لاستعادة سيادة الدولة وإعادة بناء لبنان”.
وفي بيان صحافي صادر عن قصر الإليزيه، فإن زيارة ماكرون إلى بيروت تهدف إلى تأكيد التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدته، إذ سيهنئ ماكرون رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، لانتخابه رئيساً للبنان، وكذلك رئيس الوزراء المكلف نواف سلام.
ووفقاً للبيان، “سيجدد ماكرون تمنياته بالنجاح الكامل في مهمة تشكيل حكومة قوية، قادرة على الجمع بين كل مكونات لبنان المتنوعة، من أجل تنفيذ الإصلاحات الأساسية لنمو البلاد، والسماح بعودة الازدهار لجميع اللبنانيين وكذلك استعادة أمن لبنان وسيادته في جميع أنحاء أراضيه”.
المصدر: وكالات

