أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، تدشين الإتاحة الإلكترونية لمتحدي الإعاقة على كل المواقع الإلكترونية الحكومية.
وقال السيسي، خلال المؤتمر والمعرض الدولي السنوي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات الحياة المختلفة، إنه تم إنشاء المركز التقني لخدمات احتياجات ذوي الإعاقة كوسيط للتواصل بين ذوي الاحتاجات الخاصة وسوق العمل ما يعكس حرص
كما أعلن الرئيس عن إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لأشخاص لمتحدي الإعاقة؛ لتصبح مركزًا إقليمًا لتدريب ذوي الاحتياجات والإعاقة فى المنطقة وإفريقيا.
كان الرئيس السيسي شهد ،اليوم الاثنين انطلاق المؤتمر الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة .
ويهدف المؤتمر الذي يأتي تحت شعار “دمج، تمكين، مشاركة”، إلى دعم وتمكين الاشخاص ذوي الإعاقة من خلال أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كافة مجالات الحياة.
وأشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت فى كلمته أمام المؤتمر أن الوزارة قامت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بتقديم الدعم التكنولوجي بالأجهزة وتطبيقات التكنولوجيا المساعدة المتخصصة لـ 600 مدرسة للتربية الخاصة والدمج وتدريب ما يقرب من 29 ألف معلم من معلمي التربية الخاصة والدمج.
وعقب كلمة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان ” خطوة على الطريق” ، حيث تناول الفيلم تطبيقات التكنولوجيا لخدمة الأشخاص متحدي الإعاقة.
وأوضح الفيلم أن هذه التطبيقات تتمثل في تطبيق ” منصة بصيرة التعليمية” و” تيسيير الخدمات الحكومية” بالإضافة إلى استخدام النظارة الذكية لخدمة المعاقين سمعيا وهي وسيط بصري للتنبيهات الصوتية، وتطبيق ” أنا شايف” وهو عبارة عن وسيلة سمعية للتعرف على الفئات النقدية.
وعرض الفيلم تطبيق ” القاموس الإلكتروني للغة الإشارة الموحدة” ويعمل على توحيد لغة الإشارة في جميع مدارس العلم، فضلا عن تطبيق ” تحويل المناهج التعليمية إلى برامج تفاعلية” وهو أسلوب تعليمي متطور لخدمة المعاقين ذهنيا ، وتطبيق “اصنع بنفسك” لتعليم المشغولات الجلدية بلغة الإشارة ، وتطبيق ” تأهيل الاشخاص ذوي الإعاقة للعمل.
ومن جانبه .. أعرب سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر إيفان سوركوش عن سعادته وفخره بالمشاركة في المؤتمر الدولي السنوي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمتحدي الإعاقة .
وأضاف سوركوش أن الاتحاد الأوروبي ينفذ الكثير من البرامج التكنولوجية المساعدة للبحث والإبداع والدمج ، لوصول التكنولوجيا لمتحدي الإعاقة ، مشيرا إلى أن مصر والاتحاد الأوروبي لديهم تعاون طويل في مجال البحث والإبداع .
وأعلن سفير الاتحاد الاوروبي عن دعم الاتحاد ومنظمة اليونيسيف ووزارة التعليم والمجلس القومي للطفولة والأمومة من خلال برنامج يشمل زيادة أعداد من يلتحق بالتعليم وحماية الأفراد المعرضين للخطر في مصر بمبلغ 36 مليون يورو .. كما يشمل البرنامج دمج الأطفال ذوي الإعاقة في نظام التعليم .
من جانبها قامت منة الله مجدي محمد إحدى متحدى الإعاقة وإحدى المكرمات في المبادرة الرئاسية للتدريب والتوظيف، بعرض اليعض من النماذج المشرفة والملهمة التي استطاعت مواجهة الصعاب والتحديات ليثبتوا أن الثقة في الله واليقين والإرادة أساس أي إنجاز مع الأخذ بالأسباب ودور التكنولوجيا والعلم في مساعدة متحدي الإعاقة لجعلهم قادرين على الاندماج في المجتمع بشكل إيجابي.
بدوره قال طارق حسام الدين مهندس شبكات في إحدى شركات الاتصالات، إنه استطاع التغلب على الصعاب التي واجهته نتيجة إصابته بشلل رباعي بعد تعرضه لحادثة، مبينا أنه اخترع أداة للكتابة على لوحة المفاتيح والتي تم تسجيلها باسمه في ألمانيا لتسهيل الكتابة للأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أنه استطاع عمل نظام خاص للتحكم في الأجهزة المنزلية عن طريق الهاتف المحمول وعمل أنظمة أمان داخل المنزل، لافتا إلى أنه عمل على تطوير هذا النظام للعمل عن طريق الأوامر الصوتية لتسهيل الحياة اليومية على متحدي الإعاقة.
وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان ” منزلي” ، حيث تناول الفيلم شرحا مبسطا عن منزل المهندس طارق وكيفية استخدامه للتكنولوجيا في حياته اليومية، وعرض الفيلم الأدوات المستخدمة في التحكم والإنارة وأدوات التدريب وأدوات الطعام والسرير الكهربائي فضلا عن نظام التشغيل الآلي وآدوات الكتابة ومستشعر الحركة.
كما كرم الرئيس السيسي عددا من عددا من النماذج المشرفة من ذوى الاحتياجات الخاصة قبل أن يلقى كلمته أمام الحضور.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن لقائنا اليوم – يعد تأكيداً لإرادة الدولة والتزامها بتوظيف واستغلال جميع إمكانياتها البشرية، من أجل إقامة مجتمع ينعم فيه مختلف أبنائه بفرص متساوية للحياة الكريمة، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة من خلال تطبيق أحدث التكنولوجيات العالمية.
وأضاف الرئيس السيسي خلال كلمة له بالمؤتمر أن هذا اللقاء يأتي تتويجاً لمثابرة وطموح أبناء هذا الشعب العظيم، الذين جسدوا بإرادتهم وجهدهم مثلاً يحتذى به، ودليلاً قاطعاً على أن الإبداع لا يعوقه إلا الاستسلام واليأس.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس
السيدات والسادة،
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني أن أتحدث إليكم اليوم، في هذا اللقاء الذي يجمع أبناء الوطن الواحد الطامحين في غد أفضل لهم ولمصرنا الغالية.
إن لقائنا اليوم يُعد تأكيداً لإرادة الدولة والتزامها بتوظيف واستغلال جميع إمكانياتها البشرية، من أجل إقامة مجتمع ينعم فيه مختلف أبنائه بفرص متساوية للحياة الكريمة، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة من خلال تطبيق أحدث التكنولوجيات العالمية.
كما أنه يأتي تتويجاً لمثابرة وطموح أبناء هذا الشعب العظيم، الذين جسدوا بإرادتهم وجهدهم مثلاً يحتذى به، ودليلاً قاطعاً على أن الإبداع لا يعوقه إلا الاستسلام واليأس.
السيدات والسادة،
إن مصر تضع دائماً الاستثمار في بناء الإنسان على رأس أولوياتها؛ ولهذا تم اتخاذ خطوات حثيثة لتعظيم الاستفادة من الطاقات الكبيرة لأبناء الوطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فجاء دستور 2014 ليكفل لهم حقوقاً غير مسبوقة، وجاء تمثيلهم في البرلمان تمثيلاً مشرفاً يتيح لهم ممارسة جزء من حقوقهم، بالإضافة إلى إعلان عام 2018 عاماً لذوي الإعاقة والذي شهد إقرار قانون خاص بهم، وذلك جنباً إلى جنب مع توجيه مجهودات مؤسسات الدولة المختلفة من أجل العمل على إدماجهم في استراتيجياتها للتنمية.
إن ما نشهده اليوم من صورة مشرقة لاستخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إزالة مختلف العقبات أمام ذوي الاحتياجات الخاصة؛ يعد أحد ثمار عمل دؤوب لتنفيذ المبادرة التي تم إطلاقها منذ عامين لدمجهم وتمكينهم باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، واتفاقية الأمم المتحدة ذات الصلة.
ولعل فوز مصر ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالعديد من الجوائز الدولية في مجال استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، يعكس التقدير الدولي لسياسات مصر الداعمة لمبادئ حقوق الإنسان، والتزامها بتعهداتها الدولية بما يمكنها من الريادة الإقليمية في هذا المجال، وهو ما يدفعنا إلى تسخير الإمكانيات للسعي نحو تحويل مصر إلى مركز لتصنيع التكنولوجيا المساعدة، وتصديرها إلى المنطقة العربية وإفريقيا.
الأخوة والأخوات
إننا نتطلع إلى مجتمع يتساوى أبناؤه في ممارسة الحقوق وأداء الواجبات، ولا سبيل لتحقيق ذلك دون استخدام التكنولوجيا المساعدة، فهي الجسر الذي يعبر بنا للوصول إلى نموذج واقعي قابل للتطبيق؛ وهو ما ظهر اليوم جلياً في ابتكارات الشباب في معرض “التكنولوجيا المساعدة”، وما تضمن من تجارب ناجحة قدمها لنا أبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
إن هذه النجاحات تزيدنا ثقة في أننا على الطريق الصحيح، كما تدل على اتباع الدولة للأسلوب العلمي في التعامل مع احتياجاتهم.
ومن هنا، أؤكد أن الحكومة المصرية ستبذل المزيد من الجهد، لخلق بيئة ملائمة لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يطلقون من خلالها العنان لإبداعاتهم، وتمكنهم من التفاعل مع نواح الحياة المختلفة؛ ومن هذا المنطلق أعلن عن تدشين “مبادرة الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية” التي تهدف إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على الخدمات المقدمة على “مواقع إلكترونية عالية الإتاحة التكنولوجية” للجهات الحكومية باستقلالية تامة، والنفاذ إلى المعلومات اللازمة بشكل ميسر.
كما أعلن عن إنشاء “المركز التقني لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة” كأول مركز من نوعه في أفريقيا، والذي يتيح استخدام التكنولوجيات المساعدة المناسبة كوسيط للتواصل عبر الهواتف لذوي صعوبات السمع والتخاطب.
السيدات والسادة
إن ما رأيته اليوم يعبر وبكل صدق عن اجتهاد عقول مبدعة تسعى لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة في مجال دمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وانطلاقاً من حرص الدولة على تطوير المهارات الشخصية والمعرفية لأبنائها؛ أعلن عن إنشاء “الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة” وفقاً لأحدث معايير الجودة والتدريب لتصبح الأكاديمية فيما بعد مركزاً إقليمياً لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي وأفريقيا من أجل: بناء قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال برامج تدريبية عالية الإتاحة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تهدف إلى تأهيلهم للحصول على فرص عمل لائقة ومتنوعة، وتضمن لهم حرية الاختيار والاستقلالية في الأداء من خلال بيئة عمل مواتية.
وتقديم برامج تدريبية لتأهيل أفراد المجتمع من المتعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام تطبيقات التكنولوجيا المساعدة.
دعم الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة.
وأخيراً؛ تنمية وتحفيز الابتكار لدى الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أبنائي الأعزاء من ذوي الاحتياجات الخاصة
أتوجه لكم بالشكر والتقدير على رسائل الأمل التي بعثتموها اليوم في أنفسنا، بقدرتكم على التغلب على الصعاب التي تواجهكم وتحويلها إلى نقاط قوة، وأعدكم بأنه أمام صبركم ومثابرتكم؛ ستبذل الدولة بمختلف أجهزتها ومؤسساتها، قصارى جهدها لإنجاز مشروعات مختلفة تساهم في توفير حياة كريمة لكم، وتطور قدراتكم الكامنة، لنؤكد سوياً أن إرادة هذا الوطن، والتكامل بين أبنائه، هما الدافع القوي للانطلاق نحو المستقبل.
شعب مصر العظيم
لتتضافر جهودنا جميعاً، لتعزيز ثقافة حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعدهم على الاندماج الاجتماعي، كما أدعو وسائل الإعلام لتبني قضاياهم، وإبراز قصص نجاحهم وتحفيزهم على تخطي التحديات، والتفوق في مختلف المجالات.
تحيا مصر بشبابها المبدع، وبعزيمة وإصرار أبنائها…تحيا مصر …. تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.