أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء بمشاركة المجتمع المدني في مراحل مشروع بشاير الخير (1 و2 و3) بمحافظة الإسكندرية .. مؤكدا أن هناك جهدا كبيرا مبذولا من قبل رجال الأعمال ومن البنك الأهلي وصندوق تحيا مصر لخروج هذا المشروع إلى النور وأنه مازال هناك الحاجة للتمويل لاستكمال مراحله.
وسأل السيسي ، خلال افتتاحه المرحلة الثانية من المشروع محافظ الإسكندرية عبدالعزيز قنصوة عن التكلفة الإجمالية للمشروع بمراحله الثلاث ، حيث أجاب قنصوة بأنها تبلغ 9 مليارات جنيه.
وأعرب الرئيس عن رضاه بهذه التكلفة .. مشيرا إلى أن المجتمع المدني وتحيا مصر لن يتحملا المزيد من التكلفة خلال المرحلة المقبلة حيث تم توفير 600 مليون جنيه من ميزانية وزارة الإسكان.
وحث السيسي – في مداخلته – وزارة المالية والمحليات على متابعة العقود التي يتم إبرامها مع مدنيين والحرص على تحصيل الأموال دون الخوض في نزاعات وتوقيع وثيقة مؤمنة لتحديد حقوق كل طرف.
ومن جانبه .. قال اللواء أحمد العزازي رئيس الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية : إنه حصل على 200 مليون جنيه من وزارة الإسكان
وعقب السيسي قائلا : “إنه في حالة رغبتنا في الحصول على 3500 وحدة سكنية فإن التكلفة المتوقعة تتراوح ما بين 5 و6 مليارات جنيه”.
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على ضرورة تنفيذ آلية لإبرام عقود تحتوي على التزامات شديدة القسوة والانضباط ..قائلا :”إن كل قائد تعبوي موجود هنا وفي الجيوش وفي المناطق العسكرية مسؤولون مع مدير الأمن على تنفيذ ذلك الأمر مع المحافظ؛ لتحصيل حقوق الدولة من المنتفعين”.
وقال السيسي:”إنه لا يرضي الله أن يكسب المستأجر مئات الألوف والملايين بينما يضيع حق الدولة هذا لن يتم في أي مكان بمصر”..مضيفا:”إن هذا الأمر ينطبق على المحاجر وغيرها حيث تم صياغة قانون للمحاجر في الخمسينات والستينات وبالرغم من ذلك لم تدر مكاسب ؛ وذلك لعدم وجود حوكمة لهذا الموضوع إلا أننا بدأنا في علاج هذا القصور”.
وعقب الرئيس على ما جاء على لسان إحدى السيدات خلال الفيلم التسجيلي الذي تم إذاعته خلال الافتتاح والتي تحدثت خلاله عن صعوبة المعيشة في ظل إنجابها 6 أطفال ..قائلا : “إنه يتعين على كل مواطن التفكير جيدا في كيفية تدبير حياته قبل الإقدام على خطوة إنجاب عدد كبير من الأطفال ، فمسؤولية توفير الغذاء والمسكن والتعليم والتربية تقع على عاتقه في الأساس”.
وسأل الرئيس عبدالفتاح السيسي محافظ الإسكندرية عن الدخل الشهري للمحافظة ، أجاب قائلا :” الدخل الشهري المتوسط للمحافظة يبلغ حوالي 100 مليون جنيه (موارد ذاتية) بالإضافة إلى الموازنة العامة للدولة السنوية التي تبلغ 550 مليون جنيه”.
ووجه السيسي كلامه للمحافظ قائلا : “أنا لو مكانك سأحسب بالجنيه ما آخذه أو أنفقه ، لأن حوكمة إنفاقي على المحافظة سيساعدني على زيادة حجم الإنفاق تحقيق الاستفادة القصوى منه”.
وطالب الرئيس وزراء الكهرباء والبترول والمياه والإسكان بتوفير عدادات مسبوقة الدفع في كل منشأة جديدة يتم بناؤها وإرسال الموظفين على كل البيوت لقراءة العدادات..مشددا على ضرورة متابعة تحصيل الأموال المستحقة للدولة والالتزام بالعقود المبرمة معها فيما وجه باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الجهات غير الملتزمة بالعقود المبرمة مع الدولة.
وقال السيسي:”إن المنطقة الشمالية هي المسؤولة عن مشروع الحديقة الدولية ويتعين عليها استرداد 400 مليون جنيه بالإجراءات القانونية أو أن ننهي الحديقة ونقوم بعمل مشروع آخر محلها”.
وتابع : “في 2015 قام صندوق تحيا مصر بتقديم مليار جنيه لدعم شركات الرفع والصرف الصحي ولتعويض المزارعين، وقمنا برفع العوائق الموجودة في مسار الترع والمصارف ؛ وهذا معناه غياب للدولة في متابعة مرافقها”.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نيفين جامع الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ” إنه تم التنسيق مع اللواء أحمد العزازي رئيس الشعبية الهندسية للمنطقة العسكرية الشمالية، لزيارة منطقة “بشاير الخير 2 ” ، وتم مقابلة بعض المواطنين أصحاب المحلات هناك لاستعراض الأنشطة، وعرض الخدمات عليهم.
وأضافت نيفين أن الجهاز سيقدم لهم برنامجا خاصا لتمويل مشروعاتهم ، كما تم استعراض أنشطة 140 مواطنا سيتم تمويلهم ضمن مشروع “بشاير الخير 2” ، مشيرة الي أن هناك بعض الأنشطة غير المتوافقة مع شروط البيئة ، وسيتم إحلالها، وإتاحة التمويل لهم الذي سيشمل الآت ومعدات وأموال سائلة .
وأوضحت الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، أنه سيتم تقديم تمويل جميع الأنشطة التجارية والخدمية، بالإضافة إلى تقديم الكثير من التيسيرات في فترات السداد بما يتناسب مع تدفقات المشروع .
وقالت الدكتورة نيفين جامع أنه تم وضع برامج تمول مشروعات تبلغ تكلفتها 50 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه ، وبرامج أخرى تصل تكلفتها إلى 3 ملايين جنيه بفائدة تصل حوالى 5 % .
وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة متابعة العمل بكافة المرافق ، والتعامل مع المخالفات والتعديات..قائلا :”إن المحافظ والمسؤولين ومدير الأمن والداخلية والقوات المسلحة معنية بتحقيق الانضباط”.
وقال :”إذا كان يريد المواطنون دولة لها قيمة ومكانة فيتعين عليهم أن يتراجعوا عن الأخطاء التي اعتادوا عليها مسبقا ؛ حيث إن المنطق والموضوعية كانا غائبين في بلادنا منذ سنوات وهذا أمر غير مقبول أن نستمر في السير عليه ؛ وليس لأحد أن يجادل بأن الأمر أصبح معتادا منذ سنوات حتى لو كان الخطأ يتعلق بمخالفات عديدة”..مضيفا :”الحق حق وإن لم يتبعه أحد والباطل باطل وإن اتبعه الجميع”.
وشدد على أنه سيتم التعامل مع كافة المخالفات في منطقة (كينج مريوط) والعمل على إزالتها لكي تعود إلى ما كانت عليه أو أفضل من ذلك .. قائلا : “لا يوجد أي مواطن في الإسكندرية أو في مصر يقبل بالتعدي على مستقبل أولاده”.
ووجه الرئيس بالتعامل مع أي تجاوزات مع مرافق الدولة .. قائلا : “لن نقبل بالتعدي على مرافق الدولة أو التعامل معها بشكل غير مخطط”..مضيفا:”نحن كدولة ومسؤولين ومواطنين علينا التزام تجاه بلدنا وتجاه مستقبل أولادنا وأحفادنا وهذا الموضوع ليس فقط في الإسكندرية وإنما في القاهرة وكل محافظات الدولة”..متسائلا كيف تغارون على بلدكم ويوجد هذا الكم الكبير من هذه التجاوزات؟.
وأشار الرئيس في هذا الصدد إلى أن بحيرة المنزلة تحتاج إلى 30 مليار جنيه لكي تعود إلى سابق عهدها .. قائلا:”نحن لا نعمل لغد فقط ولكن للمستقبل البعيد”.
ووجه السيسي بعرض تقارير دورية منتظمة من محافظ الإسكندرية والمنطقة الشمالية والداخلية بشأن التجاوزات في المباني والإزالات في المحافظة .. مؤكدا أن ما تحدث فيه يعد أمنا قوميا ..مشيرا إلى أنه لو ترك الأمر بهذا الشكل ستدمر البلد.. مطالبا بتكاتف الأجهزة للوقف ضد هذه التجاوزات.
المصدر : أ ش أ
