قالت صحيفة الخليج الإماراتية فى افتتاحيتها اليوم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن الأسباب الحقيقية للحصار البحري والجوي لفنزويلا، والحشد العسكري غير المسبوق في البحر الكاريبي، والذي يتضمن أكبر حاملة طائرات في العالم (يو إس إس جيرالد فورد).
واشارت الصحيفة إلى أن ما قاله ترامب يتعارض في المطلق مع ما كان قد ردده مراراً بشأن الحرب على «إرهاب المخدرات» القادم من فنزويلا إلى الولايات المتحدة، رغم أن كل التقارير الدولية تؤكد أن ما نسبته ثلاثة في المئة من المخدرات مصدرها فنزويلا، والباقي من دول أخرى.
وبحسب الصحيفة فإن ترامب قد قال في معرض إعلانه عن فرض حصار شامل على نفط فنزويلا «إن فنزويلا محاصرة بالكامل بأكبر أسطول بحري تم حشده في تاريخ أمريكا الجنوبية، وهذا الأسطول سيزداد حجمه حتى تعيد فنزويلا كل النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقتها منا سابقاً، والتي يجب على الولايات المتحدة أن تسترجعها فوراً».
وبهذا المعنى فإن ترامب يعتبر النفط الفنزويلي نفطاً أمريكياً مسروقاً، وأن الأراضي الفنزويلية جزء من الأراضي الأمريكية، وبذلك يسقط كل كلام آخر عن المخدرات وعصابات الجريمة باعتباره غطاء للأهداف الحقيقية لهذا الحشد العسكري والتهديد بالتدخل البري.
وبعد هذا التصريح قال ترامب في مقابلة مع موقع «بوليتيكو» إن بقاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في السلطة «لن يطول لأنه غير شرعي»، ما يؤكد أن الهدف ليس المخدرات ولا العصابات، إنما نظام الحكم، والسيطرة على ثروات فنزويلا من نفط ومعادن.
وكانت البحرية الأمريكية احتجزت ناقلة نفط فنزويلية اتهمتها بأنها كانت تنقل نفطاً من السوق السوداء في انتهاك للحظر الأمريكي، وقالت واشنطن إنها تعتزم الاحتفاظ بالشحنة التي تمت مصادرتها. كما قامت بتدمير أكثر من عشرين زورقاً في البحر الكاريبي ما أدى إلى مقتل نحو 80 شخصاً، بحجة أنها زوارق لعصابات مخدرات لم يتم التأكد من أي منها.
مادورو من جهته رفض كل الاتهامات الأمريكية، وأكد أن الانتشار العسكري والتهديد بعملية برية «جزء من خطة لإطاحته وفرض حكومة عميلة لن تدوم 47 ساعة، وتحويل فنزويلا إلى مستعمرة، وسرقة النفط الفنزويلي تحت ستار مكافحة المخدرات.. وهذا لن يحدث أبداً».
يذكر أن فنزويلا تحتوي على أكبر احتياطيات النفط الخام في العالم، وتقدر ب303.2 مليار برميل، في حين تصدر أكثر من مليون برميل نفط يومياً.
هل تهديدات ترامب مجرد ممارسة لأقصى الضغوط على فنزويلا لحملها على الرضوخ لشروطه بالاستحواذ على النفط، أم أن الحشد البحري هو مقدمة لعمل عسكري، وأن التهديدات جزء منه؟
هناك معارضة شديدة من جانب المشرعين الأمريكيين الذين يؤكدون أن فنزويلا لا تشكل تهديداً لأمريكا، وأن قرار الحرب معها يحتاج إلى تفويض من الكونغرس، وهو أمر غير متوفر، إضافة إلى أن غالبية الشعب الأمريكي ترفض هذه الحرب، إذ أكد استطلاع رأي أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» وشركة «يوجوف للأبحاث» أن 70 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أعربوا عن معارضتهم لعمل عسكري أمريكي في فنزويلا، في حين أيده 30 في المئة.
واختتمت الصحيفة بانه مع ذلك، لا يمكن التكهن بما يدور في عقل ترامب، وعلى أي أساس يبني حساباته!
المصدر: الخليج

