انتقدت صحيفة الخليج الإماراتية ما أسمته ب” الاستغلال ” من قبل رئيسة تايوان تساي إينج وين زيارتها لكل من جواتيمالا وبيليز في أمريكا الوسطى، للقيام بزيارة إلى الولايات المتحدة، والاجتماع مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي، وعدد من المسؤولين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بحجة أن الزيارة كانت مجرد «مرور» في طريق عودتها إلى بلادها، فهذا يدخل في إطار ما يمكن تسميته “اللعب على الحقيقة”؛ إذ إن الزيارة إلى الولايات المتحدة مقررة، وجرى التخطيط لها، طالما أنها اجتمعت مع ثالث شخصية في هرم السلطة الأمريكية الذي أكد، خلال الاجتماع معها، ضرورة مواصلة بيع الأسلحة إلى تايوان، والدفاع عنها. ولو لم يكن للزيارة أي هدف سياسي لاستفزاز الصين، لكانت رئيسة تايوان، اختارت بلداً آخر ل«المرور» وليس الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تعرف أن تايوان تشكل بالنسبة للصين قضيتها الوطنية الكبرى، وعلى الرغم من أنها اعترفت في عام 1979 بجمهورية الصين الشعبية، ووقعت معها ثلاث وثائق، تؤكد إحداها مبدأ «الصين الواحدة» في إشارة إلى أن تايوان هي جزء لا يتجزأ من البر الصيني، فإن الولايات المتحدة ظلت تحاول التملص من التزاماتها تجاه الصين من خلال اتباع سياسة «الغموض الاستراتيجي»؛ بهدف ردع بكين عن محاولة استعادة الجزيرة، وفي هذا الإطار تعمدت تزويد تايوان بمختلف أنواع الأسلحة، ثم أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً بأن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان في حال تعرضت لهجوم صيني.
وقالت الصحيفة إنها تفهم مما تقدم أن الولايات المتحدة ليست جادة في تنفيذ التزاماتها بخصوص «صين واحدة»؛ بل على العكس تتعمد استفزاز الصين من خلال دعم تايوان سياسياً وعسكرياً، ثم العمل على محاصرتها بالأحلاف العسكرية، والقيام بعبور بحري استفزازي متواصل في بحر الصين الجنوبي، وفي المضيق الذي يفصل بين الجزيرة والوطن الأم.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة، أثارت غضب الصين التي أكدت أنها «ستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها»، وقالت: إن «قضية تايوان تقع في صميم المصالح الجوهرية للصين والخط الأحمر الأول الذي لا يجب تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية». كما أن وزارة الدفاع الصينية دعت واشنطن إلى «وقف تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للصين»، وأكدت «أن جيش التحرير الشعبي الصيني متمسك بمسؤوليته، ومهمته ستبقى دائماً في حالة تأهب».
وأكدت الصحيفة أنه ليس خافياً أن الولايات المتحدة تخلت عن مبدأ «الغموض الاستراتيجي»، كما تخلت عملياً عن مبدأ «الصين الواحدة»، وباتت تعد الصين تهديداً مباشراً لمصالحها وهيمنتها على النظام العالمي، وانتقلت من حال المنافسة إلى الصراع؛ بغية تطويق الصين بالأحلاف، وفرض عقوبات اقتصادية وتكنولوجية عليها، للحد من قوتها الاقتصادية، واستخدام تايوان «حصان طروادة» كما أوكرانيا في صراعها مع روسيا، في إطار معركتها ضد البلدين، للبقاء على قمة النظام الدولي مهما كلف الأمر.

