قالت صحيفة “الخليج” الإماراتية في افتتاحيتها، ان الآمال التي أطلت من ملف الصراع الروسي الأوكراني منذ بدء التحضير لقمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين ثم انعقادها، منتصف الشهر الماضي، وما تبعها من مشاورات بين الأول وقادة أوكرانيا ودول أوروبية في البيت الأبيض.
واضافت ان رغم ما انبنى على القمة من توقعات بانفراجة في الملف، مع الإقرار بأنها تحتاج إلى وقت ومزيد من التفاوض، يبدو أن الأمور لا تزال تراوح مكانها، سياسياً وميدانياً، بل إن هناك إشارات إلى تراجع يشي بأن الهوة لا تزال، رغم تبادل التصريحات الرسمية الدافئة، عميقة بين الرئيسين الأمريكي والروسي.
ومن أبرز دلالات هذا التراجع أن دونالد ترامب لم يعد واثقاً بانعقاد اجتماع يضم بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان التخطيط لهذا الاجتماع أبرز رهانات قمة ألاسكا، وشاع أن دونالد ترامب قد ينضم إليه تأكيداً لقيمة هذه الخطوة باعتبارها انعطافة في الصراع ونقطة تفاوض مباشرة بين طرفيه الرئيسيين. صحيح أن هذا الاجتماع الذي يبدو بعيداً الآن لم يكن الرهان الأهم، وأن تفاصيل أية نهاية للصراع الروسي الأوكراني أكثر وأعمق من ذلك، لكنه كان إحدى النتائج التي تهيئ لخطى تالية، ومنها استقبال ترامب للرئيس الأوكراني وعدد من قادة أوروبا، وما تخلله من اتصال هاتفي مع بوتين، ما عزز أجواء التفاؤل.
تستهدف القوات الروسية مواقع أوكرانية وتسيطر على مناطق، وتؤكد قياداتها أن الهجمات على طول الجبهة لا هوادة فيها، بينما تنتقد كييف، كالعادة، ذلك، ويجدد زيلينسكي دعواته إلى فرض مزيد من العقوبات على قطاعي البنوك والطاقة الروسيين.
في الأثناء، أقر بوتين بمعاناة الاقتصاد الروسي من ضغوط سببتها القيود الناشئة عن الحرب في أوكرانيا، معتبراً أنها جزء من التمييز في التجارة العالمية. وتجميد الأصول الروسية هو أثر اقتصادي أيضاً لهذه الحرب تسببت فيه دول أوروبا، وإن أقدم بعضها على مصادرتها، وهو ما رفضه البعض الآخر وفضّل استخدامها لدعم كييف بعد الحرب. وربما كانت كايا كالاس، مسؤولة الاتحاد الأوروبي، تمارس ضغطاً جديداً على روسيا وهي تستبعد، قبل يومين، إعادة الأصول المجمدة إلى موسكو ما دامت الحرب مستمرة ما لم تعوض كييف عما تسببت به من أضرار.
واختتمت الصحيفة بان مجموع هذه التطورات يعني أن الملف الذي ألقى فيه دونالد ترامب بثقل كبير وبدا مستبشراً بإنهائه وتحقيق إنجاز شخصي له، لا يزال يراوح مكانه، إذ غابت اللغة المتفائلة التي سادت أياماً قليلة، وعاد التوتر الذي تتلاقى فيه العمليات العسكرية وحديث الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية.
المصدر: وكالات

