قالت صحيفة الخليج الاماراتية فى افتتاحيتها اليوم إن إسرائيل لم تكتف بجرائمها في قطاع غزة على مدى شهور، وكذلك في الضفة الغربية، ولا بآلتها العسكرية التي تضرب في أكثر من مكان بالمنطقة، ما يثير المزيد من التوتر والتصعيد… تفعل كل ذلك، ضاربة بعرض الحائط المواثيق والقرارات الدولية في ما يتعلق بتجريم العدوان واستخدام القوة ضد الدول ذات السيادة، وفي ذات الوقت تمعن في تحدي كل الدعوات الدولية إلى إيقاف شلال الدم في غزة، والتوقف عن تجويع الناس هناك، وتثور غضباً ضد كل من يتحدث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لم تكتف بكل ذلك، وإنما ذهبت إلى الحديث عن «إسرائيل الكبرى»، وعلى لسان رئيس حكومتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تعبر عن قناعات قديمة لدى نتنياهو، وتيارات كثيرة داخل إسرائيل، وهي قناعات عدوانية. ومن ثم كان من الطبيعي أن تأتي المواقف العربية والدولية حازمة ضد هذه التصريحات.
وقالت الصحيفة إن مصر من جانبها اعتبرت أن التصريحات، تعكس «إثارة لعدم الاستقرار، وتوجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة والإصرار على التصعيد، ويتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام والراغبة في تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة».
كما أكدت مصر «أنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا من خلال العودة إلى المفاوضات، وإنهاء الحرب على غزة، وصولاً لإقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة».
وأكدت الصحيفة إن المواقف العربية الواضحة تسندها مواقف دولية عالمية مبدئية رافضة للسلوك الإسرائيلي. وفي نفس الوقت فإن هناك وضوحاً في الرؤية في ما يتعلق بمستقبل المنطقة، بحثاً عن السلام والاستقرار والأمن لكل شعوبها. وفي هذا الإطار فقد كان بيان وزارة الخارجية الإماراتية واضحاً عندما طالبت ب «وجوب وقف كل الخطط الاستيطانية والتوسعية التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتقوض فرص السلام والتعايش في المنطقة وبين شعوبها».
واختتمت الصحيفة بأن الأمر بات واضحاً وضوح الشمس في ما يتعلق بالطرف المسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة، وبات المجتمع الدولي بمؤسساته، التي أصبحت في مرمى استهداف هذا الطرف، لا لشيء إلى لأنها تقوم بالدور المنوط بها في المحافظة على السلم والأمن الدوليين، وضمان كرامة الناس أياً كانت انتماءاتهم، على اطلاع تام بكل أبعاد الموقف الراهن. ما بقي هو إرادة الفعل الدولية المسؤولة التي توقف المهدد والمعتدي، وتترجم مواد ميثاق الأمم المتحدة، وفقرات قرارات المؤسسات الدولية المعنية بالسلام في المنطقة، إلى حقائق على أرض الواقع. هذا وحده الكفيل بنزع الفتيل من أيدي أولئك المتطرفين في أفكارهم وتصرفاتهم.
المصدر : الخليج

