اقتربت القوات الحكومية السورية اليوم الخميس من تطويق المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب بعد سيطرتها على أراض تطل على الطريق الوحيد الذي يصل إليها لتضرب حصارا فعليا على سكانها.
وجاء تقدم الجيش باتجاه طريق الكاستيلو مما يضعه في مرمى نيرانه أثناء وقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة أعلنه الجيش السوري يوم الأربعاء ووصفته جماعة مراقبة بأنه حيلة.
وقال مقاتلو المعارضة إنهم يخوضون معركة لاستعادة المواقع التي فقدوها وإعادة تأمين الطريق.
واقتربت الحكومة بفضل تقدمها قرب طريق الكاستيلو من تحقيق هدفها بفرض حصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب.
وانقسمت حلب – كبرى المدن السورية قبل الحرب الأهلية وكان عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة – منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة والمعارضة. وتحولت منطقة حلب إلى مسرح كبير للصراع.
وتسبب القصف الجوي والمدفعي المكثف في استحالة العبور من طريق الكاستيلو في بعض الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة لكن تقدم يوم الخميس يزيد سهولة استهدافه من قوات الحكومة ويعزل القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة المقسمة قرب الحدود مع تركيا.
وقال مسؤول كبير في الجبهة الشامية المتمركزة في حلب إن أغلب القوات المهاجمة لبنانيون وأفغان.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الموالية للحكومة تقدمت في مزارع الملاح شمال غربي حلب مما جعلها على بعد كيلومتر واحد من طريق الكاستيلو.
وقال الجيش إن ما وصفه بمجموعات إرهابية حاولت مهاجمة مواقع عسكرية في المنطقة وإنه أحبط هذا الهجوم وسيطر على مزارع الملاح ليصبح طريق الكاستيلو في مرمى نيرانه.
ونشرت محطات تلفزيونية موالية لدمشق صورا لدبابات وجنود ومناطق سيطرت عليها القوات الحكومية تضم أراض زراعية وعدد من الأبنية التي سويت بالأرض.
وقال مسؤول ثان في المعارضة موجود مع المقاتلين في المنطقة إن كل الفصائل أرسلت تعزيزات وتحاول استعادة المواقع التي سيطرت عليها القوات الحكومية لكن الوضع سيء للغاية وأضاف أنه كان هناك غطاء جوي كثيف من القوات الحكومية خلال الليل.
ويقدر المرصد أن ما بين 250 ألفا و300 ألف شخص يعيش في مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب.
وتسببت الحرب السورية التي دخلت عامها السادس في مقتل ما لا يقل عن 250 ألف شخص وتشريد أكثر من 6.6 مليون شخص داخل البلاد وأجبرت 4.8 مليون على الفرار خارج سوريا. وسعى كثير من هؤلاء للجوء إلى أوروبا.
المصدر: رويترز