حذرت السفير هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام، والاتصال بالجامعة العربية من خطورة تشويه صورة العرب، والمسلمين وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، موضحة أن ما يسهم في زيادة الصورة السلبية عن العالم العربي هو ما تبثه وسائل الإعلام من مشاهد مرعبة للإرهاب في المنطقة العربية التي تقوم به عصابة (داعش)، وغيرها من المنظمات الإرهابية، والتي تعتمد على الإعلام بشكل كبير للتسويق لها.
وأوضحت أبو غزالة ـ في كلمتها أمام أعمال المائدة المستديرة التي نظمتها الجامعة العربية اليوم بعنوان (رؤية مستقبلية للإعلام العربي :التحديات والفرص) ـ أن الإرهاب لا يعيش بدون إعلام..فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى خلق جو عام من الخوف، والرعب، والتهديد باستخدام العنف ضد الأفراد والممتلكات، حيث تلعب وسائل الإعلام في العالم الآن دورا مهما في تشكيل المواقف، والآراء، والصور الحالية التي تؤثر على إدراك الشارع، بحيث يصبح هذا التصور كأنه الواقع ما يسبب مشكلة كبيرة في التفاهم، والصراع الحضاري.
تأتي أعمال المائدة المستديرة في إطار الاحتفال بيوم الإعلام العربي، وبالتزامن مع الدورة ٤٧ لمجلس وزراء الإعلام العرب، وبمشاركة إعلاميين، ومختصين بالعمل الإعلامي العربي.
ودعت أبو غزالة إلى تعزيز الدور الريادي، والأساسي الذي تقوم به وسائل الإعلام بأشكالها المتعددة في مواجهة العنف، والإرهاب، وخدمة العدالة، والسلام، وحقوق الإنسان بالتركيز على ما يجمع البشر لا ما يفرقهم، وأن يكون الإعلام عامل ألفة، وسلام بين الناس.
وأكدت أن وسائل الإعلام تعد حقلا خصبا للتواصل، والحوار بين الحضارات المختلفة، وتسهم في استتباب العدل، والسلام، واحترام حقوق الإنسان، مشددة على المسؤوليات التي تقع على عاتق الإعلام في النهوض بالمجتمع وإنسانه التي تجعل من العلاقة بين الإعلام، والتنمية أكثر تقاربا خاصة في الدول النامية.
كما أكدت أن وسائل الإعلام تقوم بدور فعال في صياغة الرأي العام، وتشكيله إزاء كل القضايا التنموية المطروحة، ويلاحظ أن الإعلام في هذه الدول يتبني نظريات، ووجهات النظر الغربية في كيفية استغلال وسائل الإعلام في تحقيق التنمية المستدامة.
قالت أبو غزالة، في كلمتها، إن الجامعة تسعى بشكل حثيث إلى تنسيق الجهود لتطوير أداء الإعلام العربي، سواء على المستوى العربي من خلال مجلس وزراء الإعلام العرب الذي تبنى ميثاق الشرف الإعلامي، والاستراتيجية الإعلامية العربية، والاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، ووضع الخطة المرحلية لتنفيذها أو على المستوى الدولي من خلال المنتديات الإعلامية التي ينظمها في الخارج بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب في العواصم الغربية.
وأوضحت أنه لكي ينجح الإعلام العربي عليه أن يلعب دورا إيجابيا في نشر، ودعم ثقافة السلام، ولابد من العمل على ترسيخ أخلاقيات وأدبيات المهنة الإعلامية بما يتطابق مع المبادىء المتعارف عليها دوليا وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية العربية، والعمل على تطوير الخطاب الإعلامي بحيث يصبح أكثر احتضانا لقيم التسامح، ومكافحة التطرف، وتقبل الآخر.
تتناول المائدة محورين الأول حول: التحديات، والإشكالات التي تواجه الإعلام العربي، والثاني هو: الفرص المتاحة لتطوير المنظومة الإعلامية، ومن المتوقع أن يخرج المشاركون بتوصيات تسهم في تطوير المنظومة الإعلامية، يتم رفعها إلى الدورة العادية رقم ٤٧ لمجلس وزراء الإعلام العرب غدا الأربعاء.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)