شددت صحيفة “الجارديان” البريطانية، على ضرورة عدم السماح بفشل اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن “الرهائن”، من أجل مستقبل قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة- في افتتاحيتها، اليوم الخميس- أن في ظل استمرار الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، في طرح اقتراحه “الوحشى” لتهجير الفلسطينيين من غزة، فإن الحاجة الملحة الآن هي منع اندلاع صراع جديد.
وأضافت أن نحو 48 ألف فلسطينى، معظمهم من المدنيين، قتلوا في غزة منذ شنت إسرائيل حربها، وكانت هناك دائما مخاوف من أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار، الذى جلب للفلسطينيين في غزة فترة راحة يحتاجون إليها بشدة، عابرا.
ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الافتتاحية التي استمرت ستة أسابيع في الأول من الشهر المقبل. ولم تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية الأكثر تعقيدا بعد أكثر من أسبوعين من الموعد المقرر.
ولفتت الصحيفة إلى وجود بصيصين من الأمل: الأول كان الثقة المذهلة التي أبداها مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عندما أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أن “المرحلة الثانية سوف تبدأ بالتأكيد”، أما الثاني فهو أن حماس قالت إنها في المرحلة التالية ستكون على استعداد للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة، بدلا من مجموعات متباعدة.
ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يريد أن يعارض ترامب، ولكن لم يكن من مصلحته قط الوصول إلى المرحلة الثانية، لأسباب ليس أقلها التهديد المتمثل في احتمال انسحاب عضو الائتلاف المتطرف بتسلئيل سموتريش.
وقالت إن كبار مسؤولى نتنياهو الأمنيين اعتقدوا منذ فترة طويلة أن السياسة هي أكبر عائق أمام التوصل إلى اتفاق، والآن استبعدهم نتنياهو من فريق المفاوضات، واستبدلهم بصديقه المقرب رون ديرمر، الذي قد يحاول تجاوز ويتكوف والتعامل مع ترامب مباشرة.
وبحسب الجارديان، فإنه في هذه المرحلة المتأخرة، سيكون تمديد المرحلة الأولى أفضل من لا شيء، مضيفة أن الاتفاق على المرحلة الثانية وتنفيذها، والتي هي أصعب بطبيعتها، سيكون خطوة كبيرة إلى الأمام.. ولكن السؤال الهائل حول المرحلة الثالثة يلوح في الأفق: ما هو الشكل الذي قد تتخذه إعادة الإعمار في غزة؟.
ولفتت إلى أن إعلان ترامب “البغيض” بأن الفلسطينيين يجب أن يفسحوا الطريق لـ”ريفييرا الشرق الأوسط” المملوكة للولايات المتحدة – والذي تبناه نتنياهو – أدى إلى تعجيل مناقشة تم تجاوزها خشية أن تعرقل الصفقة.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: “إنه مع بقاء الظروف في غزة مزرية للغاية واستمرار احتجاز الرهائن، يجب أن تكون الأولوية هى الحفاظ على وقف إطلاق النار.. وسواء كان ذلك يمكن أن يشكل الأساس لاستجابة طويلة الأجل لهذه الأزمة أم لا، فإنه لا يزال من الضرورى إنقاذ الأرواح الآن”.
المصدر : أ ش أ