كشف تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يواجه صعوبة في إيجاد ردّ يتناسب مع خطابه بشأن الاعتراف بفلسطين.
وأشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إلى أن بنيامين نتنياهو سارع إلى إدانة اعتراف العديد من حلفاء إسرائيل التاريخيين بدولة فلسطينية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يواجه صعوبة في تحديد كيفية تحويل هذا الخطاب إلى ردّ ملموس.
ولفت إلى أن خيارات نتنياهو ستكون أكثر محدودية، فقد هدّد مرارًا وتكرارًا بضمّ الأراضي الفلسطينية المحتلة واتخاذ إجراءات ثنائية ضد الدول التي انضمت إلى موجة الاعتراف لكن المطالبة رسميًا بجزء من الضفة الغربية أو كلها من شأنها أن تُعرّض “اتفاقيات إبراهيم” للخطر، وهي الاتفاقية التاريخية التي طبّعت العلاقات مع القوى الإقليمية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وبحسب التقرير ربما كانت هذه الاتفاقية أبرز إنجازات السياسة الخارجية في رئاسة دونالد ترامب الأولى، وقد ورد ذكرها في ترشيحات جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها علنًا، وأحد إنجازات نتنياهو البارزة، ومع هذا فإن الإمارات سبق أن صرّحت بأن الضم “خط أحمر”، وأن انهيار الاتفاق يحمل في طياته مخاطرة كبيرة بتنفير أهم داعم لنتنياهو.
وفي المقابل اختارت إسرائيل ردًا ثنائيًا على أيرلندا والنرويج وإسبانيا عندما اعترفت بدولة فلسطينية العام الماضي، بما في ذلك سحب السفراء.
وقال دبلوماسيون إسرائيليون سابقون، إن القيام بالشيء نفسه الآن، في حين حذا حذوه العديد من الحلفاء الرئيسيين، سيكون أكثر تعقيدًا بكثير وقد يضر بإسرائيل أكثر بكثير من أهدافها، وسيُسرّع ذلك من مسار إسرائيل نحو وضع “إسبرطة العظمى” المعزول الذي احتفل به نتنياهو الأسبوع الماضي ثم تراجع عنه بعد غضب شعبي وتحذيرات اقتصادية.
وقال ألون ليل، الدبلوماسي السابق الذي شغل منصب سفير إسرائيل في جنوب إفريقيا: “أعتقد أنها معضلة صعبة لدرجة أن نتنياهو قرر تأجيلها ولا سبيل لإسرائيل إلى عدم الرد، ولا سبيل لإسرائيل إلى الرد بطريقة ذكية”.
وسيسافر نتنياهو إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إن رده على المملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى سيأتي بعد لقائه بترامب، وسيُعقد هذا الاجتماع بعد لقاء الرئيس الأمريكي بالقادة العرب في نيويورك.
وقبل مغادرته، دعا نتنياهو إلى اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لمناقشة الردود المحتملة على الاعتراف، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، لكن في إشارة واضحة إلى المخاوف بشأن مخاطر الضم، لم تتم دعوة أقوى مؤيدي هذا النهج وهما الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وقال ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق إن الضغوط السياسية الداخلية بشأن محاكمة الفساد والانتخابات المقبلة قد تفوق مخاوف نتنياهو من استعداء ترامب، مضيفا “ما كان نتنياهو قبل عامين أو ثلاثة ليجرؤ على ضم أي شيء، لكن نتنياهو في سبتمبر 2025 مُختل عقليًا؛ منفصل عن الواقع، ويعاني من حالة حادة من وهم العظمة بسبب فكرة أنه يُعيد رسم الخريطة الإقليمية؛ فهو يخشى الانتخابات؛ ويخشى محاكمته بتهم الفساد إذا كانت كل هذه الأمور تُشير إلى ضم جزئي، فقد يُقدم على خطوة ما بالفعل”.
المصدر: وكالات

