هناك الآن معارضة علمية قوية لأن يستمر إرسال بشر إلى المريخ هدفا رئيسيا لنشاط أمريكا في الفضاء : و ييؤكد أصحاب هذه المعارضة أنهمن غير الممكن تحقيق ذلك الهدف , إذ أنهعير واقعي ، أما الهدف الواقعي : فهو الاتجاه من جديد صوب القمر ، لسبب أساسي بسيط : هو أن الأمريكيين – البشر… لا الأجهزة الروبوتية كما الحال في المريخ – وصلو القمر بالفعل ، و هم لم يصلوه بالأمس القريب : بل هم بلغوه وساروا على سطحه سنة 1969 ، أي بالتكنولوجيا المتاحة المتاحة في ستينات القرن الماضي ، فكيف تكون الحال لو استغلت التكنولوجيا المتوفرة الآن في التعامل مع القمر ؟ ثم أن الاتجاه إلى القمر حاليا لن يكون كما كان في السابق لمجرد البحث العلمي المحصن ، أو لإثبات القدرة و التفوق : بل لأن هناك الآن أهدافا علمية مهمة يمكن تحقيقها : من أهمها ” التعدين القمري ” ، بمعنى استغلال الثورة المعدنية التي ينطوي عليها القمر .
تأسيس قاعدة على القمر : الهدف الذي يجمع بين أنه ” معقول ” و في الوقت نفسه الوقت ” طموح جدا ” ، بدرجة تحفظ على الأمريكيين ريادتهم الفضائية .. الآخذة في التآكل على نحو ما ، بعد أن بدأت وكالة الفضاء الأوروبية ” إيسا ” تشارك زميلتها الأمريكية ” ناسا ” أمجادها بإنجازات كبيرة متوالية .
مع نهاية السنة القادمة 2016 : من المقرر أن تبدأ مركبة فضائية صغيرة هي المركبة ” ةإم إكس – 1 “” محاولة للهبوط برفق على سطح القمر ، و ستكون هذه المركبة إحدى نقاط التحول المهمة في ملف الإنسان و القمر ..
ليس وجه الأهمية الكبر في ذلك الناحية التكنولوجية : بل أن المركبة تمتلكها ” ةشركة ” وليس ” وكالة فضائية ” قومية لإحدى الدول !
نعم لقد بدأت ” النظرة التجارية “ى إلى القمر و ثرواته الطبيعية و سبل استغلالها .
تؤكد مصادر شركة ” مون إكسبرس ” بوضوح أن الهدف من إطلاق ” إم إكس – 1 ” هو بدء وضع خرائط تعدينية للقمر ، و لايعني هذا إلا التمهيد لاستغلال ثرواته .
مع نهاية سنة 2013 : نجحت الصين في إرسال مركبتها الآلية ” جايد رايت ” إلى القمر ، و لدى العلماء الصينيين خطط لإرسال رواد إلى القمر بعد 10 أعوام من الآن : لتكون الصين الدولة الثانية التي تفعل هذا في التاريخ بعد الولايات المتحدة ، وتتواتر المعلومات عن أن الصينيين يطورون صاروخا فضائيا جديدا يحققون به حلمهم .
لدى اليابانيون و الروس بل و الهنود طموحات مماثلة ، كما أنه توجد الآن 18 شركة على الأقل لديهاتطلعات قمرية ..
إذن فالعالم يشهد سباقا جديدا نحو القمر : لكنه يختلف في طبيعته و أهدافة عن السباق الذي شهده القرن الماضي ، و أهم مايميز السباق الجديد : النظرة النفعية بل و التجارية إلى القمر ، و منها التعدين القمري ” .
” قاعدة م أهولة على القمر ” هدف معقول للأمريكيين و لغيرهم من القوى البازغة في الفضاء : تفتح الباب أمام إمكانية ” التعدين القمري ” و أمور أخرى متعددةى ، منها السياحة القمرية ” مثلا : التي تتيح للناس زيارة القمر ! ومنها أيضا اتخاذ القمر منطلقا لاستكشاف أنحاء أخرى من المجموعة الشمسية .
كل ماسبق يشير إلى أن المستقبل القريب قد يشهد انصرافا – و لو إلى حين – عن هدف الأمريكيين وصول بشر منهم إلى المريخ ، و الاكتفاء بالاستكشاف الروبوتي للكوكب الأحمر ، لصالح تكثيف الجهود و توجيه الأموال لهدف ” العودة إلى القمر ” .
كتبه المحرر العلمي لقناة النيل : مجدي غنيم