أقر مجلس النواب العراقي الخميس قرارا يدعو الحكومة الى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من العراق في اشارة الى التحالف الدولي الذي قدم الاسناد خلال المعارك ضد الجهاديين.
وافاد بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري “بعد ان وجه الشكر لجميع الدول التي وقفت مع العراق في حربه ضد عصابات داعش (…) مجلس النواب يصوت على قرار يدعو فيه الحكومة الى وضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية من العراق”.
وأعلن التحالف الدولي مطلع شباط/فبراير خفض عديد قواته في 2018 في العراق، بعدما خسر تنظيم الدولة الاسلامية كافة الاراضي تقريبا التي سيطر عليها.
وقال التحالف في بيان ان “وجودا مستمرا للتحالف في العراق سيؤمن لكن بشروط تتماشى مع الحاجات وبالتنسيق مع الحكومة العراقية” من دون اعطاء ارقام لخفض عديد القوات.
وحول موضوع تواجد القوات الاجنبية، قال رئيس الوزراء حيدر العبادي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي الثلاثاء الماضي، “أسمع حديثاً حول تواجد تحالف الدولي، او قوات أميركية في العراق (….) ان عددهم محدود جدا، ولا توجد نية باعطاء اي قواعد”.
وشدد على انه “لا توجد اي قاعدة او مطار لاي قوات أجنبية تحت سيطرتهم (…) كل المقرات تحت سيطرة القوات العراقية الوطنية، والقوات الاجنبية تتواجد في جزء من القاعدة. وكل طائرة تهبط او تقلع الا بموافقتنا”.
وأثارت تصريحات لوزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون في تشرين الاول/اكتوبر استياء عندما دعا المقاتلين الاجانب والمليشيات الايرانية في العراق الى مغادرة البلاد، مستهدفا قوات الحشد الشعبي التي تضم اكثر من 60 الف متطوع عراقي وتحظى بدعم عسكري ايراني.
لكن العبادي انتقد تصريحات تيلرسون وأكد ان “مقاتلي الحشد الشعبي هم عراقيون قاتلوا ضد الارهاب، ودافعوا عن بلادهم وضحوا بأنفسهم” في معركة القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.
وطالب قادة فصائل مسلحة تعد مقربة من إيران إلى خروج القوات الاجنبية، ومن بينهم زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي.
وقال الخزعلي في بيان “سمعنا بشكل متكرر من المسؤولين الاميركيين انهم يريدون البقاء في العراق بعد القضاء على داعش، نحن لا نسمح بذلكز إنه أمر غير مقبول”.
وطالبت كتائب حزب الله كذلك الحكومة العراقية والبرلمان باصدار قرار ثابت يشدد على ارسال القوات الاميركية الى بلادها.
وكانت القوات الاميركية غادرت العراق في كانون الاول/ديسمبر 2011 بعد قرار من البرلمان في حين لم تكن القوات العراقية جاهزة، وبعد ثلاث سنوات سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على ثلث أراضي البلاد.
وبإسناد من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من جميع المدن العراقية مع نهاية عام 2017، في حين لم يعد التنظيم يسيطر في سوريا على أي مدينة، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن تكون لهم مقار ثابتة.
وضم التحالف عندما شكلته الولايات المتحدة في 2014 في عضويته 50 دولة. وبات اليوم يضم 74 دولة اضافة الى منظمات دولية على غرار الانتربول والحلف الاطلسي.
وكانت واشنطن اعلنت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2017 سحب 400 من عناصر مشاة البحرية (مارينز) من سوريا من بين ألفي جندي تنشرهم في هذا البلد. وتنشر في العراق خمسة الاف عسكري.
وأعلن العراق في كانون الأول/ديسمبر الماضي “انتهاء الحرب” ضد تنظيم داعش، بعد ثلاث سنوات من المعارك الدامية.
المصدر :وكالة الأنباء الفرنسية