شن طيران الاحتلال الحربي غارات مكثفة استهدفت العديد من الجرافات والآليات التابعة للبلدية والشركات الخاصة في مختلف أرجاء قطاع غزة ودمرتها بالكامل.
وفي مشهد يعكس إمعان الاحتلال في تدمير مقومات الحياة في قطاع غزة، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على استهداف المعدات الثقيلة التي كانت تُستخدم في فتح الطرق وإزالة الركام، والمساعدة في انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.
وقال مسؤولون وسكان إن الغارات الجوية دمرت جرافات ومركبات تُستخدم لرفع الأنقاض والمساعدة في انتشال الجثث المحاصرة تحت الأنقاض.
يأتي هذا فيما أطلقت وزارة الصحة في القطاع المحاصر والمدمر تحذيرا جديدا من أن منظومة الرعاية الصحية تواجه انهيارا تاما بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على جميع الإمدادات.
وأعلنت الوزارة الصحة في غزة تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي تدعمها الأمم المتحدة، مما يعرض القطاع لخطر عودة ظهور المرض الذي كاد أن يقضى عليه تماما.
وكانت الحملة تستهدف أكثر من 600 ألف طفل.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور خليل الدقران، إن منع وصول الإمدادات يُعرّض حياة مئات الآلاف من المرضى في مستشفيات قطاع غزة للخطر.
وأضاف «إذا لم تتوفر التطعيمات فنحن بصدد كارثة حقيقية، لا يجوز استخدام الأطفال والمرضى كأوراق ابتزاز سياسي»، مؤكدا أن 60 ألف طفل تظهر عليهم الآن أعراض سوء التغذية.
ويستمر القصف الإسرائيلي العنيف على مختلف أرجاء قطاع غزة، مخلفا عشرات الشهداء ومئات المصابين.
وارتقى 28 شهيدا جراء غارات الاحتلال على أنحاء متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
إذ ارتقى 12 شهيدا في محافظتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، و5 شهداء في مدينة غزة، واستشهد 8 مواطنين بشمال القطاع.
كما أعلن مستشفى العودة وصول جثامين 3 شهداء جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي محيط منزلهم في محيط مسجد عبدالله عزام بالنصيرات وسط قطاع غزة.
وتواصل القصف المدفعي والجوي على العديد من المناطق، حيث قصف المدفعية الإسرائيلية شقة سكنية ببناية الزهارنة على شارع الجلاء في مدينة غزة.
كما ألقت طائرات مسيرة إسرائيلية «كواد كوبتر» قنابل والنار باتجاه منازل شرقي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
كذلك شهدت أحياء السلام وقيزان رشوان جنوبي مدينة خان يونس جنوبي القطاع قصفا مدفعيا متواصلا، كما أطلق دبابات الاحتلال قذائفها شمال غربي مدينة رفح.
فيما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء غارة جوية إسرائيلية في محيط التعليم شرقي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وبعد 18 شهرا من القصف الإسرائيلي المستمر، صارت جميع المباني تقريبا في غزة غير صالحة للسكن، ويعيش معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الآن في العراء مستظلين بخيام مؤقتة.
ومنذ فرض الحصار الشامل الشهر الماضي، أُغلقت جميع المخابز التي كانت تعمل بدعم من الأمم المتحدة وعددها 25.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 51 ألفا و266 شهيدا، غالبيتهم من النساء والأطفال، و116 ألفا و991 مصابا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن 26 شهيدا و60 مصابا وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة.
وأشارت الوزارة إلى أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
ونوهت الوزارة بأن حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 1890 شهيدا و4950 مصابا.
المصدر : وكالات