ذكرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية اليوم الأحد أن كندا انضمت إلى كل من الولايات المتحدة واليابان وأستراليا في تسريع الجهود لتأمين إمدادات بديلة من المعادن النادرة والمواد الخام الاستراتيجية ، في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين التي تهيمن على هذا القطاع الحيوي.
ورأت الصحيفة البريطانية – في تقرير لها خلال عددها الأسبوعي – أن بناء صناعة تنافسية خارج الصين سيستغرق سنوات طويلة ؛ ما يضمن لبكين استمرار نفوذها الاستراتيجي في هذه السوق الحساسة.
وتأتي هذه التطورات بعد تصريحات لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قال فيها إن بكين ارتكبت “خطأً كبيرًا” بتشديد موقفها في إمدادات المعادن النادرة للولايات المتحدة؛غير أن (الأوبزرفر) ترى أن هذه التصريحات قد تكون محاولة لحفظ ماء الوجه بعد تراجع واشنطن للوصول إلى اتفاق تجاري مؤقت مع الجانب الصيني.
وأوضحت الصحيفة أن المعادن النادرة تُعد أساسًا لصناعات الجيل التكنولوجي الجديد، بدءًا من البطاريات ومراكز البيانات والطائرات المسيّرة والأنظمة الدفاعية، وصولًا إلى الهواتف الذكية؛ ما يجعل هيمنة الصين شبه الكاملة على هذه المواد، خاصة على عمليات التكرير، مصدر قلق جيوسياسي وتهديدًا لسلاسل التوريد العالمية.
وأعلنت كندا مؤخرًا عن حزمة استثمارات تشمل 26 مشروعًا بقيمة تقارب 4 مليارات جنيه إسترليني لتعزيز قدراتها في التعدين والتكرير، مستخدمة قوانين استثنائية مشابهة لقانون الإنتاج الدفاعي الأمريكي فيما أكدت (الأوبزرفر) أن هذه الخطوات تأتي متسقة مع تحركات مشابهة في واشنطن وطوكيو وكانبيرا.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن الطموحات الغربية تواجه تحديات زمنية وتقنية وتنظيمية كبيرة؛ إذ يستغرق تطوير المناجم من ثلاث إلى خمس سنوات على الأقل بينما قد يستغرق إنشاء بنية تحتية للتكرير من خمس إلى عشر سنوات كما أن العمليات الكيميائية المعقدة والمخاطر البيئية المرتبطة بالتكرير تجعل الحصول على الموافقات في الدول الغربية أمرًا أكثر صعوبة مقارنة بالصين.
وقالت : إنه حتى في السيناريو الأكثر تفاؤلًا ستظل الصين تمتلك ما يقرب من ثلثي القدرة العالمية في العقد المقبل، وهو ما يمنحها ورقة ضغط قوية يمكن استخدامها في النزاعات التجارية أو السياسية مع القوى الغربية.
واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالقول “إن محاولات الغرب لفك الارتباط عن الصين في مجال المعادن الحيوية قد بدأت بالفعل، لكنها معركة استراتيجية طويلة الأمد ستظل فيها بكين اللاعب المهيمن لفترة أطول مما تأمله واشنطن وحلفاؤها”.
المصدر : أ ش أ

