أعرب الأردن، اليوم الثلاثاء، عن احتجاجه الشديد على تكرار اقتحام المتطرف يهودا جليك للمسجد الأقصى المبارك ومحاولات تغيير الوضع التاريخي القائم فيه، معتبرا هذه الانتهاكات مساسا بالوصاية والرعاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية.
وقال وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، في بيان له اليوم الثلاثاء، إن الحكومة ترفض وتدين اقتحامات جليك وتعتبر الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأماكن المقدسة خطا أحمر.
وأفاد بأن وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية سلمت اليوم مذكرة احتجاج رسمية للسفارة الإسرائيلية في عمان تحمل فيها السلطات الإسرائيلية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية مسئولية سلامة الأقصى وتشدد على إيقاف الاقتحامات للاماكن المقدسة.
وطالبت الحكومة الأردنية في المذكرة بوقف التصرفات الاستفزازية التي تتعارض مع الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع في الأقصى وتنتهك حرمة المقدسات الإسلامية ، محملة إسرائيل مسئوليتها بهذا الخصوص بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومعاهدة السلام بين البلدين.
وأكد المومني على أن وزارتي الخارجية والأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية تتابعان الأوضاع في الأقصى، كما أن الأردن سيواصل كل الجهود الدبلوماسية والقانونية لوقف هذه الانتهاكات وردعها ، داعيًا المجتمع الدولي ومنظماته للتصدي لهذه الأعمال الإسرائيلية ووقفها.
وكان الحاخام اليميني المتطرف يهودا جليك قد اقتحم الأقصى اليوم يرافقه 13 يهوديًا، معربًا عن سعادته الكبيرة لاستمرار اقتحاماته للمسجد دون أي معوقات.
كما اقتحم الأقصى المبارك اليوم 28 مستوطنًا متطرفًا بحراسة أمنية مشددة انتشرت في باحات المسجد وهددت باعتقال وإبعاد أي شخص يقترب من المستوطنين خلال اقتحاماتهم.
يشار إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) كانا قد وقعا بعمان في 31 مارس 2013 اتفاقية أعاد فيها أبومازن التأكيد على أن الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها خصوصا الأقصى المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.
وتمكن هذه الاتفاقية، التي تؤكد على المباديء التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس، كلا من الأردن وفلسطين من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدسة من محاولات التهويد الإسرائيلية ..كما تهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للمسجد الأقصى المبارك.
كما تنص معاهدة السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل في العام 1994 والمعروفة باسم (وادي عربة) في مادتها التاسعة على أن يمنح كل طرف للآخر حرية الوصول للأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية ، وأن تحترم إسرائيل وفق إعلان واشنطن ، الدور الحالي الخاص للمملكة في الأماكن المقدسة بمدينة القدس.
المصدر: أ ش أ