صرح الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار أنه سيتم تشكيل لجنة هندسية وإيفادها على الفور لتحرى أى تصدعات تؤثرعلى سلامة مبنى قصر محمد على بشبرا إنشائيا وأثريا خاصة مبنى قصر الفسقية ومبنى الجبلاية، حيث وقعت بعض الأضرار بالقصر التاريخي الذي يعد تحفة معمارية نادرة علي مستوي العالم،خاصة أنه جمع في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والإسلامي، ويرجع تاريخه لأكثر من 200 عام.
وقال عبد اللطيف – في تصريح اليوم الخميس – أنه تم التأكد من أن العهد الأثرية الموجودة داخل قصر الفسقية جميعها سليمة ولم يحدث بها أى أضرار،وسيتم تعزيز خدمات الأمن الإدارى أثناء عمليات الإصلاح والترميم .
وأوضح أن القصر كان يحتاج لعمليات ترميم منذ سنوات،إلا أن الترميم كان متوقفا بسبب عدم وجود اعتمادات مالية كافية،مشيرا إلى ان وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى
أصدر توجيهاته بتشكيل لجنة لحصر التلفيات التي وقعت بالقصر،وبدء عمليات الترميم على الفور .
وكان الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثارقد توجه صباح اليوم إلى قصر محمد علي بحي شبرا لمعاينة المبنى بعد الحادث الإرهابي الذي وقع فجر اليوم،حيث انفجرت سيارة مفخخة بمحيط مبنى الأمن الوطني الواقع على بعد 500 متر من القصر مما نتج عنه تلفيات وتحطم 21 شباكا و حدوث شروخ خطيرة بأرضية وحوائط وأسقف سراي الجبلاية .
ويعتبر قصر محمد علي بشبرا تحفة معمارية،حيث يرجع تاريخه لأكثر من 200 عام وأشرف علي إنشائه ذو الفقار كتخد،وجاءت عمارة القصر علي نمط جديد لم تعرفه مصر من قبل, حيث شهد إدخال أول نظم الإضاءة الحديثة, فقد عرفت إنجلترا هذا النظام سنة 1820 علي يد ” م. جالوي ” فأمر محمد علي باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصة بذلك في قصره , مما اعتبر وقتها نقلة نوعية حيث تفرد القصر في جمعه بين الأسلوب الأوروبي في الزخارف وبين روح تخطيط العمارة الإسلامية،فالقصر بني بروح بناء المسجد حيث توجد
به 4 مظلات تحيط بفسقية ضخمة وكأنها باحة مسجد.
أما رسوم وزخارف القصر فنفذت بأسلوب الرسوم الإيطالية والفرنسية في القرن التاسع عشر،حيث استعان محمد علي بفنانين من الفرنسيين والإيطاليين واليونانيين والأرمن
للزخرفة،و من الروائع التي يضمها القصر لوحات أثرية مرسومة تخص محمد علي باشا وأفراد أسرته،كما يضم القصر برج الساقية الذي تم بناؤه علي ارتفاع كبير ليحقق بفارق
المنسوب قوة اندفاع للمياه بما يكفي لتشغيل نافورة الفسقية,وكان يتم سحب مياه النيل عبر نفق ليصب – بعد مروره في الساقية – في 4 أحواض يتم تنقية المياه خلالها قبل مرورها في حوض الفسقية نقية لتخرج مرة أخري عبر قنوات للري .
يذكر أنه أعيد افتتاح قصر محمد على باشا بشبرا الخيمة من قبل وزارة الثقافة،بعد الانتهاء من ترميمه وتطويره كمركز عالمي لاستضافة المؤتمرات وكبار الزوار, وكمزار
سياحى, وذلك بتكلفة 50 مليون جنيه في أواخر عام 2005.
المصدر: أ ش أ
