افتتحت أمس الدورة الـ77 لمهرجان البندقية السينمائية وسط إجراءات صحية صارمة، ويتنافس على جائزة “الأسد الذهبي” فيها 18 فيلما، فيما يؤمل أن ينسي المهرجان الجمهور على مدى عشرة أيام هم فيروس كورونا المستجد، ويعيد الأفلام إلى الشاشة الكبيرة بعدما أدت تدابير الحجر إلى حصر مشاهدتها في منصات البث التدفقي.
وقال مدير المهرجان الأقدم في العالم ألبرتو باربيرا لـ”الفرنسية” “لم نكن نستطيع عدم إقامة المهرجان”، مطمئنا إلى أن “كل الإجراءات الاحترازية” اتخذت.
بمحاذاة السجادة الحمراء، التي فرشت للمناسبة، أقيم جدار رمادي يحجب رؤية المارة، تفاديا لحصول أي تجمعات. وانتشرت الكاميرات الحرارية عند كل المداخل، ولن يسمح بدخول من يتبين أن حرارة جسمه مرتفعة.
وخلف جدران “قصر السينما” في الليدو، باتت الصالات المظلمة جاهزة لاستضافة أول مهرجان سينمائي دولي بارز بعد التحول الذي شهده العالم جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وعد باربيرا أن إقامة المهرجان كانت ملحة، وقال “سئمنا مشاهدة الأفلام بواسطة البث التدفقي، واشتقنا إلى تجربة حضورها في الصالات. لقد حان الوقت للانطلاق مجددا”.
واستقبل باربيرا مديري أكبر ثمانية مهرجانات في أوروبا، التي تتنافس سنويا لجذب أفضل الأفلام، وبينها مهرجانا “كان” و”برلين”، إذ يشارك هؤلاء في افتتاح مهرجان البندقية تعبيرا عن “التضامن مع صناعة السينما العالمية”.
ويعيش القطاع السينمائي أزمة كبيرة بعد أشهر من إقفال الصالات ووقف تصوير الأفلام في كل أنحاء العالم، لكنه يأمل في أن يكون مهرجان البندقية فرصة لاستعادة بعض الأمل بعد ستة أشهر من إلغاء مهرجان كان الفرنسي.
ويفتتح المهرجان بفيلم “لاتشي” الإيطالي غير المدرج في المسابقة. ويتناول هذا الفيلم الذي يخرجه دانيالي لوتشيتي قصة عائلة من نابولي مدى 30 عاما حافلة بقصص الحب والحقد. ويقتصر الحضور المسموح به في الصالات على نصف قدرتها الاستيعابية، وسيكون وضع الكمامات إلزاميا.
وستبدأ لجنة التحكيم عملها اليوم مع بدء عروض الأفلام المشاركة في المسابقة، وتترأس اللجنة للعام الثاني تواليا امرأة، هي هذه المرة الأسترالية كايت بلانشيت. وستختار اللجنة الفائز بجائزة “الأسد الذهبي” من بين 18 فيلما من إيطاليا والهند وبولندا وسواها، علما بأن من هذه الأفلام ثمانية تتولى إخراجها نساء.
المصدر: أ ف ب