شهدت مدينة الحديدة غرب اليمن اليوم الأحد اشتباكات متقطعة بعد ليلة من المواجهات والغارات في المدينة ومناطق اخرى قريبة منها، هي الاعنف منذ التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار برعاية الامم المتحدة.
وتبادل طرفا النزاع، القوات الحكومية والحوثيون، الاتهامات بخرق الاتفاق الهش الذي تم التوصل إليه في محادثات السويد ودخل حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس .
وقال أحد سكان المدينة في اتصال عبر الهاتف إن المواجهات التي اندلعت مساء السبت كانت “عنيفة” واستخدمت فيها “رشاشات ومدافع و(أسلحة) مضادة طيران”. وأضاف “حتى أصوات الطيران لم تتوقف من الليل حتى الفجر”.
وأكّد مقيم آخر في المدينة أنّ الحديدة تشهد منذ فجر الأحد اشتباكات متقطعة، وأنّ هناك أصوات “طيران وغارات لا نعرف ماذا تقصف”.
من جهته، تحدّث مسؤول في القوات الموالية للحكومة عن مقتل 22 متمردا وسبعة من عناصر القوات الحكومية في الاشتباكات والغارات في محافظة الحديدة مساء السبت . ولم يكن ممكنا تأكيد حصيلة القتلى هذه من مصادر اخرى.
واتّهم المصدر الحوثيين بشن “هجوم كبير” على موقع للقوات الحكومية في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة على ساحل البحر الاحمر، مؤكدا أن القوات الحكومية تمكّنت من صدّه ومن أسر 7 من المتمردين.
في المقابل، اتّهم الحوثيون عبر قناة “المسيرة” الناطقة باسمهم القوات الموالية للحكومة بقصف أحياء سكنية في مدينة الحديدة ومناطق اخرى في المحافظة بعشرات القذائف.
كما اتّهموا التحالف العسكري بشن غارات على مناطق متفرقة في الحديدة.
ورغم الخروقات المتواصلة منذ اتفاق وقف اطلاق النار، أشاد الحوثيون أمس السبت بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في أول محادثات بين الطرفين منذ 2016.
كانت الحكومة اليمنية والمتمردون قد توصلوا في محادثات في السويد استمرت لاسبوع واختتمت الخميس الماضى ، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها الحيوي ووقف إطلاق النار في المحافظة بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب.
كما اتّفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها الحوثيون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع أطر سلام ينهي الحرب.
وقد دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي إلى العمل سريعا على إنشاء “نظام مراقبة قوي وكفوء” لمراقبة تطبيق الإتفاق في الحديدة.