احتجاجات متواصلة بجامعات أمريكية وبريطانية دعما لفلسطين.. وجامعة كولومبيا تلغي حفل تخرج
بعد أسابيع من الاحتجاجات الطلابية في عدة جامعات بالولايات المتحدة رفضاً للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، انطلقت شرارة الحراك إلى أعرق جامعتين في بريطانيا.
وافترش طلاب جامعتي أكسفورد وكامبريدج، اليوم الاثنين، الساحات في الحرم الجامعي، منددين بدعم “إبادة المدنيين في غزة”.
كما نصبوا الخيام خارج متحف “بيت ريفرز” بجامعة أكسفورد، وانتقد بعض منظمي التظاهرة أن المتحف يعرض “قطعا أثرية مسروقة من الشعوب المستعمرة في جميع أنحاء العالم”، وفق ما نقلت التيليجراف.
وفي حديقة كينجز كوليدج بجامعة كامبريدج، قال الطلاب إنهم أقاموا معسكراً لأن الجامعة “تدعم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة”.
كذلك أكد المحتجون أنهم يرفضون الجلوس مكتوفي الأيدي” بينما تدعم الجامعة “الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة”.
وفي أكسفورد، قدم قادة مخيم الاحتجاج قائمة من عدة مطالب لرئاسة الجامعة، تضمنت “مقاطعة الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي، والكشف عن جميع الموارد المالية للجامعة، فضلا عن وقف التعامل مع بنك باركليز، والمساعدة في إعادة بناء قطاع التعليم في غزة”.
كما اعتبروا في بيان أنه “لا توجد جامعة في تاريخ الحضارة الإنسانية أكثر تواطؤا في العنف والسلب وبناء الإمبراطوريات الاستعمارية المدمرة من جامعة أكسفورد”.
وكانت جامعات عريقة في فرنسا وأمريكا شهدت مؤخراً تظاهرات غاضبة، داعية إلى وقف الحرب على غزة، وإدانة إسرائيل، فيما تطورت الاحتجاجات في بعض الجامعات إلى تصادم ومواجهات مع عناصر الشرطة، لا سيما في جامعة كولومبيا الشهيرة.
واعتبرت كولومبيا بمثابة نقطة انطلاق شرارة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قبل انتشارها على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد.
وشكلت تلك الاحتجاجات ضد حرب غزة التي أسفرت عن سقوط أكثر من 34 ألف شهيد، تحدياً لرؤساء الجامعات الأمريكية الذين حاولوا الموازنة بين الحق في حرية التعبير وشكاوى من أن التظاهرات انحرفت نحو معاداة السامية والتهديد بالعنف.
كما أدت إلى تصاعد حدة النقاش حول حرية التعبير ومعاداة الصهيونية، وما هي معاداة السامية.
كما اتّهم جزء من المجتمع الأمريكي الجامعات بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية، ما أدّى إلى استقالة رئيستَي جامعة هارفرد وجامعة بنسلفانيا هذا الشتاء.
هذا وأعلنت جامعة كولومبيا، اليوم الاثنين، إلغاء حفل تخرج كان من المقرر إقامته في 15 مايو الجاري، وقررت تنظيم فعاليات أصغر، وذلك بعد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين المستمرة منذ أسابيع.
وقالت الجامعة في بيان “لقد قررنا أن نجعل محور أنشطة التخرج لدينا هو.. تكريم الطلاب فرادى بجانب زملائهم بدلا من الاحتفال على مستوى الجامعة المقرر إجراؤه في 15 مايو”، وفقا لرويترز.
وفي إشارة إلى أن الأسابيع القليلة الماضية كانت “صعبة للغاية” على المجتمع، قالت جامعة كولومبيا في إعلانها إنها اتخذت القرار بعد مناقشات مع الطلاب.
وقال المسؤولون: “أكد طلابنا أن هذه الاحتفالات الجامعية على نطاق أصغر لها معنى أكبر بالنسبة لهم ولأسرهم.. وإنهم حريصون على عبور خشبة المسرح للتصفيق والفخر العائلي والاستماع إلى المتحدثين الضيوف المدعوين من كليتهم”، بحسب الأسوشيتد برس.
وقال المسؤولون إن معظم الاحتفالات التي كان من المقرر إجراؤها في الحديقة الجنوبية للحرم الجامعي الرئيسي، حيث تم إزالة المعسكرات الأسبوع الماضي، ستقام على بعد حوالي 8 كيلومترات شمالًا في مجمع كولومبيا الرياضي.
وكانت كولومبيا قد ألغت بالفعل الفصول الدراسية الشخصية، وتم القبض على أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين كانوا قد اعتصموا في منطقة كولومبيا الخضراء الشهر الماضي، وظهرت مخيمات مماثلة في جامعات في جميع أنحاء البلاد حيث كانت الجامعات تكافح من أجل رسم الخط الفاصل بين السماح بحرية التعبير مع الحفاظ على حرم جامعي من وشامل.
وألغت جامعة جنوب كاليفورنيا في وقت سابق حفل التخرج الرئيسي بينما سمحت بمواصلة أنشطة التخرج الأخرى، وترك طلاب معسكرهم في جامعة جنوب كاليفورنيا في وقت مبكر الأحد بعد أن حاصرتهم الشرطة وهددتهم بالاعتقال.
المصدر: وكالات