في حفل تنصيب رسمي، عين رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، إيال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي خلفا لهيرتسي هاليفى الذي استقال في شهر يناير هذا العام بسبب فشل الجيش في منع هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت الصحف الإسرائيلية إن حفل تنصيب زامير الذي جرى في المقر العسكرى الرئيسى للجيش الإسرائيلى في تل أبيب، كان ضيق النطاق مقارنة بالمراسم المعتادة من حشود كبيرة وموكب رسمي وسجادة حمراء، “نظرا لظروف الحرب”.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن زامير هو أول ضابط مدرعات يشغل منصب رئاسة الأركان منذ الفريق دافيد إلعازر في السبعينيات، والذي استقال آنذاك من المنصب بسبب “الإخفاقات التي أدت إلى اندلاع حرب عام 1973.”
قبل اليوم شغل زامير منصب مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية. وكان قبلها قائدا للمنطقة الجنوبية ثم نائبا لرئيس الأركان أفيف كوخافي.
وكان زامير قد شغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بين عامي 2012 و2015.
زامير مقرب من نتنياهو الذي أشاد به كثيراً خلال حفل التنصيب.
وقال نتنياهو في كلمته إنه أوصى بتولى زامير هذا المنصب ثلاث مرات من قبل. وقد أعلن اختيار زامير في بداية شهر فبراير هذا العام، قبل التنصيب الرسمي.
ويأتي تنصيب زامير بالتزامن مع نشر نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلى في ملابسات هجوم السابع من أكتوبر وفشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فى التعامل معه. بالإضافة إلى الخلافات بين القيادتين السياسية والأمنية بشأن مواصلة الحرب أو التفاوض في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، والتى كانت عنوانا رئيسيا في الفترة الماضية فى إسرائيل.
وكان رئيس الأركان السابق هاليفى قد قدم توصيات متكررة للقيادة السياسية بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن في إطار صفقة وقف إطلاق النار.
وكان من المعروف أن هاليفي مقرب من وزير الدفاع السابق يوآف غالانت الذي أقاله نتنياهو في نوفمبر 2024 بعد خلافات بين الطرفين بشأن الحرب في غزة وخلافات سابقة بشأن “التعديلات القضائية” التي طرحتها حكومة نتنياهو في 2023.
ولطالما دفع جالانت نحو التسريع باتفاق في غزة “لإعادة الرهائن وهم أحياء”. كما أعلن رفضه للاحتلال العسكرى لقطاع غزة، معتبرا ذلك “خطرا على أمن إسرائيل” وعبئا على اقتصادها، ولذلك وصفه اليمين المتطرف الإسرائيلى بـ”الانهزامى”.
وبعد إقالة جالانت واستقالة هاليفى، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ورئيسها يريدون الاعتماد على من هم “أكثر قسوة”.
افتتح زامير خطاب تنصيبه بالقول إن “حماس لم تهزم بعد” وإن المهمة التي تسلمها اليوم “واضحة، وهي قيادة الجيش الإسرائيلى نحو النصر”.
وشدد على ضرورة “الرفع من ميزانية الدفاع وتوسيع تركيبة الجيش بشكل سريع ومسؤول”.
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن زامير يعقد اجتماعات فورية لمناقشة تعيين عدد من كبار الضباط في الجيش، بعد أن علقت هذه التعيينات بأمر من وزير الدفاع كاتس كما من المتوقع أن يستقيل عدد من الجنرالات، كما فعل هاليفي على خلفية هجوم 7 أكتوبر 2023. وقد أعلن بعضهم بالفعل استقالتهم لكنهم مازالوا في مواقعهم حتى الآن.
في خطاب تنصيبه توجه زامير أيضا إلى أهالي بقية الرهائن لدى حماس والفصائل الفلسطينية في غزة قائلا إن واجبه هو “إعادتهم جميعا بأي طريقة ممكنة وبأسرع وقت”.
وفي إشارة إلى الطائفة اليهودية الأرثوذكسية المتشددة “الحريديم” التي يرفض أفرادها التجنيد، دعا زامير “كل مكونات المجتمع الإسرائيلي إلى المشاركة في الواجب الديني للدفاع عن الوطن”.
وينذر هذا الخطاب بمواجهات في انتظار زامير مع “الحريديم” والداعمين لحقهم في الإعفاء من التجنيد الإجباري بموجب تمديدات مستمرة لقرار إعفائهم الذي صدر عن حكومة ديفيد بن غريون في عام 1948، واستمر من خلال التمديدات الاستثنائية حتى بعد أحكام قضائية بإلغائه أو تغيير شروطه.
وفي يونيو 2024 قضت المحكمة العليا في إسرائيل بوجوب تجنيد “الحريديم”، ما فجر أزمة في خضم الحرب في غزة ودفع اليهود الأرثوذكس المتشددين إلى التهديد ب”مغادرة إسرائيل بشكل جماعي” إذا أجبروا على التجنيد.
وقد تبدو هذه نقطة خلاف بين توجهات زامير وتوجهات رئيس الوزراء نتنياهو الذي يقول نيسان إنه يبذل كل جهده للدفع نحو إعفاء طلاب الحريديم من التجنيد الإجباري “محاولة منه للحفاظ على حكومته بعد أن هددت الأحزاب المتدينة بمغادرة الحكومة إذا فشل نتنياهو في تمرير قانون إعفائهم”.
المصدر: وكالات

